نعيم قاسم: لا مجال لأن يصل إلى رئاسة الجمهورية شخص استفزازي أو من صنع السفارات
ألقى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، كلمة في حفل تكليف طلاب معاهد الآفاق في البقاع قال فيها: “لولا المقاومة هل كان هناك توازن ردع مع العدو الإسرائيلي؟ وهل كان يمكن أن نتجنب الاغتيالات والقصف المستمر والأعمال العدوانية على لبنان؟ هذه المقاومة ردعته من سنة 2006 إلى الآن سنة 2022 وإلا كانت إسرائيل حولت لبنان إلى مستوطنات إسرائيلية. الآن الذي ردع إسرائيل هي المقاومة في لبنان وفي فلسطين وجعلت إسرائيل تنحصر في بوطقة لا تعلم النهاية التي ستصل إليها. لولا ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لما تحررت الأرض اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، ولما استطاع لبنان أن يرتاح من خطر التكفيريين من داعش وأمثالهم”.
وأضاف: “لولا تكامل مطالب الدولة اللبنانية في الحقوق البحرية والنفطية والغازية مع قوة المقاومة لما أمكن أن نحصل على مياهنا الإقليمية ولما أمكن أن نحصل على نفطنا وغازنا، كلّ هذا ببركة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لولا تضحيات المجاهدين والتفاف الناس من حولهم لأصبح لبنان مزرعة لأوامر السفارات، نحن نمثل شعبنا وهناك ممثلون آخرون في المجلس النيابي لا يمكن أن يقبلوا بأن يكون هناك أوامر مفروضة لمستقبل لبنان، لا مجال لأن يصل إلى رئاسة الجمهورية شخص استفزازي أو من صنع السفارات، ففي المجلس النيابي من النواب الواعين والصادقين مع جمهورهم ما يؤدي إلى أن يقفوا بالمرصاد أمام هذا العبث في لبنان، نحن ندعو إلى التوافق ما أمكن من أجل أن نأتي برئيس قادر على إدارة هذه المرحلة وهذا هو الحل الأنسب، لا تنفع العراضات التي تتحدث عن آمال وتحديات. من تتحدون أنتم؟ تتحدون الشعب، أنتم تتحدون هؤلاء الذين صمدوا وهؤلاء الذين لم يخضعوا لأحد في العالم وبالتالي لن يخضعوا لسفاراتكم وأومر هذه السفارات”.
وتابع قاسم: “هنا يطرح سؤال هل يمكن إصلاح الوضع في هذا البلد؟ نعم يمكن الإصلاح، هناك صعوبة؟ نعم لكننا نستطيع إذا حاولنا تحديد المشاكل الحقيقية ونبدأ بعلاجها، أول مشكلة كبيرة الفساد، ومعالجة الفساد تبدأ بالمحاسبة والمحاسبة تتطلب قضاءً نزيهاً والقضاء في لبنان يتطلب نفضة كاملة حتى يتمكن من أن يقف على رجليه بعيداً عن أوامر السياسيين من أجل أن يعدل بين الناس وإلا إذا بقي في هذا الشكل فهذا يعني أن الفساد سينتشر أكثر وسيكون أكثر تعقيداً في حياتنا في لبنان”.
وأردف: “المشكلة الثانية في لبنان أميركا التي تحاول أن تطغى وتحدد الخيارات، أريد أن أذكركم بسنة 2019 بشهر تشرين الأول عندما بدأت التظاهرات في بيروت يومها أنجزت حكومة الرئيس ميقاتي مشروعا للإنقاذ خلال أيام لأنه كان يدرس قبل ذلك بأشهر لكن أُنجز خلال آخر ثلاث أو أربع أيام، نفاجأ أن الأميركيين ضغطوا على الرئيس سعد الحريري وقالوا له يجب أن تستقيل، حاولنا إقناعه لكنه لم يقتنع واستقال ومن وقتها حتى الآن كل المواقف السلبية الموجودة في البلد تساعد على المزيد من الانهيار. لا يكفي أن تقول لا ولا يكفي أن ترفض ولا يكفي أن تقول أنا لا أريد المجلس النيابي وأريد تقديم الانتخابات النيابية وهذا لم يحصل الآن نحن أمام مجلس نيابي منتخب أعجبكم ذلك أم لم يعجبكم هذا هو التمثيل الشعبي، إذا رسمنا خريطة المجلس النيابي سنجد أنه من الضروري أن يحصل التفاهم ولكن أميركا تريد أن تفرض شروطها، ولّى الزمن الذي تفرض فيه أمريكا شيئاً على لبنان، وكما خُذلت مرّات ومرّات من أتباعها وأتباع السفارة، ستُخذل من جديد لأن شعبنا اللبناني بعد أن ذاق طعم العزة والتحرير والمقاومة وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لا يمكن أن يقبل من أميركا أي أوامر”.