خاص قلم سياسي :
اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل ظاهره الغاز والنفط اي اقتصادي وباطنه سياسي امني يخدم اسرائيل اكثر من لبنان استراتيجيا.. فمن اهداف الولايات المتحدة منذ عقود شبك اسرائيل مع الدول العربية منفردة او مجتمعة بعلاقات اقتصادية قائمة على المصالح المشتركة ذات طابع امني يخدم الاستقرار الاقتصادي او لنقل يخدم دول المواجهة العربية(؟)على الاتكاء على هكذا اتفاقات لمواجهة تعثرها الاقتصادي ويقدم لاسرائيل تطمينات امنية ترقى الى السلام كلما تعمقت العلاقات الاقتصادية تحت وطأة الازمات الاقتصادية العربية وهذا ما يحصل بالضبط في ما خص الاتفاق اللبناني الاسرائيلي لترسيم الحدود البحرية وتوزيع المغانم(!) وبالتأكيد الموضوع لا يتوقف عند ترسيم الحدود البحرية بل تعداه – وهذا لم يتكلم عنه احد- الى طرق نقل وتصدير الناتج مستقبلا من النفط والغاز وحصص السوق..وما يتتطلبه ذلك من اتصال وتنسيق مستمر ان لم نقل الاندماج ضمن منظمة مشتركة لادارة هذه الثروة على غرار اوبك .. وقد سبقت اسرائيل ومصر بوضع الاتفاقات الثنائية بهذا الخصوص وبناء انبوب الغاز المصري ومحطات التسييل وسيضطر لبنان لاحقا بالدخول في هذه المنظومة ان لم نقل انه وضعت الخطوط العريضة لهذا الامر في مفاوضات الترسيم بغية نقل وتصدير الغاز والا لن نستفيد من هذه الثروة عند البدء بانتاجها ما يعني ان المفاوضات متقدمة جدا وقد ترقى الى اتفاقية سلام ما زالت تنتظر المسار السوري اللبناني لترسيم الحدود البحرية حتى لا تكون عراقيل قانونية امام الشركات الاجنبية للتنقيب والاستخراج والتسويق وهذا بحد ذاته سيضغط على سوريا للدخول في منظومة الانتاج والنقل والتسويق الاقليمية والا ستكون سوريا معزولة وغير قادرة على تسويق غازها المنتظر في البحر .. وبالتالي تحقق الهدف النهائي للولايات المتحدة بشبك مصالح دول منطقة الشرق الاوسط اقتصاديا وبالتالي عندما تتطغى الحاجة الاقتصادية يصبح السلام ضرورة للاستفادة بنجاح من الشبك الاقتصادي.. هل تسهل روسيا الوصول الى ذلك في ظل الحرب الروسية الاوكرانية وحاجة اوروبا الى الوقود سلاح الضغط الاساسي على اوروبا في الصراع الروسي الغربي؟ ام تكون حجرة عثرة وهي قادرة من خلال دورها الرئيس في الازمة السورية؟ وما موقف حزب الله حليف الحليف الراعي الحقيقي لاتفاق الترسيم في حال تمت هذه العرقلة؟ام ان الامور تجاوزت معه كل هذه التساؤلات والطبخة ناضجة والامر يتوقف عند طريقة تقديم اطباقها الى الجمهور؟ الايام القادمة تجيب على هذه التساؤلات.
