مقالات خاصة

تبت أياديكم

بقلم الشيخ د. رامي الفرِّي

تبت أياديكم


تبت أياديكم بما تفعلونه بهذا الوطن ، أكرمكم المولى بأرضٍ مباركة فإعلان السماء واضح ، المسجد الاقصى الذي باركنا حوله ، أرض لبنان مداس الرسل والانبياء ، تباً لكم ماذا فعلتم بأرض الانبياء والقديسين والصالحين والاتقياء والعلماء ، تباً لكم الى أين تذهبون بهذا الوطن ؟
تباً لكل مسؤولٍ ،تباً لكل سياسي ، تباً لكل متاجر بالدين ، تباً لكل مواطن مستسلم ٍ خانع ٍ ، تباً لكل من يرضى ويسكت ، تباً لكل شيطانٍ أخرس يصمت عما يدور من حوله ، تباً لكم ، تبت أياديكم ، تبت عقولكم ، تبت أفكاركم ، تبت آمالكم ، تبت أمنياتكم ، أنت أسوأ من أبي لهب أنت أسوأ من يهوذا أنتم أسوأ ممن تآمر على المسيح عليه السلام أنتم أسوأ ممن رجم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الطائف أنتم أسوأ ممن خذل موسى عليه السلام يوم لقاء فرعون أنتم أسوأ ممن ألقى إبراهيم عليه السلام في النار ، تباً لكم انتم شعار للذل والهوان والخيانة ، تبت أياديكم انتم تتخفون خلف لباس التقوى والايمان والدين واللاهوت والسياسة والزعامة ، أنتم تنتحلون صفة حمامة السلام وتتخفون بعبائة الفيلسوف المتحكم ، تبت أياديكم فأنتم النقمة التي حلّت بالبلاد وبالشعب ، ايها اللبناني لا تلوم أحد فالسياسي المرتشي والخائن والمرتهن للسياسات الخارجية والاقليمية والدولية افضل منك بكثير فهو بات يعلن خيانته للوطن ، والطائفي المتشدد أفضل منك بكثير فهو يجذب الناس من حوله ليوهمهم انه المتحدث باسم السماء اما انت ايها المواطن الغارق العالق بالفساد الساكت عن الحق الخاضع القانع لما أحاط بك لماذا تستمر ؟ الى أين تمضي ؟ وأين المفّر ؟
المفّر هو بالعودة الى الكرامة ، عد الى كرامتك انت اللبناني مصدِّر الحرف والعلوم للكون أنت المشرقي مفتاح الحضارات ، عد الى كرامتك عد الى جذورك لا تتذلل ولا تتواضع لهم بل كن مع الحق وتمرد على الباطل ، تمرّد على الطغيان ، تمرّد على الفساد تمرّد على كل من يطالبك بالعيش خاضعاً خانعاً ، لا انت لست كذلك أبداً أنت من غزا العالم بفكره ونجاحاته ، انت من احتضن الانبياء والقديسين والشرفاء والمفكرين والعلماء والصحابة والاولياء والصالحين ، لا أيها لبناني لا يجب ان تكون بعد اليوم خاضعا ً فانت من لفظ جميع الطغات بسيف الحرية والكرامة والعلاء والاباء ، توقف عن هذا الخنوع والخضوع إرفع وشاح الذل عنك كفاك تعايشاً مع المصائب وقف بوجه من يريد أن يبدد هويتك ويمحي تاريخك ويشوه حاضرك ويهدم مستقبلك ، وإنتفض على واقعك وقل لكل المتآمرين تبت أياديكم فلن نسمح لكم بتدمير لبنان من أجل مصالحكم الخاصة ، تبت اياديكم .

الشيخ د. رامي أحمد راسم الفرًي

مُحاضِر ومؤلف وكاتب ومدير المركز الاسلامي طرابلس. عضو في جمعية صناعيين لبنان عضو في اتحاد رجال الاعمال اللبناني التركي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى