سياسةمحلي

جعجع: في حال اتحدت المعارضة بامكانها إيصال معوض

رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان “فريق الممانعة دمّر البلد ومستمر بذلك من خلال تعطيل الانتخابات الرئاسية بشكل أساسي، في المقابل لو توحدت المعارضة لكنا خرقنا هذا التعطيل ولكنَّ بعضا منها يرفض التعاون مع أحد بسبب تمسّكه بآرائه”.

وذكّر في حديث لـ”سكاي نيوز عربية” أن “النائب ميشال معوض كان ضد “القوات اللبنانية” في الانتخابات وهو ليس في عداد كتلتها، الا ان مطالبة غالبية المعارضة به دفعت بنا لتسميته. وللأسف رغم كل المحاولات لإنجاز اتفاق مع القوى الأخرى فيها ولكننا لم نتوصل الى أي نتيجة، علما اننا ابدينا استعدادا لأي اتفاق معها حول أسماء عديدة مطروحة كان معوض إحداها”.

وأشار جعجع الى أنه “في حال اتحدت المعارضة يمكنها إيصال معوض الى سدة الرئاسة، اذ هناك 20 نائبا منها لم يحددوا بعد موقفهم و44 صوّتوا له ما يعادل 64 صوتا، ولكن بعض اطيافها لا يريد الالتزام بشيء ويتحجج بقدرة الفريق الآخر على تعطيل النصاب. هذا الأمر غير صحيح لأنه في حال توحّدنا كلنا كمعارضة عندها يمكن للفريق الآخر تعطيل جلسة او اثنين ولكنه سيعجز عن الاستمرار في ذلك اذ سيظهر حينها انه المعطّل. من هنا عليها ان تتحد على اسم معيّن والا اذا تُركت جماعة الموالاة “على همتها” فسنكون امام احتمال فراغ طويل”.

واعتبر اننا “في ازمة كبيرة ومن المعيب تضييع الوقت في الكلام عن عهد الرئيس ميشال عون وتصرفاته وخططه السابقة وما أسفرت عنه، لذلك تختصر بعبارة واحدة “خراب ودمار” فالنتيجة واحدة منذ اللحظة الأولى حين كان في المنطقة الحرة الى اليوم اذ لا نعرف كيف سيسلّم لبنان وماذا بقي منه”.

وأكد جعجع ان “الفراغ الرئاسي بحد ذاته له خطورة كبيرة على لبنان خصوصاً في هذه المرحلة، رغم اننا لم نكن في “ملء رئاسي” بل كنا أصلاً في الفراغ في ظل وجود رئيس، ولا سيما في السنوات الثلاث الأخيرة، الا اننا لم نشهد أي خطوة بناءة بل تعطيل للنظام و”حرطقة” على الآخرين في بعض الأوقات”.

وأشار الى ان “حكومة تصريف الاعمال يمكنها ان تحكم في حال وصلنا الى ليل 31 تشرين الأول من دون انتخاب رئيس جديد”، مؤكدا ان سلطة رئاسة الجمهورية تنتقل بحكم “الامر الواقع” للحكومة الحالية رغم ان لا تفاؤل بأدائها فهي لن تنجح الا بالقيام ببعض الترقيعات”.

وعن كلام باسيل حول مؤامرة يقوم بها الرئيسان بري وميقاتي، نصحه جعجع بالتصويت لمرشحه في جلسات الانتخاب بدل الاكتفاء بالورقة البيضاء، معتبرا ان “باسيل هو مرشح “التيار” في الوقت الحاضر، وسيعلن عن مرشّح آخر بعد ان يفقد الأمل بوصوله”.

كما رأى انه “في أي وقت يمكن انتخاب العماد جوزيف عون، اذا أرادوا فعلا، ففي الواقع حين تتعطل انتخابات الرئاسة في كل العالم يكون التوجّه بالمبدأ نحو قائد الجيش خوفا من الاضطرابات الأمنية”، مضيفا: “وفق القانون، انتخاب قائد الجيش يحتاج الى ثلثي المجلس النيابي، بينما كأمر واقع سيصار الى التوافق على اسمه من 86 نائبا، كما حصل مع الرئيس السابق ميشال سليمان، وعندها يكون العدد كافٍ لتعديل الدستور. هذا السيناريو ممكن بعد التعطيل وفي ظل تدهور الحال في البلد”.

واعتبر جعجع ان “حزب الله رهينة باسيل في الانتخابات الرئاسية كما في الأمور الأخرى، أي انه اذا اصرّ على حقيبة الطاقة من جديد رغم ان اللبنانيين جميعهم من مسيحيين او سنة او شيعة “عايشين على العتمة” سيقبل بذلك، كون “الحزب” وخلافا لما يعتقد الناس ضعيفا سياسيا في لبنان ويحتاج الى حلفائه ليحكم البلد. ولمن يعتبر ان حزب الله يحكم البلد بسلاحه، أكد ان “هذا المفهوم خاطئ اذ يمكنه بسلاحه اغتيال عدد من الأشخاص ولكنه لن ينجح في كسب القوة السياسية”.

ولفت الى ان “حزب الله توجّه نحو قبول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بعد قيامه بـ”مسرحية المسيّرات” تحسبا لاحتمال تدهور الوضع الاقتصادي اكثر، رغم ان ايديولوجيته وادبيته كانت من غير الممكن ان تقبل بالترسيم مع “العدو الغاشم” و”الكيان الغاصب”، معتقدا ان بذلك بات يستطيع التنقيب في الحقول والمربعات التي تحتوي على نفط في الجنوب ما يجعله يطلب من الحكومة الاستدانة مسبقاً من الشركات المنقبة باعتبار انه اصبح لدينا نفط”.

وعن عدم استقبال سوريا للوفد اللبناني، قال جعجع: “بدن من عون كتير” فهو حتى لم يتجرأ على زيارة الأسد، ما يعني انهم رفضوا الزيارة لحسابات ضيقة، ولو انه مع النظام السوري لا ننتظر أي نتيجة”، وعلّق ممازحا: “على حزب الله ان يستخدم مسيّراته في حال لم تقبل سوريا ان تمنحنا حقوقنا في الحدود الشمالية كما استعملها لأجل الحدود الجنوبية”.

ولجهة عدم طرحه شخصية اقتصادية لسدّة الرئاسة، أوضح أن “مشكلتنا الاقتصادية ناجمة عن مشكلة سياسية، فالاقتصاد يحتاج الى مسار سياسي صحيح ينعكس تلقائيا وبشكل إيجابي على المستوى الاقتصادي”.

وأيّّد جعجع “متابعة الحوار مع صندوق النقد الدولي شرط درس كل البنود بشكل مفصّل ليكون الحل مناسبا لوضع لبنان، أشار جعجع الى “إمكانية هذه الحكومة محاورة “الصندوق” على خلفية وضع لبنان الاستثنائي”.

وعن دعوة الرئيس بري الى جلسة الحوار، أبدى تخوّفا، عن حق، ان تكون جلسات الحوار الموازية لجلسات الانتخاب بمثابة تضييع للبوصلة في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى رئيس جديد للجمهورية، مؤكدا ان “القوات اللبنانية تؤيد أي حوار شرط ان يصار داخل جلسة انتخاب الرئيس، في حال كانت قد تؤدي الى نتيجة، حتى لا يحاول البعض تطيير الانتخابات”.

وفي الحديث عن إمكانية تحسن علاقة لبنان مع الدول العربية بعد انتهاء ولاية عون، رأى انه “صحيح ان المشكلة مع عون ولكنها أيضاً مع الطغمة الحاكمة التي ما زالت موجودة وممثلة في الحكومة الحالية، بغض النظر عن شخص الرئيس ميقاتي، وبالتالي لن تتغير نظرة العرب الى لبنان الا في حال انتخاب رئيس يتمتع بصدقية ويوحي بالثقة، من هنا أبلغت الدول العربية ولا سيما الخليجية منها الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية عدم توقع أي امر إيجابي الا في هذه الحالة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى