مقالات خاصة

إنتخابات لبنان الرئاسية.. هل تكون الثالثة ثابتة!!؟

الإفتتاحية بقلم ج.م

خمسة عشر يوماً تفصلنا عن نهاية الكابوس المُسمّى بالرئيس عون، خمسة يوماً تفصلنا عن تحرير قصر بعبدا، خمسة عشر يوماً تفصلنا عن نهاية تحكّم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالرئاسة الأولى وقراراتها، خمسة عشر يوماً تفصلنا عن نهاية فترةٍ سودادية لم يعشْ لبنان واللبنانيون مثلها حتى ايام الحرب الأهلية، خمسة عشر يوماً على نهاية عهدٍ ذاق فيه اللبنانيون أبشع مايُمكن، بإختصار كان عهد الرئيس عون العهد الأكثر بشاعةٍ على هذا الوطن..

من ثورة ١٧ تشرين، الى الكورونا، فالإنهيار المالي، من ارتفاع الدولار الى أزمة المصارف والبنزين والدواء والمستشفيات الى أزمة التعليم والأساتذة والمدارس والجامعات، من أزمة القضاء والتشكيلات القضائية وإعتكاف القضاة، الى أزمة الكهرباء والمولدات والماء، من أزمة الجوع وطوابير الخبز أمام الأفران الى السوق السوداء للمازوت والبنزين والماء، من جريمة تفجير مرفأ بيروت الى إنفجار التيليل، من ضحايا التفلّت الأمني الى ضحايا السلاح المتفلّت، من أزمة جوازات السفر الى اضرابات موظفي القطاع العام، من أزمة المطار الى إرتفاع نسبة هجرة الأطباء والممرضين وغيرهم، من تبادل إتهامات الفساد والسرقات وصولاً الى إنقطاع لبنان كلياً عن محيطه العربي والدولي.. عاش لبنان واللبنانيون في عهد الذل ذاك أسوء أيام حياتهم، ولم يبقَ لبعضهم حلّاً سوى محاولة الهرب عبر مراكب الموت، ضاربين عرض الحائط حياتهم التي تُشبه في هذا الوطن المنهوب كلّ شيءٍ الا الحياة…

المضحك المبكي بأن الرئيس عون وفي نهاية عهده، أهدى اللبنانيين إنجازاً تاريخياً نسبه لنفسه بإعلان لبنان بلداً نفطياً بعد مسيرة طويلة، بالإضافة الى إعلانه موافقة لبنان الرسمية على اعتماد الصيغة النهائية التي أعدها الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، بانتظار توقيع النصوص اللازمة من الجانب الأميركي والجانب الإسرائيلي وفقا للآلية المعتمدة في الاتفاق، ليعود بعدها صهره جبران باسير ويكرر مؤكداً ما قاله عون في كلمته إلى اللبنانيين”نحنا عاملين انجاز الترسيم”، في محاولةٍ منهم لتبييض صورة عهدهم الشديدة السواد..

وبعد جلستي إنتخاب ودعوة الرئيس بري للجلسة الثالثة، توحي المعطيات الراهنة بأن نهاية عهد عون ستكون على خطى معظم أسلافه، وإذا انتهت ولاية عون الرئاسية من دون انتخاب خلف له، كما هو متوقع، فلن تكون هذه المرة الأولى التي يحصل فيها ما بات متداولاً تسميته “الفراغ الرئاسي”، حيث تعود سوابق الفراغ الرئاسي إلى نهاية عهد الرئيس أمين الجميل في 23 أيلول 1988 عندما لم يتمكن المجلس النيابي من انتخاب خلف له، فيما الفراغ الثاني حصل في نهاية عهد الرئيس إميل لحود في 25 تشرين الثاني 2007 على وقع صراع سياسي حاد بين ما عرف بفريقي “8 و14 آذار” الذي أعقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري واستمر ذلك الفراغ حتى 25 أيار 2008، عندما انتخب الرئيس ميشال سليمان الذي كان قائداً للجيش، وحصل ذلك نتيجة تسوية سياسية تم التوافق عليها فيما عرف بـ “اتفاق الدوحة”، فيما استمر الفراغ الثالث سنتين وخمسة أشهر و9 أيام (889 يوماً) فقد حصل في نهاية عهد سليمان في 24 أيار 2014 واستمر إلى 31 تشرين الأول 2016، بسبب تعطيل النصاب في جلسات مجلس النواب التي بلغ عددها 45 جلسة، إلى أن تم انتخاب الرئيس ميشال عون بعد تسوية بينه وبين الرئيس سعد الحريري والقوات اللبنانية فيما عرف بـ “اتفاق معراب”. وبذلك بلغ الفراغ الرئاسي الذي عاشه لبنان منذ نهاية ولاية الرئيس أمين الجميل 1475 يوماً، أي نحو أربع سنوات و15 يوماً كانت خلالها كرسي رئاسة الجمهورية في لبنان فارغة.

وبالرغم من شبح الفراغ الذي يلوح في الأفق، ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر صباح 31 تشرين الأول، ليرتاحوا أقله من دمج إسم ميشال عون بالرئاسة الأولى، يتنظر اللبنانيون هذا الصباح على أمل ان يُفكّ نحس عون عن لبنان وشعبه، ينتظر اللبنانيون هذا اليوم ليعود الأمل بلبنان لبنان الوطن، لبنان الحلم، لبنان الغد، لبنان العروبة، لبنان الأمن والأمان، لبنان السياحة، لبنان الإقتصاد، لبنان الحب والعلم والمحبة.. فهل تكون الجلسة الثالثة ثابتة ويتم فيها إنتخاب رئيسٍ ام سنعيش وإياكم فراغاً رابعاً الله وحده يعلم كيف وبمن سنملأه ؟؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى