سياسة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 5 تشرين الثاني 2022

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

اتجهت الانظار اليوم الى الأونيسكو إلى مؤتمر إحياء الذكرى الـ الثالثة و الثلاثين لتوقيع اتفاق الطائف بإشراف السفير السعودي في بيروت وليد بخاري وبمشاركة رئيس الحكومة وحشد من الوزراء والنواب والقوى السياسية والفاعليات.

وعشية المؤتمر الذي أقيم قبل ظهر اليوم السبت زار السفير بخاري السراي الكبير مساء الجمعة وبحث مع الرئيس نجيب ميقاتي في موضوع اتفاق الطائف.

والى تمثيل لا بأس به في المؤتمر لعدد من المكونات لوحظ حضور القاضي سليم جريصاتي مستشار الرئيس السابق العماد ميشال عون وكذلك النائب آلان عون وحضور رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

مؤتمر الاونيسكو يكتسب أهمية متصاعدة نظرا” الى التزامن مع الجهود المبذولة لإنتخاب رئيس للجمهورية انطلاقا” من روحية دستور اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الداخلية وفتح بابا” أمام مسار من مسارات الاستقرار ومن هنا كان التركيز الأول في الكلمات في مؤتمر الأونيسكو على الإسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية ثم الإتفاق على مسالك صحيحة لتطبيق الطائف كاملا.

في أي حال الأسبوع المقبل سيشهد البرلمان جلسة هي الخامسة لإنتخاب رئيس للجمهورية ولكن حتى الآن ليس من ظهور لأي بوادر تفاهم وسط التجاذبات ومواقف متساجلة.

في المقابل وحيال الأوضاع القائمة في لبنان والقاتمة في المنطقة بعثات ديبلوماسية أكدت على اللبنانيين أن يجنبوا بلدهم السقوط في منزلقات خطرة ونقل عنها دعوة اللبنانيين الى التفاهم في ما بينهم على إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي وتمكين البرلمان اللبناني من ممارسة دوره في انتخاب رئيس الجمهورية وأن أصدقاء للبنان سيكونون الى جانبهم وهم جاهزون للمساعدة في هذا المجال.

وكشفت الأوساط أن الفرنسيين يضعون ثقلهم في الملف اللبناني وثمة معطيات تؤكد أن حضورهم في لبنان سيكون كثيفا وبصورة ملحوظة في مدى” غير بعيد والأمر نفسه نسمعه من الأميركيين الذين أكدوا ان ما يهمهم هو أن يختار اللبنانيون رئيسهم والإختيار لا يتم الا بالتوافق وهناك إشارات بأنهم سيكونون عاملا مساعدا في هذا الاتجاه وأضافت الأوساط المطلعة أن المسلم به لدى اصدقاء لبنان هو: أن لا مجال لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي الا ببلوغ تسوية ليس على شكل التسوية السياسية التي أفضت الى انتخاب الرئيس العماد ميشال عون وما ظهر عبرها من نتائج بل تسوية وطنية بشراكة كل المكونات ومن هنا فإن الحوار الداخلي وعلى رغم إعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقف مبادرته الحوارية فلا تزال ممكنة” العودة إليه في أي لحظة تبعا لتطور الظروف الداخلية كما أن فكرة إقامة حوار رئاسي خارج لبنان في أوروبا أو في أي دولة عربية صديقة للبنان لا تزال فكرة قائمة لدى بعض الاوساط الديبلوماسية ولكن من السابق لأوانه الجزم بترجمتها إلا اذا فرضتها وقائع وتطورات وصعوبات قد تعتري المشهد السياسي الداخلي ودائما” بحسب أوساط سياسية معنية.

إذا، في مؤتمر الاونيسكو لإحياء ذكرى توقيع اتفاق الطائف تشديد على عروبة لبنان وعلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية والتطبيق الكامل لاتفاق الطائف تلفزيون لبنان تولى نقل وقائع المؤتمر مباشرة على الهواء.


*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

على خشبة مسرح قصر الأونيسكو أعيد تمثيل اتفاق الطائف بمشاركة إطفائي الأزمات الأخضر الابراهيمي، وغياب عراب الطائف الرئيس حسين الحسيني الذي اعتذر عن المشاركة وفي ذكرى وثيقة الحرب الأهلية ملأ السفير السعودي في بيروت وليد البخاري الشغور السياسي، باستحضار أرواح الطائف لتأكيد المؤكد من أن لا بديل عن هذه الوثيقة دستورا للبلاد لكن هل أبقت المنظومة السياسية بلدا قابلا لتطبيق اتفاق بلغ من الأعوام ثلاثة وثلاثين ولم يطبق منه بند واحد؟ فالمنظومة نفسها انتقلت من وراء المتاريس العسكرية إلى الخنادق السياسية وجعلت الاتفاق جسدا بلا روح، ونصا بلا تطبيق، وإطارا لوثيقة بلا صورة لبنانية جامعة وحولت الوفاق الوطني إلى توافق على القطعة وميثاقية العيش المشترك والمناصفة صارت غب الطلب في القانون والدستور والمؤسسات، معطوفة على الاجتهادات وبدلا من أن يصبح دستور الطائف كتابا في التنشئة الوطنية للبنان الرسالة، صار لبنان صندوق بريد والشراكة باتت شركا للمحاصصة وثبت بيقين التجربة على مدى ثلاثة عقود أن الأزمة في لبنان ليست في النصوص بل في النفوس وعلى أعين من حضر أو اعتذر، ومن أوفد عنه ممثلا استهل المؤتمر الوطني بشريط وثائقي عن الحرب الأهلية لإنعاش الذاكرة اللبنانية ودفع برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي إلى تلاوة فعل الندامة أمام الأخضر الابراهيمي عن استهداف المدفعية الاشتراكية اجتماع اللجنة الثلاثية في فندق البستان آنذاك والطريق الى الطائف مرت بمعركة سوق الغرب وارتفعت على تلة “ال3 تمانات” تبعا لذاكرة جنبلاط، وذلك عندما أصر زعيم الحزب التقدمي وباستشارة الجيش العربي السوري على الاستيلاء على جبهة سوق الغرب وفيها أفضل ألوية جيش ميشال عون وفي صيف تسعة وثمانين خضت المغامرة في معركة حركت التاريخ وفتحت الطريق إلى السلام والطائف تبعا لجنبلاط “العبد الفقير “.

وفي خريف ما بعد العقود الثلاثة فإن جبهات الغرب والشرق تدور رحاها في بيروت ويتم التنقيب عن روح الرئيس ومن ظلاله أطل اليوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على رأس وفد رفيع من قيادات التيار، مشاركا في منتدى الطائف السعودي الصنع وما بين مشاركة “البيكين” كانت الرئاسة الحاضر الأكبر فجنبلاط تمسك بميشال معوض رئيسا وأعلن رفضه المطلق لترشيح فرنجية لكن جنبلاط “متل شهر شباط” ولكم أن تملأوا الفراغ بشطر المثل الأخير أما رئيس تيار المردة وردا على سؤال، فلم يجد حرجا في تلبية الدعوة السعودية لدى حليفه المغيب حزب الله وشدد على العلاقة التاريخية الوثيقة مع المملكة وعلى تمسك حلفائه بتطبيق الطائف وفي الثبات على الطائف دستورا، رأى السفير السعودي وليد البخاري أن المؤتمر يعكس اهتمام السعودية وقيادتها بالحفاظ على أمن لبنان ووحدته واستقراره، والمحافظة على الميثاق الوطني معلنا أن فرنسا أكدت لنا من خلال اللقاءات مع الرئيس إيمانويل ماكرون أنه لن يكون هناك أي نية أو طرح لتغيير اتفاق الطائف لكن فرنسا غابت دبلوماسيتها عن المشاركة كما التمثيل الأميركي فيما لم تستثن السفارة السعودية آل الحريري من الدعوات، فتغيب سعد واعتذرت بهية ومثل العائلة “العم” شفيق أما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي فاكتفى بتسجيل الحضور وبتصريح إعلامي والتقاط صورة تذكارية مع مدعوي الصف الأول قبل أن يغادر القاعة على المسرح توالت المداخلات، بين من لم ير في الطائف قرآنا منزلا أو إنجيلا مقدسا وبين من رأى فيه تكريسا لعروبة لبنان ووحدته وبين من تحدث عن ثغر لم تساعد الظروف آنذاك على سدها، مع التأكيد أنه لم يتم التنازل عن صلاحيات رئيس الجمهورية بل إن الصلاحيات ذهبت إلى مجلس الوزراء مجتمعا لينتهي المنتدى على ثابتة واحدة: لا خيار للبنان سوى تطبيق اتفاق الطائف لكن الاتفاق نفسه بقي نصا بلا آلية للتطبيق ولو طبق لما وصلت البلاد إلى ما آلت إليه ويبدو أن البعض في لبنان ما زالت تستهويه حروب الإلغاء وبعد الفشل الذي مني به العهد وتياره، غامر رئيس التيار باللعب بالنار وبمفعول رجعي عن ثلاثة وثلاثين عاما في حرب الشوارع كاد يجر البلاد إلى حرب الإخوة مجددا، وأعلن تشكيل ميليشيا التيار الوطني مباشرة على الهواء واليوم فتح جبهة الحرب على الإعلام المتضامن مع بعضه دفاعا عن الحرية الإعلامية بسلاح القلم لا بالبلطجة وهو ما لن يفهمه رئيس التيار المنقلب على أقرب المقربين، والحاكم بأمر الرأي الذي لا يقبل الرأي والرأي الآخر.

ولن يكون مستغربا الا يعرف رئيس التيار مسار الوقوف مع الحق لأنه اعتاد سلوك الطرق الوعرة والوقوف مع الزواريب الضيقة والمصالح الخاصة وتجنيد بعض القضاء كمباشرين له ومساعدين قضائيين للتيار .


*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي”

برزت في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة مطالبة أميركية علنية بضرورة عودة السعودية الى الملف اللبناني.

الرسالة الأهم جاءت من مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف التي قالت: “ان بين واشنطن والرياض اهتمامات استراتيجة مشتركة، وإن دولا مثل اليمن ولبنان لا تزال في مقدمة هذه الاهتمامات”، لتختم ليف: “اتخذ السعوديون خطوة الى الوراء في لبنان, لكنني اعتقد انهم سيعودون”.

كلام ليف كان قد سبقه مطالبة Ed Gabriel رئيس مجموعة العمل الاميركية من أجل لبنان، دول الخليج، وعلى رأسها المملكة، بضرورة الانخراط في لبنان، من خلال تقديم مساعدات تطال الجيش اللبناني وقطاعات أخرى مدنية.

دعوة واشنطن, هي ترجمة لعمل أميركي أوروبي, بدأ منذ أشهر، خلص الى خلق صندوق سعودي فرنسي لمساعدة الشعب اللبناني, هذا فيما كانت السفيرة الفرنسية آن غريو تلعب دور الديبلوماسية المكوكية مع كل الفرقاء اللبنانيين, ومن بينهم حزب الله، فيما كان السفير السعودي وليد البخاري ينخرط مجددا في الحياة السياسية، وعنوان خطابه الأول، حماية اتفاق الطائف.

اليوم, وفي الذكرى الثالثة والثلاثين لتوقيع الاتفاق, ثبتت السعودية موقفها، فلا مس بالطائف ولا حتى تعديل له، وذلك بضمانة فرنسية أعلنها السفير البخاري.

الحراك الديبلوماسي المتعلق بلبنان، يتزامن مع شغور رئاسي يبدو أنه سيطول.

فكل الفرقاء, محليين كانوا أو اقليميين أو دوليين، يعرفون أن ليس في المجلس قوة، أو مجموعة كتل قادرة على انتخاب رئيس وحدها، وتاليا لا بد من حوار أو تشاور بينها، يؤمن وصول رئيس قادر على التحدث الى كل الفرقاء المحليين أولا، واعادة وصل ما انقطع مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية، ثانيا، وصولا الى التفاهم مع سائر الدول الفاعلة.

من دون هذه المعادلة الداخلية والمباركة العربية والخليجية والدولية لها، ستتكرر جلسات انتخاب رئيس في المجلس النيابي لتتحول الى مسرحية، قد تختتم بمشهد ارتطام كبير لا تحمد عقباه حسبما قالت باربرا ليف.


*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “او تي في”

بعد ثلاثة وثلاثين عاما على الطائف، لبنان بلا رئيس، ولا حكومة، ولا اقتصاد، ولا مال، ويكاد يكون بلا شعب بفعل هجرة اللبنانيين ونزوح السوريين وبقاء مأساة اللجوء الفلسطيني بلا حل.

بعد ثلاثة وثلاثين عاما على الطائف، الميثاق في خطر دائم، والدستور لا يطبق، والثقة مفقودة بين مكونات الوطن، بعيدا من الانشائيات والقصائد التي يتبارى على تلاوتها البعض، بمناسبة او من دون. بعد ثلاثة وثلاثين عاما على الطائف، علاقاتنا الاقليمية والدولية بلا توازن، والتدخلات الخارجية في شؤون لبنان باتت من اليوميات، اما الحرية والسيادة والاستقلال فكلمات لم تعد واقعية في ظل المشهد القاتم: فمنذ اتفاق الطائف وحتى اليوم، انقسم تاريخ لبنان الى مرحلتين: اولى للوصاية السورية برضى اقليمي ودولي، وثانية لتناتش الوصايات بين الجميع.

اما المطلوب اليوم، من جميع اللبنانيين من دون استثناء، وحتى اولئك الذين كان لهم موقف سلبي من الاتفاق منذ اقراره، فثلاثة امور:

الامر الاول، تطبيق البنود المتبقية بعيدا من اي انتقائية، بروح الوفاق، وبهدف انقاذ البلاد من الوضع الذي وصلت اليه.

الامر الثاني، تحديد الثغرات بصراحة تامة، بنية التصحيح، وهدف الانقاذ، سواء بالتوافق على التفسير، او عبر الآليات التي ينص عليها الدستور.

الامر الثالث، اطلاق ورشة اصلاحية شاملة، لا مفر منها لبدء النهوض الاقتصادي الموعود بالتعاون مع الجهات العربية والدولية الصديقة والمعنية.

وفي النهاية، وللتاريخ، لا بد من التذكير، بموقف كبير من لبنان، لا تزال كلماته الى اليوم عرضة للتشويه والتزوير. فهو وحده الذي حذر قبل ثلاثة وثلاثين عاما من ان الطائف لن يؤدي الى سحب القوات السورية من لبنان بعد سنتين، في وقت كان الآخرون يبشرون بالعكس. وهو وحده الذي نبه الى ان التشابك الذي اوجده الاتفاق بالصلاحيات، يجعل لبنان غير قابل للحكم والحياة الا بوصاية خارجية، وهذا ما حصل: فمنذ عام 2005، لم ينتخب رئيس الا بعد فراغ، ولم تشكل حكومة الا بعد اشهر من التأخير.

قبل ثلاثة وثلاثين عام، طالب العماد ميشال عون بفاصلة اضافية على الطائف كي يصير قابلا للحياة. وبعد فاصلة زمنية من ثلاثة وثلاثين عاما، لا يزال البعض يعاندون ويكابرون ولا يعترفون ان الرئيس العماد ميشال عون كان على حق.


*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “ان بي ان”

لا شيء جديدا في المشهدية اللبنانية المترنحة تحت عبء التعطيل والفراغ والاعتراض على أي مسعى انقاذي كمثل ذاك الذي كان الرئيس نبيه بري سيطلق حوارا على نيته لتأمين ظروف انتخاب رئيس للجمهورية.

الفراغ الحاصل استدرج موقفا أميركيا يحذر من ان الوضع في لبنان قد يزداد سؤا بسببه على حد تعبير متحدث باسم الخارجية.

أما موقف السفيرة الأميركية في بيروت فقد حرصت على تضمنيه مواصفات للرئيس المقبل بحيث يجب ان يكون غير ملوث في الفساد وقادرا على بناء تحالفات في الداخل من ضمن الآليات الحكومية ومع المجتمع الدولي وكذلك مؤهلا للتعاطي مع الصندوق والبنك الدوليين.

في موازاة الشغور الرئاسي حراك للمجلس النيابي سواء على مستوى اللجان المشتركة التي تلتئم بعد غد الاثنين او على مستوى الجلسات المتتالية لانتخاب رئيس وجديدها جلسة مقررة الخميس المقبل.

كذلك ثمة حراك حكومي على شكل اجتماعات وزارية يرعاها الرئيس نجيب ميقاتي لتسيير شؤون البلاد على نطاق ضيق بعدما نالت حكومة تصريف الأعمال جرعة دعم من مجلس النواب خلال جلسته الأخيرة.

في غياب أي تطور محلي بارز اليوم تصدر المشهد المؤتمر الذي نظمته السفارة السعودية في ذكرى إقرار اتفاق الطائف.

المؤتمرون أكدوا التمسك بالاتفاق ودعا بعضهم إلى استكمال تطبيق بنوده وصولا إلى إلغاء الطائفية السياسية على حد ما أعلن وليد جنبلاط.

أما السفير السعودي فقد برز نفيه ان يكون الفرنسيون قد فاتحوا بلاده بضرورة مناقشة أو تعديل الدستور اللبناني. ولم تشكل حكومة الا بعد اشهر من التأخير.

قبل ثلاثة وثلاثين عام، طالب العماد ميشال عون بفاصلة اضافية على الطائف كي يصير قابلا للحياة. وبعد فاصلة زمنية من ثلاثة وثلاثين عاما، لا يزال البعض يعاندون ويكابرون ولا يعترفون ان الرئيس العماد ميشال عون كان على حق.


*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

إنه مؤتمرُ تثبيت اتفاقِ الطائف محلياً وإقليمياً وحتى دولياً، وذلك في الذكرى الثالثةِ والثلاثينَ للتصديق عليه في مجلس النواب. ما حصل في الأونيسكو اليوم لم يكن عادياً، بل أكد من جديد أمرين أساسيَّين. الأول، عودةُ اهتمام المملكةِ العربيّةِ السعوديّة بلبنان من خلال مؤتمرٍ حاشدٍ ومميز على كلّ المستويات، وخصوصاً على المستوى السياسيّ. إذ إنَّ كلَّ القوى السياسيةِ الفاعلة شاركت فيه باستثناء حزبِ الله. الأمر الثاني أن المؤتمر يأتي بعد أسابيعَ قليلة على توجيه دعوة سويسريةٍ الى الحوار، وهي دعوةٌ لم يُكتب لها النجاح. كما يأتي بعد رواجِ أخبارٍ كثيرة عن إمكان دعوةِ فرنسا الأطرافَ اللبنانيّين إلى طاولة حوارٍ تنعقد على أرضها. ومع تداول الخَبَرَين إنتشرت تكهناتٌ كثيرةٌ حول نيّةٍ دوليّةٍ، وتحديدا فرنسية، لتغيير اتفاق الطائف. اليوم، جاء الردُّ من الأونيسكو، حيث نَقل السفيرُ السعوديّ وليد بخاري عن الفرنسيّين أنهم لا يملكون أيَّ نيةٍ أو طرحٍ لتغيير اتفاق الطائف، مشيراً إلى أنّ الإتفاق محطُ إجماعٍ دولي ويُثبّت نهائيّةَ الكِيانِ اللبنانيّ. ويبقى السؤال: إلى أيِّ حدٍّ يمكن ان يساهم هذا المؤتمرُ في تسريع عمليةِ انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة يحوز ثقةَ المجتمعَين العربيّ والدوليّ، ما يمكن أن يعيد لبنان إلى خريطة العالمِ من جديد؟

الواضح ان الملف الرئاسي لا يزال معقدا، ولم يصل بعد الى مرحلة الحلول. قوى المعارضة لا تزال على موقفها، وهي ستنتخب الخميس المقبل النائب ميشال معوض، باعتبار انه لا يزال خيارها الاول والاخير. وهو ما اعلنه وليد جنبلاط صراحة على هامش مؤتمر الاونيسكو، حيث قال ردا على سؤال انه لا يقبل بسليمان فرنجية رئيسا لأن مرشحه هو ميشال معوض . وفي هذا الاطار برزت مشاركة فرنجية في المؤتمر ، علما ان فرنجية اكد انه لم يشارك في المؤتمر من اجل الرئاسة ولا من اجل امر آخر، بل لانه مع الطائف ولم يكن يوما خارجه. لكن، هل يمكن عزل مشاركة فرنجية عن سعيه الى كسر عدم موافقة السعودية على وصوله الى سدة الرئاسة ؟ في هذا الوقت برزت الاتصالات التي تنعقد لبلورة نتائج عملية للقاء النواب ال 27 الذين اجتمعوا في الصيفي مطلع الاسبوع. وقد اشار النائب بلال الحشيمي الى ان المحاولات مستمرة مع المستقلين السنة و كل القوى السياسية وذلك لزيادة اصوات معوض الخميس المقبل. فهل يساهم الحراك المذكور في تحريك الجمود الرئاسي وتحفيز قوى الممانعة على وضع اسم في صندوقة الاقتراع، بدلا من الاستمرار في لعبة الاوراق البيضاء؟


*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

في داومةِ الفراغِ الدستوري اُلقيَ بلبنان، وهناك قد يطولُ بقاؤه اذا تأخر الاتفاق على اسم ِرئيس ٍللجمهورية ومن بعدِه تشكيل ُحكومة ٍمن مقاس ِالازمات..

الفراغ ُالذي لم تفلح الدعوات ُالى تجنبه وزادت من مآسيه مقاطعة الحوار حول حلولِه، لا يختلف ُاثنان من اللبنانيين على انه ناجم ٌعن ترهل نظام سياسي بات يحتاج ُالى التطوير ِوالتحديث، وهذه حقيقة ٌغير ُقابلة للمزايدة ِبها، لان ما يُعرف بدستور الطائف سيبقى حاجة ًدائمة ًلاي ِحوار ٍبناء ٍيعيد ُبناء َما تداعى من الوطن وما هدَمَه البعض ُبيدِه وفكرِه من اركان ِالدولة ِالمتعَبة..

ومن قال إن دستور َالطائف خرج َمن التداول ِكي يكثرَ اللاعبون على حروفِه ومضامينه؟ ومن له الحقُ في ان يبني َممالك َاوهامِه في ربوع لبنان السياسية فوق ما اتفق اللبنانيون انفسُهم على اعتباره ِباباً للخروج من حربهم الاهلية المشؤومة؟ اليس َمن يفعلُ ذلك هو نفسُه الذي كاد َفي العام 2017 ان يعيدَ لبنان الى زمنِ الفتنة الشرسةِ باختطافه الرئيسَ سعد الحريري الذي كان يشغَل حينها موقع َرئاسةِ الحكومة المرعي بوثيقةِ الوفاقِ الوطني؟

ما يُقال اليوم إن الغَيرة ُالمستجدة ُوالزائدة ُعلى اتفاق ِالطائف ِليست اقلَ من خديعةٍ لمصادرة ِارادة ِاللبنانيين في حل ِازماتِهم كما فعل نوابُهم قبل َثلاثة ٍوثلاثين َعاماً بالاتفاقِ على دستورِ ما بعد الحرب..

هنا قد يتناهى لبعضِ المخيلات ِان لبنان َفقد َالسيطرة َعلى مصيرهِ، وان ناسَه واهلَه آتون من زمن ِالقحط الفكري والعقلي فيما هم بالحقيقة ِفي أكثر ِدرجات الوعي لما يُحاك لهم في المضارب ِوالسفارات، ويعلمون أن تجاوزَ ايِ مكائد جديدة يكون ُبالاتفاق ِعلى الحلولِ والمخارجِ التي يرعاها الدستور الحالي..

في فلسطين َالمحتلة، لا مخارجَ امام َكيان ِالاحتلال من مشاكلِه السياسية ِالتي يعمقها وصول ُبنيامين نتياهو على راس ِحكومة ٍمتطرفة ٍيحذر ُمنها المراقبون الصهاينة انفسُهم ويقولون ان انتخابات ِالكنيست حملت رسائل َعميقة ًحول تغيرات خطيرة ٍيمر ُبها المجتمع ُالصهيوني وسيكون ُلها اثار كارثية ومدمرة جراء الخيارات ِالتي ستقدِم ُعليها الحكومة ُالجديدة ُداخليا ًوخارجياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى