سياسةمحلي

إقتراح بإنشاء عدة مجالس وفي المقدمة المجلس السياسي الأعلى للمسلمين السنة في لبنان

بقلم الشيخ مظهر الحموي،

حوالي شهر مر على إجتماع النواب السنة في دار الفتوى حيث تم التداول في الوضع اللبناني العام وفي شأن أهل السنة بشكل خاص.
ولقد رحب الجميع بهذا الإجتماع الهام وما صدر عنه من بيان يمثل وجهة النظر الجامعة للمسلمين السنة في أكثر القضايا الهامة.
وبعيداً عن شرح ما جاء في مضامين بنود بيان هذا الإجتماع الميمون والتي تعتبر بمثابة الثوابت الوطنية التي يتمسك بها المسلمون السنة ، فإننا نتمنى من الإخوة السياسيين والدينيين أن يعاودوا قراءة واقعنا ويعمدوا الى تلافي حالة التخبط والتآكل التي أصبحت سمة بارزة في واقع طائفتنا.
لذلك فإننا ندعو بصراحة وبصورة عاجلة الى أن يتخلى السياسيون عندنا عن مواقفهم المتشنجة ليلتقوا دائما ، وليس لمرة واحدة يتمية بل في لقاء مستمر على المصارحة والتخطيط وفي مجلس يضم رؤساء الحكومات وكبار الساسة ومعهم سماحة مفتي الجمهورية حتى يضعوا إستراتيجية لأهل السنة في لبنان ، ويُقروا وثيقة تفاهم وتنسيق فيما بينهم ، ويطلقوا مبادرة يترقبها المسلمون تؤكد على التشاور والتحاور في المفترقات الهامة حرصا على مشاعر قاعدتهم وخاصة في مثل هذه الظروف التي نعيش ، وهو ما سبقنا إليه سائر الطوائف والمذاهب في لبنان.
ولن نخوض في تفاصيل هذا الإقتراح ، بل سنترك أمرها للمسؤولين والمختصين عندنا في الطائفة ، حتى يستعيد أهل السنة كيانهم ودورهم ووجودهم الحضاري بالتعاون مع ممثيلهم على الرغم من تباين المواقف السياسية المحلية.
ونوجز إقتراحنا بإنشاء عدة مجالس كبرى هي كالتالي:
١- المجلس السياسي الأعلى الذي يضم رؤساء الحكومات وسماحة مفتي الجمهورية والوزراء والنواب وكبار الساسة لأهل السنة .
٢- مجلس العمل الإسلامي الأعلى والذي يضم الحركات والأحزاب والهيئات الإسلامية السنية المختلفة.
٣- مجلس كبار علماء أهل السنة في لبنان برئاسة دار الفتوى .
٤- المجلس الثقافي الأعلى للعلوم والإختصاص ويضم نخبة من أهل العلم والثقافة والإختصاص في كافة المجالات.
٥ – المجلس الخيري والصحي والبيئي الأعلى ويضم الجمعيات والمؤسسات الخيرية والإجتماعية والصحية والبيئية السنية في لبنان.
هذه المجالس ، إضافة الى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى هي رأس الهرم للطائفة الإسلامية السنية ، ولها مهمة التشاور والتلاقي في مواعيد دورية أو كلما دعت إليه الحاجة – وما أكثرها اليوم – حتى يبحثوا في واقع المسلمين على المستويات كافة ، وليس من أجل الإستئثار والمماحكة ، وإنما من أجل توحيد الرؤى والتطلعات بين الجميع وسائر المؤسسات الإسلامية سواء أكانت سياسية أو دينية أو حزبية أو إجتماعية أو غير ذلك.
فهل يبادر أولياء الأمر عندنا الى قراءة هذه المقترحات وتداولها وإبداء الرأي فيها ، أم أننا سنبقى على هذه الحال من التشرذم والتفتت .؟
إنها دعوة جادة لكل السياسيين والمراجع الدينية والمثقفين والعلماء ، حتى يدلوا بدلوهم ويستفيضوا في بحث ومناقشة هذا الإقتراح ، أملا في تبنيه وإعتماده ، لأنه من غير الجائز ألاّ نستعيد وحدتنا وتضامننا ودورنا وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بذلك في محكم كتابه فقال عز وجل { وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ وَٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَاۤءࣰ فَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦۤ إِخۡوَ ٰ⁠نࣰا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةࣲ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَ ٰ⁠لِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَایَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ }.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى