محلي

الجوزو: نريد رئيساً لا يستغل منصبه لإلغاء دور الآخرين

رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح، أن “لبنان مريض، ومرضه خطير جدا، ولم نجد له علاجا بعد، مرضه هذه الطائفية، التي تتسم بالتعصب الأعمى والتخلف. “

وقال: “طالما أشعلت الطائفية حروبا عبثية، بلهاء وعمياء تدمر أجمل ما في لبنان، وأحلى ما فيه، كانت ساحة الشهداء وأسواق سرسق والطويلة، والتي جعلت من لبنان ساحة للإقتتال القبلي والرجعي، وطالما نادينا بأن الدين غير الطائفية، وان الدين ليس وسيلة للتدمير والخراب والهجرة والفقر والافلاس كما جرى أخيرا للبنان.”

أضاف: “نريد أن نعيش عصرنا، عصر العلم والرقي والتقدم، وليس بإثارة النزاعات الغوغائية، والخلافات التي تشدنا الى الوراء، وتسير بنا الى المجهول. نحن في القرن الثاني والعشرين، وما زال لبنان يدور في فلك الطائفية، التي تسببت في دماره اقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا وانسانيا، والتي لعب فيها المتاجرون بالدين، دورا خبيثا دمر كل شيء جميل، وسرقت أموال الناس، وتعرضت المصارف وأموال الناس للسلب والنهب، وهاجر شباب لبنان المثقف يبحث عن عن كرامته في الأوطان الأخرى.”

وتابع: “لقد استفاد من هذه الصراعات والخلافات والتعصب المذهبي والطائفي، أعداء لبنان، ووضعوا أيديهم على خيراته، وعطلوا مسيرة الحياة فيه. لقد استغل موقع رئاسة الجمهورية، استغلالا كبيرا من أعداء لبنان، لأن الرئيس السابق ميشال عون، كان يلتزم إتفاق مار مخايل، ويطبق ما تقتضيه مصلحة ايران ومصالح الآخرين على أرضه. اليوم وقد عاش لبنان تجارب مؤلمة ومتخلفة على يد الرئيس عون وصهره جبران باسيل، ويتطلع لبنان الى اختيار رئيس جديد للجمهورية، ليس فيه عاهات الرئيس السابق، الذي كان همه تعطيل الحياة الإقتصادية والسياسية، وإغراق لبنان بالمشكلات والفساد.”

واعتبر أن “كل الطوائف في لبنان تريد أن تتجاوز هذه المرحلة السوداء، التي جعلت شعب لبنان يعيش على ما يعطيه الآخرون للبنان. لا شك ان المأساة هي رئيس الجمهورية، الذي باع وطنه للخارج، وأصبح رهن التعليمات الخارجية. لقد عطل الحياة السياسية والإقتصادية، وفرض جهله على الشعب كله، وجعل هدفه اثارة النعرات الطائفية، فأفسد العلاقات مع رؤساء الوزراء السابقين، لأنه يريد أن يخضع الجميع لرغباته.”

وقال: “اليوم نريد انقاذ لبنان، ونريد للبنان رئيسا مثقفا ويتمتع بأخلاق عالية، ولا يستغل منصبه لإلغاء دور الآخرين، كما فعل الرئيس ميشال عون، الذي استهدف رؤساء الحكومات السابقين بالعداوة والبغضاء واعلان الحرب عليهم. يجب ان نضع شروطا للرئيس المقبل، وهو أن يحكم لبنان بالأخلاق والقيم أولا، ولا يجعل من منصبه أداة تخريب وتدمير وفرض التعطيل الدائم ضد الآخرين. ليس من حق رئيس الجمهورية، أن يعتبر نفسه حاكم لبنان بالقوة وفرض القيود والأوامر على الرؤساء السنة، مما جعل عهده، عهد الخراب والدمار والهجرة والهروب من جحيم الغباء والتعصب. نريد رئيسا ثقافته الأخلاقية عالية جدا، لأن الاخلاق أساس العدالة واحترام المواطنين الآخرين. نريد رئيسا نظيف اليدين، طاهر القلب، له مشروع وطني بعيد كل البعد عن الغرور والعصبيات والفساد.”

وختم: “لقد أعجبني موقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الأستاذ وليد جنبلاط، حين رشح النائب ميشال معوض لا لشيء، إلا لأنه انسان مثقف وبعيد من التعصب وليس رهينة لحزب الله ولا ايران، وعلى الجميع أن يقفوا نفس الموقف. إنني أضم صوتي اليه حتى ننقذ لبنان مما يعانيه من فساد وطائفية عمياء صماء وتحترف التعطيل والتدمير والخراب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى