مقالات خاصة

اتركوا وطني يتنفس..


كتبت ليلى المُسلم لقلم سياسي

لا يكاد يمر يوم إلا ويكون طبق النازحين السوريين الدسم على مائدة السياسين اللبنانيين والأقليميين .
منذ العام ٢٠١١ ويتراكم هذا الملف ككرة الثلج حتى بلغ مستوى مخيف ويحمل في طياته اسئلة تبقى بلا اجوبة ، لأن الصراع حول هذا الملف ليس محلياً .
الامم المتحدة وتحت ستار الأنسانية تُغزي هذا الملف وتصرف عليه ملايين الدولارات !!
سأدلف الى هذا الموضوع من الشق الأجتماعي والوطني اللبناني بعيداً عن المناكفات السياسية التي تستثمر هذا الموضوع في صراعاتها ومصالحها .
ان انتشار النزوح السوري الذي يبلغ كل مساحة لبنان وصل في بعض الأمكنة حد الأختناق وفي هذه الأرقام التي سجلتها المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى تاريخ 31 مارس/اذار 2022 (839086) نازحا سوريا داخل الاراضي اللبنانية منهم (188990) نازحا يقطنون المنازل، علما ان العدد كان قد بلغ (1360000) وانخفض لاسباب عدة منها الهجرة، العودة الى سوريا او انتفاء صفة النازح (يشار الى انه تنفيذا لتعليمات الحكومة اللبنانية توقفت الـ UNHCR عن تسجيل سوريين اعتبارا من 6 يونيو/حزيران 2015 .
علماً ان هذه الأرقام قابلة للزيادة بفضل معابر التهريب القائمة ، ولولا قيام الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بضبط المعابر الغير شرعيه وملاحقة المهربين ومحاكمتهم لكان لبنان اختنق !!
في الشق الأنساني نبدي كل التضامن والمساعدة لهؤلاء الناس ، لكن في بعض المناطق والبلدات خرجت الأمور عن عقالها ، لأن البعض منهم يرتكب الفظاعات ويشكل قنبلة اجتماعية موقوته !
على اي حال ، اعرف ان هذا الملف هو اقليمي بأمتياز ، لكن بأستطاعت القادة اللبنانيين ان يتوافقوا حول هذا الموضوع لتشكيل قوة ردع وتضع حداً لبعض التجاوزات الخطرة التي تحصل .
النار في الدار والأيام المقبلة حُبلى بالمفاجاءت حول هذا الموضوع ، وحده الوعي والتضامن اللبناني يزعزع افكار المراهنين على غض الطرف عما يحصل .
وفي ظل الأزمة المعيشية الخانقة التي يرزح تحت عبئها الشعب اللبناني لا بد من التذكير بأرقام صادمة عن ( الدولية للمعلومات).
في لبنان حوالي مليون ونصف  لاجئ سوري يستهلكون يوميأ ما يلي :
اكثر من 400 الف ربطة خبز 
  – 350 ميغاوات كهرباء 
–  اكثر من 130 مليون ليتر ماء

  • اكثر من 100 الف فرصة عمل في مختلف قطعات الانتاج في لبنان  – 27 دولار من المنظمات الانسانية عن كل فرد من العائلة 800 الف ليرة بدل غذاء    –  استشفاء في المرافق الصحية اللبنانية 90 % على حساب الامم المحتدة    – تحويلات مالية الى الخارج حوالي 65 مليون دولار شهريأ   -مع العلم ان التقرير الاخير للامم المتحدة عن الاوضاع في سوريا اشار الى ان 85 % من  مساحة سوريا اصبحت امامنة ويمكن لاي  شخص العودة طوعيا مع ضمانة من الحكومة السورية عدم التعرض له . الم يحن الوقت للمطالبة بعودة النازحين الى بلادهم والتخفيف عن كاهل الشعب اللبناني الذي هو بالاصل لا يحصل على ما يسد به رمقه .
    اتركوا وطني يتنفس فهذا الوطن بابه مفتوح للضيوف ولم يغلقه يوماً ، المؤلم في كل ما ورد اننا في مأزق معيشي أكل الأخضر واليابس ، ولم يبقى لنا حتى الفتات !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى