محلي

نصرالله لا يتدخّل حكومياً: الأزمة طويلة

حمل خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله امس مؤشرات تؤكد ان الازمة الحكومية طويلة ولن تنتهي قريبا. فإلى تركه الصراع مفتوحا على مصراعيه برفضه بتهذيب التوسّط بين المتنازعين على حلبة التشكيل- وهو الامر الذي طلبه منه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الاحد الماضي- وإن قال انه سيواصل اتصالاته ومساعيه لتقريب وجهات النظر، جدّد نصرالله الحديثَ عن اقتراح شراء النفط من ايران لتوزيعه في لبنان.

هو اعلن، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان حزبه يعمل في الكواليس لاعداد العدّة لتنفيذ هذه الخطة، ومتى لمس ان السلطات اللبنانية باتت فعلا عاجزة عن تأمين المحروقات للناس، فإنه سيعطي توجيهاته للمباشرة فورا باستجرار النفط الايراني الى لبنان. هذا الموقف، ان دل الى شيء، فإلى ان الازمة السياسية وتاليا المعاناة الانسانية المعيشية مرشّحة للاستمرار في الفترة المقبلة. حتى ان الامين العام للحزب، اقترح انشاء مصفاتين للنفط في الشمال والجنوب، مشيرا الى ان هذا المشروع يتطلب 6 أشهر لا اكثر، مؤكدا انه يعطي لبنان استقلالية في مسألة المحروقات بحيث يشتري النفط من الخارج ويقوم بتكريره لتحويله الى مازوت وبنزين، بنفسه، من دون الحاجة الى اي طرف ثالث.

الفكرة هذه التي تعني ضمنيا ان المأزق مستمر، اضاف اليها نصرالله حديثا عن ضرورة تشكيل لجنة او طاولة حوار يتمثّل فيها كل الاطراف المحليون الذين شاركوا في الحكومات السابقة، لتبحث مجتمعة قرار رفع الدعم او ترشيده، رافضا تحميل حكومة اللون الواحد مسؤولية اتخاذ هذا القرار غير الشعبي، في موقف يعني ضمنيا ايضا، ان لا حكومة جديدة متوقّعة في المدى المنظور… ولم يكتف نصرالله بهذه الطروحات، بل ذهب الى مخاطبة الشعب عموما وناسه خصوصا، قائلا ان المرحلة تستلزم صبرا واستيعابا وابتعادا عن الاشكالات على محطات البنزين وسواها، داعيا الى الحفاظ على الاستقرار والامن في لبنان وعدم التفريط بهما او هزّهما.

كل هذا الكلام اذا، يوحي ان الحكومة بعيدة المنال واننا مستمرون في الدوران في حلقة المصائب المعيشية والانسانية لفترة لن تكون قصيرة، تتابع المصادر.

وازاء انسداد الافق امام اي حلّ محلي الصنع للازمة السياسية، تتجه الانظار الى الخارج، علّه يتمكّن من كسر هذه المراوحة القاتلة. والرهان اليوم كبير على الموقف الذي صدر امس من باريس والذي تحدّث عن تعاون وتنسيق فرنسي – اميركي في الملف اللبناني في المرحلة المقبلة. فقد قال وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان خلال استقباله نظيره الاميركي انطوني بليكن في باريس: قررنا التعاون مع الولايات المتحدة بخصوص أزمة لبنان ونعرف من هم الذين يتسببون بالأزمة. واضاف “يجب ممارسة الضغوط على السياسيين اللبنانيين لإنهاء المأساة التي تعيشها بلادهم”. من جهته، قال بلينكن: ناقشت مع لودريان الأزمة في لبنان والشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية. واضاف ” نبحث عن قيادة حقيقية في لبنان لمساعدته”. واردف “فرنسا حليف تاريخي وسنعيد الشراكة معها ويجب ممارسة المزيد من الضغوط على المسؤولين اللبنانيين”…

عليه، يجب رصد كيفية ترجمة هذا “التنسيق”، تتابع المصادر، لكن الخشية كبيرة من ان يبقى “الضغط” المرتقب، أعجز من جرّ اهل المنظومة الى تقديم تنازلات، سيما اذا كان يقوم على عقوبات.. فقد جرّبت واشنطن “هذا السلاح” ولم ينفع… فهل تطبخ العاصمتان خيارات أخرى من قَبيل حكومة “انتخابات”، تكون مؤلّفة من حياديين فقط، من رئيسها الى وزرائها؟ فلننتظر ونر.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى