عربي ودولي

مصانع البتروكيماويات تنضم للإضراب في إيران والقوات الأمنية تُصَعِدْ


واصل المحتجون الإيرانيون انتفاضتهم الشعبية العارمة في عموم إيران، اليوم الاثنين 10 أكتوبر (تشرين الأول)، وحدثت اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين، فيما توالت تداعيات عملية الاختراق التي شهدها التلفزيون الرسمي الإيراني أثناء البرنامج الإخباري الرئيسي.

وفي هذا السياق، أفاد موقع “هنغاو”، الذي يتابع أخبار حقوق الإنسان في كردستان إيران، مساء اليوم الاثنين، عن وقوع اشتباكات وإطلاق رصاص في سنندج، حسب ما نشرت وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتب هذا الموقع في صفحته على “تويتر”: “سنندج تتعرض لإطلاق نار، وهجوم عسكري واسع النطاق، وقطع الإنترنت، وعدم توفر المواد الأولية للضمادات والعلاج، لكنها تقاوم بفخر”.

تجدر الإشارة إلى أن سنندج شهدت مظاهرات حاشدة مؤخرا انتهت في الغالب باشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمحتجين السلميين، كما حدث مساء أمس الأحد.

وفي الأثناء، أفادت التقارير بإضراب عمال كنغان للبتروكيماويات والمرحلة الثانية من مصفاة عبادان، والتجمع والاحتجاج اليوم الاثنين، وذلك بعد إضراب ما لا يقل عن 1000 عامل في بوشهر ودماوند و”هنغام” في عسلوية، جنوبي إيران.

وأظهرت مقاطع فيديو من الاحتجاجات المسائية في إيران لمتظاهرين في مدينة سقز بكردستان، غربي البلاد، وهم يشعلون الحرائق في الطرق، ويهتفون: “الموت لخامنئي”. والأمر نفسه حدث في حي “نظام آباد” بطهران.

وبثت وسائل التواصل اليوم الاثنين مقطع فيديو من احتجاجات يوم السبت الماضي في شيراز يظهر مواطنين يقومون بإنقاذ متظاهرة معتقلة وضرب رجل الأمن.

إلى ذلك انضمت مدينة كازرون إحدى المدن الكبيرة بمحافظة فارس للاحتجاجات الإيرانية وهتفت في أول أيام مشاركتها: “الموت للديكتاتور”. فيما يقول المصور إن الشرطة هربت بعد مشاهدة المحتجين.

وقد انعكس تقدير المواطنين للتظاهر والمتظاهرين، فيما روته والدة الشابة نيكا شاكرمي (16 عامًا) المقتولة في الانتفاضة الإيرانية الجارية، حيث قالت في حديث مع صحيفة “اعتماد”: “معاملة الناس معي هذه الأيام كانت أهم ما منحني الهدوء، فعندما أفكر مليًا في القصة، يسعدني أن ابنتي ضحت بحياتها من أجل هدفها”.

وفي المقابل، قال قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إن الأعداء يريدون جر المعركة إلى قلوب الشباب، وأضاف: “نقول للشباب اعرفوا العدو ولا تكونوا قطعة شطرنج للعدو.. لا ينبغي أن تصبحوا جنودا لجنرالات السياسة (المعارضين)”.

وأضاف: ليعلم الأعداء أننا سنزحف إليهم مع هؤلاء الشباب الذين خدعوهم”.

لكن نائب قائد الشرطة الإيرانية حاول التشكيك في أعداد المتظاهرين بالقول: “الحشود التي تخرج إلى الشوارع غالبیتهم من المتفرجين، والقليل منهم من المرتزقة والإرهابيين”.

ومن جهة ثانية، علق ممثل رفسنجان في البرلمان الإيراني، حسين جلالي، على عملية اختراق التلفزيون الرسمي في إيران أول من أمس السبت، قائلا إن “ما حدث مؤخراً في التلفزيون الإيراني يعتبر تسللاً من الداخل”، دون أن يوضح تفاصيل أكثر.

وقال إن “التلفزيون الإيراني لم يتم اختراقه ولم يكن الأمر من فعل القراصنة”، وأضاف أنه “سيتم التعرف على المتورط والإعلان عنه”.

وأضاف: “خبرتي قليلة في هذا المجال لكنني أستطيع التعرف على طبيعة عمليات التسلل”.

يذكر أنه أثناء بث تصريحات خامنئي في “أخبار التاسعة” في التلفزيون الرسمي، أول من أمس السبت، انقطع الإرسال فجأة وظهرت صور المحتجين على الشاشة. فيما أعلنت مجموعة قرصنة “عدالت علي” مسؤوليتها عن الموضوع. وللحظات، ظهرت صورة خامنئي إلى جانب صور مهسا أميني وثلاثة من قتلي الاحتجاجات الأخيرة، مع تعليق: “دماء شبابنا تسيل من قبضة يدك”.

وفي هذا الصدد تطرق مساعد وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية إلى مدى فعالية الإعلام الرسمي بالقول: “وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية في الخارج تنشر الأخبار وكأن النظام قد سقط”.

وعلى المستوى الدولى، قدمت سيما ثابت، مقدمة البرامج في قناة “إيران إنترناشيونال”، شرحاً عن القمع الدموي المميت للشعب الإيراني في انتفاضته ضد نظام طهران، وطالبت المجتمع الدولي بإعلان التضامن مع الشعب الإيراني.

وفي كلمة ألقتها في اجتماع لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي، اليوم الاثنين، قالت ثابت عن قمع انتفاضة الإيرانيين ضد النظام في عموم البلاد: “الأحداث التي تجري في مدينة سنندج جعلتني أبكي”.

ومن جهة ثانية، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جاك سوليفان: “العالم يراقب ما يحدث في إيران. وفي نهاية الأسبوع، قُتل متظاهرون أبرياء، بينهم شابة. بينما قام رئيس إيران بتشبيه المحتجين بالذباب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى