مقالات خاصة

من يدفع لبنان إلى الهاوية؟!..


الشيخ مظهر الحموي

هل صحيح ان هذا الوطن هو مرآة قضايا الأمة، وانه المختبر الوحيد لإستكشاف توجه البوصلة الإقليمية والعربية والدولية في المستقبل القريب؟
ولماذا تحتدم العديد من الصراعات السياسية والطائفية والمذهبية والأمنية ، داخل هذا البلد وحده بصورة خاصة ، وكأنه ساحة مباريات بإسم العديد من القوى الخارجية؟
وكيف يستطيع لبنان الخروج من مسلسل المآزق المتتالية إذا كانت معظم طوائفه ومذاهبه لا تقيم وزنا سوى لمصالحها الخاصة أولا، ولا يعنيها من أمر هذا الوطن والدولة والمؤسسات إلا ما يخدم مصالحها الفئوية؟
ترى هل يبنى وطن بهكذا كانتونات تكاد تكون أشبه بفيدراليات مذهبية تكاد تعود بنا الى إرهاصات بداية الحروب الأهلية ، ولكن هذه المرة بصورة أكثر حدة وعنفاً ودموية؟
ومتى يشعر المواطن أنه يعيش في بلد آمن مستقر مزدهر بعد نحو خمسة عقود، وأكثر من الإستفزازات والتحديات والخنادق الكلامية والمهاترات الإعلامية التي لم تنقطع أبدا والتي أوصلتنا الى هذه الأحوال التي يرثى لها ؟
ومن حق المراقبين والمطالعين على أوضاع السياسة اللبنانية أن يتساءلوا عن أسباب هذه التوترات المستمرة التي ما إن جرى تهدئة بعضها حتى تطل علينا أزمة أخرى أشد وأمضى.
فإذا كنا لا نستطيع محاكمة المسؤول عن إيصال لبنان الى حافة الهاوية ، ولكن على الأقل أن تكون هذه المسألة جديرة بالنقاش حتى تتحمل كل فئة مسؤولياتها عوضا عن دفن الراس بالرمال ، كالنعامة . تهربا من مواجهة الحقيقة التي تبدو مرة في الحقيقة.
ونأسف أن نلجأ أحيانا الى التورية والترميز بدل وضع الأصبع على الجرح النازف ، لاننا نعتقد أن القضية غير غائبة عن أذهان الجميع ، وأن الأزمة هي في الأساس بعدنا عن مصلحة الوطن وغربتنا فيما بيننا ، على الرغم من أننا نعيش في وطن واحد ، داخل مساحة صغيرة ، وليس في بلاد شاسعة تنزوي فيها أقليات ليست متجاورة ولا متنافرة، لكل منها حضورها الخاص ومواطنها الجغرافية المحددة كما يتعارفون عليها.
إن المتأمل للواقع السياسي وخاصة في الأمن الإقتصادي الذي يزحف على الجميع بكل أخطاره وأثقاله لا بد أن يستنتج مدى خطورة هذا الوضع الرهيب ، مما ينذر بأخطر العواقب فيما لو لم تراجع كل فئة حساباتها وتمارس عملية النقد الذاتي بكل صراحة وتجرد وواقعية ..هذا إن كان الجميع يرغبون فعلا في إستعادة الإستقرار الداخلي لوطنهم لبنان ، مع التضحية بالمكتسبات الخاصة بكل فئة حتى يستعيد هذا الوطن عافيته ويعود لبنان كما كان .
فهل نشهد هذا بالمدى القريب.؟
عسى أن يكون قريبا ..

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى