محلي

إليكم ما جاء في مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 29 تشرين الأول 2022

*مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

يومان يفصلان عن دخول لبنان في مرحلة شغور رئاسي لا يعرف متى نهايتها مع مغادرة رئيس الجمهورية قصر بعبدا ظهر الغد منتقلا الى دارته الجديدة في الرابية قبل يوم من انتهاء ولايته الرئاسية وسط تصعيد تجاه الرئيسين بري وميقاتي حيث جدد رئيس الجمهورية خلال مقابلات اعلامية القول عن الوضع الحكومي الى انه قد يقبل استقالة الحكومة، فالدستور لا يمنع ذلك علما ان حكومة الرئيس ميقاتي هي مستقيلة فعليا عقب الانتخابات النيابية التي جرت في  ايار الماضي.

الرئيس عون وفي مقابلة مع وكالة رويترز لفت الى ان العقوبات الأمريكية لا تمنع صهره جبران باسيل من الترشح للرئاسة “ونحن نمحوها” بمجرد انتخابه قال عون متحدثا عن ان الفوضى الدستورية محتملة بعد رحيله.

اوساط رئيس الحكومة اكدت في المقابل أن  توقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة هو “لزوم ما لا يلزم” ويعتبر كأنه لم يكن ولا يغير من الواقع شيئا، في وقت كان  الرئيس  ميقاتي، يشير من الباروك الى أننا مقبلون على مرحلة جديدة عنوانها الابرز أننا لن نتحدى احدا، ولن نقف بوجه اي أمر يخدم لبنان واهله داعيا الى التعالي عن كل التجاذبات.

وفيما رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتهيأ لدعوة رؤساء الكتل النيابية الى “لقاء حواري” في عين التينة مطلع الاسبوع المقبل، أصدرت هيئة الرئاسة في حركة أمل بيانا ناريا ردت فيه على سيل التطاول والتجني على رئيس حركة أمل الرئيس بري معتبرة انه  من نكد الدهر أن تصبح الدعوة الى الحوار جريمة والنعق في أبواق الشرذمة والتفرقة والفراغ فضيلة  وختم البيان “يا عيب الشوم”.

الى ذلك ترقب لما سيقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التامنة والنصف من هذا المساء علما ان وير الشغال العامة والنقل علي حمية كشف ان حزب الله مستمر في مساعيه لتأليف الحكومة حتى اللحظات الاخيرة.

وبعيدا من السياسة، يوم إعلامي وطني بامتياز في ربوع الشمال بدعوة من وزير الاعلام المهندس زياد المكاري وبالتعاون مع جامعة الدول العربية، حيث تم ازاحة الستارة عن صخرة الشمال الوطنية وتدشين غابة الصحافة اللبنانية على تلة الميرادور في تربل، وقد دعا الوزير المكاري الى اليقظة الاعلامية في المرحلة المقبلة في البلاد.

بداية النشرة من مواقف رئيس الجمهورية المتعلقة خصوصا بالتوجه نحو التوقيع على استقالة حكومة الرئيس ميقاتي.


*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

نحو سبع عشرة ساعة تفصلنا عن مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا، اذا احتسبنا انه سيكسب ساعة اضافية من الوقت تبعا للتوقيت الشتوي. والواضح ان عون لا يريد ان يخرج بهدوء وسكينة كمعظم رؤساء الجمهورية، لذا يتعمد ان يدلي بأكثر من حديث صحافي يوميا، مثيرا المزيد من الالتباسات، وحتى الاشكالات. التصريح الاخير ادلى به لوكالة “رويترز”، وفيه يؤكد ان العقوبات الاميركية لا تمنع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من الترشح للرئاسة، وان العقوبات المفروضة عليه تمحى بمجرد انتخابه. التصريح العوني الصريح يكشف حقيقة النيات، ويؤكد مرة جديدة ان المشكلة عند عون وباسيل ليست لا في صلاحيات رئيس الجمهورية ولا في عدم صلاحية حكومة مستقيلة ان تتولى مهمات الرئاسة الاولى. فالشعارات عند عون شيء، والحقيقة شيء آخر. والحقيقة عند عون وخليفته باسيل تكمن دائما وابدا في رئاسة الجمهورية. ولمن لا يتذكر فإن عون خاض حروبا عبثية مدمرة بين عامي 1988 و1990 تحت شعارات كبيرة منها: توحيد البندقية، وتحرير لبنان من الاحتلال السوري ، لكن غايته الحقيقية والوحيدة كانت في الوصول الى رئاسة الجمهورية . وها هو اليوم يستعيد سيرته الاولى السابقة ويحاول ايصال البلد الى الفوضى المدمرة ، عل الفوضى تؤسس لواقع جديد يؤدي الى وصول جبران باسيل الى قصر بعبدا . فهل كتب على اللبنانيين ان يدفعوا ثمن الطموح الى رئاسة الجمهورية غاليا ، مرة مع عون ومرة مع وريثه جبران باسيل؟

حكوميا، لا شيء يدل الى ان الساعات القليلة المقبلة ستحمل جديدا . فمحركات التوفيق بين ميقاتي وباسيل مطفأة تقريبا ، فيما يعد رئيس الحكومة المكلف العدة للسفر الى الجزائر تحقيقا لهدفين: المشاركة في القمة العربية ، ووضع اللمسات الاخيرة على حل جزئي لمشكلة الكهرباء في لبنان . في هذا الوقت لا يزال التهديد الذي اطلقه الرئيس عون في ما خص توقيع مرسوم استقالة الحكومة يتردد صداه في الاوساط السياسية والقانونية. وفي المعلومات ان دوائر القصر الجمهوري اعدت المرسوم ، وسيوقعه رئيس الجمهورية من الرابية الاثنين المقبل ، اذا تبين له نهائيا ان ولادة الحكومة متعسرة . علما بان التوقيع سيفتح الوضع على احتمالات معقدة . وقد ردت اوساط ميقاتي على عون معتبرة ان توقيع المرسوم هو لزوم ما لا يلزم ، مذكرة بما قاله النائب السابق ادمون رزق الذي وصف توقيع الرئيس على مثل هذا المرسوم بالخيانة العظمى .

هكذا اذا ينهي ميشال عون عهده بطريقته المعهودة : فراغ وفوضى، ومعارك مجانية مع رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة المكلف ومعظم القوى السياسية باستثناء حزب الله .  فهل ما يقوم به سيعيد تعويمه هو وتياره شعبيا وتحديدا مسيحيا ، ام ان ما حصل عام 1990 لن يتكرر سنة 2022، باعتبار ان “من جرب المجرب كان عقلو مخرب” ؟


*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “او تي في”

في حضرة التاريخ، لا وقت للصغار.

فكيف إذا أدلى هؤلاء الصغار بدلوهم التافه، في وقت يتأهب كل لبنان لاستقبال العماد العائد الى الرابية، بعد ست سنوات أمضاها رئيسا في بعبدا، مسطرا قبل أيام إنجاز الترسيم البحري، بعدما استعاد الحقوق التي أهدرها البعض او كادوا، قبل أن يعودوا إلى ادعاء البطولات، التي يدرك الجميع أنها وهمية.

فمن من اللبنانيين لا يعرف أن هؤلاء، لم يعرقلوا ولاية الرئيس ميشال عون فقط، بل حياة اللبنانيين جميعا، منذ أكثر من ثلاثين سنة، هذا إذا لم نعد إلى مرحلة الحرب، من خلال تعطيلهم المتعمد، للاستقرار السياسي، وللإصلاح، وللكهرباء، وللقضاء، وللعدالة في جريمة انفجار مرفأ بيروت؟

وهل من داع أصلا للإشارة إليهم، حتى يعرفهم الناس؟

أصلا، في حضرة التاريخ، لا وقت للصغار. والصغار سياسيون من فئة دجالين، وقوى سياسية من جذور منظومة الفساد، وإعلاميون برتبة شتامين، وآخرون من أصحاب المصالح، أو العقد النفسية، التي ارتفعت وتيرة تفجيرهم لها، عندما تأكدوا ان ميشال عون سيخرج من بعبدا منتصرا بإنجازاته، لا مهزوما بتعطيلهم، ومحاصرا بمحبة الناس، لا من ثوار مزورين، ومطوقا بالاتصالات واللقاءات الإقليمية والدولية، لا المقاطع من دول العالم.

ويبقى أن الثلاثين من تشرين الاول 2022، يوم اضافي سيكتب فيه العماد ميشال عون التاريخ، الذي يقيمون هم في مزابله، بخروجه من القصر الجمهوري، لا للتقاعد من الحياة السياسية، بل لمواصلة المسيرة بانطلاقة جديدة أفعل وأقوى، بدأت بوادرها تلوح في مواقفه المكثفة في الأيام والساعات الاخيرة.

الثلاثون من تشرين الاول 2022 يوم فخر بالعماد الخارج من بعبدا، ويوم فرح بعودتها الى الرابية، فيا أيها اللبنانيون، إنه غدا في الانتظار.


*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “ال بي سي”

الليلة ، آخر ليلة للرئيس ميشال عون في قصر بعبدا. غدا الأحد آخر يوم له في قصر بعبدا. بعد غد الإثنين، حتى منتصف الليل، آخر يوم كرئيس للجمهورية. الثلاثاء، اليوم الأول: الرئيس السابق العماد ميشال عون. الثلاثاء أيضا، القصر الجمهوري شاغر من رئيس للجمهورية، للمرة الثالثة على التوالي، لا تسليم وتسلم، تماما كما حصل عند انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود والرئيس ميشال سليمان، وحده الرئيس الياس الهراوي جرى في نهاية عهده تسليم وتسلم بينه وبين الرئيس لحود. ثلاثة جنرالات على التوالي، سلموا الفراغ، في جمهورية مشلعة، المهاجرون منها قد يصل عددهم إلى عدد النازحين السوريين فيها، وهو مليونان وثمانون الفا، بحسب أرقام المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم.

جمهورية مشلعة، مهما حاول البعض الإستعانة بمساحيق الإنجازات لتجميل صورتها. جمهورية مشلعة: كهرباؤها على همة أصحاب المولدات الجشعين، ومياهها على همة أصحاب الصهاريج الذين ينقلون المياه من آبار لا تخلو من الكوليرا. جمهورية مشلعة ذابت فيها ودائع الناس، والمسؤوليات تتقاذفها المصارف ومصرف لبنان ووزارة المال ومجلس النواب ومجلس الوزراء سواء برئاسة رئيس الجمهورية، إذا حضر، أو برئاسة رئيس الحكومة. جمهورية مشلعة، تسابق الأبطال في قطف ثمار الترسيم مع اسرائيل، فيما اختبأ هؤلاء الأبطال حين وصل الترسيم مع سوريا، فجميع هؤلاء يخافون من السحسوح، ومنهم من تذوق طعمه في ما مضى. جمهورية مشلعة تتفرج جنوبا على منصة استخراج الغاز من حقل كاريش فيما في الشمال “منصات” لهروب أو تهريب لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، ضاقت بهم سبل الحياة فاختاروا الموت في البحر على الموت في الأرض التي أنبتتهم. جمهورية مشلعة فيها فساد وليس فيها فاسدون، الفساد في كل مكان، والفاسدون في كل مكان، ولكن من يجرؤ على ملاحقتهم؟ جمهورية مشلعة يتبارز فيها المسؤولون على إبعاد المسؤولية عن أنفسهم، على القاعدة التي يستخدمها الأولاد في المدارس: “مش أنا هوي”.

في الجمهورية المشلعة: الرئيس يعتبر ان العقوبات لا تمنع باسيل من الترشح. حركة أمل تخرج على صمتها وتنتقد الرئيس وتقول إن فضل الترسيم يعود إلى الرئيس بري. الرئيس ميقاتي يقول إنه لا يتحدى وينقل عن أوساطه أن توقيع مرسوم أستقالة حكومته لا سند دستوريا له. لعل المؤشر الأبرز على انسداد افق أي تسوية، مقدمة محطة الـ NBN التي هاجمت من دون هوادة الرئيس عون واصفة إياه بأقذع الأوصاف، ومن أبرزها: “ارحل يا خازن جهنم غير مأسوف عليك وخذ معك الحاشية… وصهرك. فالبلاد صارت حافية ولا أحد يريد أن يتفركش بجبران.. خذه وارحل غير مأسوف عليك وعليه”. في الجمهورية المشلعة، عدنا إلى زمن “صندوق الفرجة”. والبداية من أحد صور هذا الصندوق: الحكومة.


*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “ان بي ان”

لأنكم عدتم عدنا… وخرجنا من جهنمكم التي بها وعدنا…والرد سيكون هذه المرة بلغتكم اليوضاسية التي تتقنونها وتفهمونها، ولأنكم أنصاف أنبياء في ظاهر الكلام… شياطين في باطن الأفعال نتوجه لفرعون…الذي فر يوما… وعندما رجع لم يكن عـونا للناس ونقول منذ أكثر من ست من السنين أقمت في ما خولت من الملك بتفاهم ثم “بلفت” فيها كل من إنتخبك بمن فيهم “خيك” قبل أن “يوعى”. في القسم حلفت وأغلظت لتقيمن العدل في طول البلاد وأمام عرض العباد وأعلنت أنك ستصلح وتغير وتغسل وتطهر فلم تقم في ذلك بحق ما يجب عليك بل طغيت وبغيت وعتوت وعلوت على الرعية وأسأت السيرة في الكهرباء والسدود وعظمت منك البلية، كل هذا وأنت في سبيل مدللك تخرس الأنفس وتلجم الأفواه بتلويحك بالراية الوطنية وحكم الواحد العدل والحقيقة أن العدالة في عهدكم القوي طارت وباتت سهما للتصويب بلا قوس.

أعلنت أنك الراشد وأنك أنت المقاوم وعلى خدمة عباد الله قائم وكان الأولى بك أن تسلك سبيل أسلافك من بناة الدولة الشهابية وتقفو محاسن ما أبقوه لنا تترك المفاسد التي أصبحت جبلا وتتوقف عن حفر تحت الأرض وظلم فوق الأرض تحسن النظر برعيتك وتسن لهم سنن الخير وتبتعد عن بيع مواقف بين شرق وغرب وتنظر إلى أرضك وشعبك العظيم خيرا من وهم من تسوق له عن نفسك بديلا قابلا ما يراه قومك مستحيلا وتنهى النفس عن الحقد والكره لكل من خالف لك رأيا وتحسن العمل الذي يبقى بعدك ذكره فإن الجاهل المغتر من استعمل في أموره البطر والأمنية والحازم اللبيب من ساس الملك بالمداراة والرفق والحوار.

فانظر ما ألقي في هذه المقدمة إليك ولا يثقلن ذلك عليك: فلم نتكلم بهذا سوى ابتغاء نقل وجع الرعية التي ماتت كل يوم في زمنك هي رعية أتتك ناصحة مشفقة عليك، الآن وضحت الرؤية وبانت الصورة من ظنه البعض آية إكتشف أنه ليس إلا سحرا أسود ومن الآن فصاعدا لا إنفصام ولا إنقسام و لن نقبل بموت بطيء نريد حلا للوطن وناسه يعيد وصل المقطوع وجبر المكسور ولنبدأ بإصلاح البلد وخدمة الناس بعد رحيلك عن الكرسي. إرحل يا خازن جهنم غير مأسوف عليك وخذ معك الحاشية وصهرك، فالبلاد صارت حافية ولا أحد يريد أن يتفركش بجبران، خذه وارحل غير مأسوف عليك وعليه. أما ما تبشرون اللبنانيين به من فوضى وفساد دستوري تارة عبر توقيع مرسوم استقالة بدلا من مرسوم تشكيل وأخرى عبر مقاطعة حكومة تصريف الأعمال فلا مكان له من الإعراب وما تروجون له من معلومات حول أن حزب الله لن يشارك في اية جلسات حكومية هو غير صحيح وفق مصادر مطلعة أكدت لل NBN أنه لم يصدر اي شيء في هذا المجال عن الحزب الذي مازال يقوم بجهود توفيقية.


*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

على أبواب تحرير بعبدا من شاغليها لا أسف على عهد بدأ قويا وانتهى بلا حول له ولا قوة وعلى مسافات الساعات الفاصلة بين القصرين، فجر رئيس الجمهورية ميشال عون قنبلته غير “الزكية”، ووقع طابو الرئاسة “بيع شرا” لجبران باسيل وأجرى عملية تسليم وتسلم وملأ الفراغ بالصهر المناسب سجل عون الاسم العنيد في دوائر قصر بعبدا العقارية وأورث جبران تركة منزوعة الشرعية، وطرحه مرشحا طبيعيا للرئاسة وبمجرد انتخابه رئيسا للجمهورية فإن العقوبات “بنمحيها”، و”بقلم رصاص ومحاية” أخرج عون بحصة نهاية الولاية وعلى مراسم الوداع نفسها يستل رئيس التيار أسلحته الثقيلة حيث يكمن الشيطان في باسيل فيستخرجه كالقنبلة القذرة ويقود الجهاد الأكبر ضد الشيطان الأكبر، والمقصود هنا رئيس مجلس النواب نبيه بري وبدأت الحرب على ورق الصحف عندما طور جبران صفة البلطجي لرئيس المجلس واتهمه بأنه طوق العهد طيلة ولايته ووقف خلف تحجيم تياره في مرحلة الشغور الرئاسي قطع باسيل كل خطوط الإمداد مع عين التينة وقبلها مع السرايا، بعدما كان شريكا مضاربا معهم في مغانم الفساد وتوزيع الحصص أما الرد على باسيل فتولته هيئة الرئاسة في حركة أمل آسفة على التجني “ويا عيب الشوم”، فمن يتهم ويصوب السهام هو الذي عطل تأليف الحكومة ويريد تسمية أغلب وزرائها من دون أن يمنحها الثقة فمن هو اليوضاسي؟ وذاكرة اللبنانيين لا تزال تنضح بمقولة “كرمال عيون الصهر عمرا ما تتشكل الحكومة”.

أما بعد “يا ليل قصر ساعاتك”، واطوي عهدا عاين فيه شعب لبنان الحزين نيران جهنم عن قرب، وأصيب بنكسة الإصلاح وعوارض التغيير طيلة السنوات الست العجاف لم يطل عون من شرفة القصر على اللبنانيين وفي أيامه الأخيرة كثف إطلالاته الإعلامية وصار نجم الساحات مدافعا عن شعب التيار حصرا وعين نفسه قاضيا أول للجمهورية ومدعيا عاما وألقى بتبعات فشل الدولة وانحلالها واهترائها على الآخر وهو الذي انغمس في منظومة الفساد من أعلى خطوط التوتر العالي إلى مصب آلاف الوظائف الانتخابية مرورا بالاستئثار بمناصب الفئات الأولى حتى آخر حاجب في الدولة، من دون المرور بقنوات المؤسسات الرسمية وافتتح لمجلس الخدمة المدنية فرعا في ميرنا الشالوحي ما أدى إلى نزيف هجرة الشباب المسيحي تحديدا هاجم القضاء، وقد كان وزراء تياره القيمين على قوس عدالته أبحر على متن صفقات البواخر على وعد “لبنان منور” أربعا وعشرين على أربع وعشرين فانتهينا إلى صفر تيار برتقالي وكهربائي أقام الحد على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وهو الذي طرح التمديد لحاكميته في مجلس الوزراء ومن خارج جدول الأعمال ادعى محاربة الفساد ما سبب له الكثير من الأعداء واتهم المنظومة بالفساد وكان نفسه ركنا أساسيا من أركانها الخمسة، مباشرة أم بواسطة رئيس التيار الذي هدر أموال الدولة على سدود مثقوبة أصابها التصحر وعبأها مياها من وهم “متل اللي بعبي السلة مي”.

ومن الخزينة نفسها فتح مزاريب التلزيم للمحاسيب نسب مجد الترسيم لباسيل، وألغى كل أدوار التفاوض صمت عن الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي الذي أعقب ثورة تشرين، فاتهمها بضربة العهد القاضية وبدلا من زج الفاسدين في السجون كما وعد، أطل على اللبنانيين وقال لهم “اللي مش عاجبو يفل”، قاد حرب الإبراء المستحيل  وعندما أتت به التسوية رئيسا برأ ذمة تيار المستقبل ورفع الأنخاب مع عدوه اللدود و”كرمال الكرسي” تهون حروب الإلغاء أطبق من خلال رئيس التيار على كامل أجهزة الدولة الاقتصادية والأمنية والإدارية ومنفردا لا شريك له أمضى أكثر من ستة وأربعين في المئة من عهده بالتعطيل حتى يرضى جبران ولن يرضى. ولوزراء حكومات الدعم صولات وجولات في هدر مليارات الدولارات على دعم صرف في قنوات التهريب ولصالح المافيات والشركات وزع ميشال عون الاوسمة ولعل ارفعها التي لم ترفع على الكتف و من رتبة فارس التعطيل تذهب الى جبران باسيل.


*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “المنار”

البلد الذي سيؤخِّرُ ساعتَه – ساعةً عندَ منتصفِ الليلةِ عملاً بالتوقيتِ الشتوي، يبدو أنَه سيعيدُ عقاربَ ساعاتِهِ سنينَ الى الوراءْ عند منتصفِ ليلِ الاثنين المقبل، عملاً بالنكدِ السياسي، ودخولِ الفراغِ الرئاسي مصحوباً بضياعٍ دستوريٍ، وتداخلِ خطوطِ الطولِ الرئاسيةِ وخطوطِ العرضِ الحكومية، وما نتج عنها من تشابك بالتأويلات والاجتهادات، واشتباكاتٍ بالمواقفِ والبيانات. والبَيِّنُ ألاَّ نيةَ ولا قرارَ باي خطوةٍ استنقاذية من ايِ جهة معنية في الساعات القليلة المتبقية..
ولم يبق للبنانيين مع هذا المشهد الحزين، إلاَّ ان يشكروا الله بانهم نَجوا بخطوطِ الترسيم البحرية التي تحقَّقت بمعجزة توحيدِ المواقف الرسمية، محميةً بموقفِ القوة اللبنانية.. ووفق توقيتِ المقاومة الثابتِ على الدوام، الذي لا يقدِّمُهُ حَرٌّ ولا يؤخرُهُ قَرٌ، يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بكلمةٍ سياسية عند الثامنة والنصف مساء عبر شاشة المنار، متناولاً ملف الترسيم وآخر التطورات..
اما البلدُ القادر على توليدِ الازمات واتقانِ السجالات والمناكفات، فلم يكن في تطوراته إلاَّ المزيد من بياناتِ الاشتباك وتقاذفِ المسؤوليات، والكلامِ الصريح للرئيس ميشال عون عن فوضى دستورية قد تحصل مع الفراغ ِالقادم الذي لا يملؤه فراغٌ، كما قال ..
وعطفاً على بيان هيئةِ الرئاسة في حركة أمل وتغريدةِ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل،وما بينهما من اتهامات حكومية ورئاسية و حدودية، كلام اضافي مرتقب للرئيس العماد ميشال عون خلال احتفالية الوداع التي سيقيمها انصاره في باحات قصر بعبدا ظهر الغد، قبل تركه القصر وانتقاله الى مقر اقامته في الرابية..
اقليميا، وفي ساحات شيراز ومشهد الايرانيتين، انقلبت الصورة من مشاهد الشغب والارهاب الدموي الى هتافات الجموع الغفيرة متمسكة بالثورة وتعاليم الجمهورية الاسلامية، حيث شيع الايرانيون شهداء التفجير الارهابي في مقام السيد أحمد ابن الامام الكاظم عليه السلام، مع تأكيد قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي أن الشعب الايراني الحي سيدفن آمال جو بايد بالتخريب، وان المؤامرة الاميركية الصهيونية السعودية ستفشل كغيرها كما قال..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى