سياسةمحلي

اللواء ابراهيم من عرسال: لن نسمح للشر أن يطرق بابها مجدداً

أشار المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الى أن “أهالي عرسال مفطورون على العيش الواحد والتلاقي والحوار، وكان درب جلجلتها طويلا ومؤلما، لكنها انتصرت لمسيرتها المشرقة ولمبادئها القائمة على الاعتدال والوسطية، وستبقى مقلع العنفوان والصلابة، ولن تدع للشر أن يطرق بابها مجددا”.

وقال إبراهيم خلال تلبيته دعوة “المنبر الحواري لمثقفي بعلبك الهرمل”، في لقاء مع أهالي وفاعليات عرسال في قاعة المختار: “من عرسال رُسِّمت حدود العودة الى فلسطين العربية من النهر الى البحر، منها انطلق المقاومون الأوائل في معركة الدفاع عن لبنان بهويته وانتمائه، وروحه القومية العربية الرافضة لكل مشاريع الإنهزام والتطبيع مع العدو الاسرائيلي المغتصب لفلسطين”.

أضاف: “عرسال، كما انتصرت للقضية العربية، كانت السباقة للانتصار للبنان، وقدمت خيرة أبنائها من أجل الحفاظ على السيادة والاستقلال في مواجهة العدو الاسرائيلي الذي حاول إسقاط لبنان، لكنه جوبه بالرجال الرجال الذين لقنوه دروسا متتالية في الذود عن الوطن حيث ترخص الدماء”.

وتابع: “لم ننظر الى عرسال يوما الا بمنظار الاعتدال، فهي موئل للفكر الديني المُتنور، المُنطلق من الاسلام القرآني المنفتح على الاخر، والنابذ للانعزال والتفرقة والتباعد. ولأن ابناءها مفطورون على العيش الواحد والتلاقي والحوار، كان درب جلجلتها طويلا ومؤلما، لكنها انتصرت لمسيرتها المشرقة ولمبادئها القائمة على الاعتدال والوسطية، وستبقى مقلع العنفوان والصلابة، ولن تدع للشر ان يطرق بابها مجددا”.

وقال: “على هذه الأرض سالت دماء عزيزة ولم تذهب سدى، لانها كرست الانتماء الخالص للوطن لبنان. وعلى الدولة ان تلاقي التضحيات بالمزيد من الانجازات القائمة على الانماء، وايلاء عرسال اهتماما استثنائيا كونها تحتاج الى الكثير على كل الصعد. ومن موقعي، وكما كنت دائما، لن أوفر جهدا في المساعدة على انجاز ما يمكن انجازه، على الرغم من الظروف القاهرة التي يمر بها لبنان، وحالة عدم الاستقرار على صعيد المنطقة والعالم”.

أضاف: “الاستحقاق الأهم في نظري هو أنتم، من خلال الوقوف على همومكم ومطالبكم المحقة للمساعدة في حلها، وسأبذل المستطاع وفوق المستطاع للدفع بما فيه الخير لعرسال وكل البقاع”.

وختم: “هي ليست زيارة عابرة، لانكم من جهات القلب التي لا تغادرنا ولا نغادرها، وعلينا ان نزرع الامل والتفاؤل، لانني على يقين بأن القادم من الايام سيحمل الخلاص والانعتاق من الازمات التي أرْهَـقت الشعب وأوجعت الوطن”.

من جهته، رحب النائب ملحم الحجيري بابراهيم “المتميز بوطنيته البالغة الصفاء”، وقال: “نحيي فيه روح الشجاعة والإقدام والتفاني والثقة التي دفعته لاقتحام الصعاب، فكان بحق صاحب قرار ومبادرة وموقف، فأهلا وسهلا به بين أهله في عرسال، بلدة الشهداء والمقاومين الذين واجهوا المشروع الصهيوني، وتصدوا للإحتلال، وقاتلوا بشراسة دفاعا عن عروبة لبنان، في مواجهة التقسيم والغيتوات والكنتونات والإنعزال”.

أضاف: “تستحضرنا اليوم مناسبتان وطنيتان كبيرتان، الأولى ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، والثانية الأقرب انتصار لبنان على الإرهاب في معركة تحرير الجرود، حيث أبطلت هذه العملية، التي خاض فيها لبنان معركة وجوده وحريته، مفاعيل التهديد من إرسال الانتحاريين، إلى السيارات المتفجرة، بالإضافة إلى ارتكاب المجازر، وإقامة إمارة وسلخ منطقة وطنية عن الوطن”.

وتابع: “الانتصار في هذه المعركة ما كان ليحصل لولا الوحدة الوطنية التي تجلت حولها، والتأكيد أيضا على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في مواجهة الإرهاب ودحره، وحماية الوطن، أكان إرهابا صهيونيا أو إرهابا تكفيريا”.

وأردف: “تختصر عرسال ومعها بعلبك الهرمل وعكار وكل مناطق الفقر والحرمان والإهمال، قضية لبنان، والقضية في جوهرها ليست إلا انعكاسا لغياب الدولة، إنها المحنة التي نعيش، وكأنه أريد لعرسال أن تبقى في “قاووش” التأديب عقابا لها على مواقفها الوطنية وانتمائها العروبي الوطني التحرري المقاوم. هذا كان قبل الإنهيار الكبير الذي يشهده وطننا على كافة الصعد، فما بالكم والحال هكذا؟ علينا تقدير حجم الكارثة التي تحل ببلدتنا ومنطقتنا ووطننا”.

وقال: “لبنان غارق في عتمة شاملة، بينما يرفض مسؤولون فيه عروضات إيرانية وعراقية وجزائرية وغيرها من أحل تزويده بالطاقة، وهم بذلك يرضخون للمشيئة الأميركية، وعلى هؤلاء التحرر من الإملاءات والوصايات والقبول بالعروض والهبات، كما نتمنى السعي والعمل لإمداد معمل بعلبك الحراري بمواد التشغيل أسوة بباقي المعامل في لبنان”.

أضاف: “سننتزع حقنا في ثرواتنا الطبيعية واستثمارها وإخراج نفطنا وغازنا، ونجدد القول ان الزمن الذي كنا نستكين فيه عن انتزاع حقوقنا هو ليس زماننا، زمننا هو زمن تمتلك فيه المقاومة الكلمة الفصل والمبادرة”.

وشدد على “ضرورة إعادة العلاقات الأخوية اللبنانية السورية، وعلى الحكومة والمسؤولين في لبنان المبادرة، وجعل هذا الأمر على سلم الأولويات لانعكاس ذلك إيجابا، ليس من باب إعادة الأخوة النازحين السوريين فحسب، أنما أيضا لضرورات تمليها مصلحة البلدين الشقيقين في مواجهة الحصار وخنق لبنان ومواجهة تداعيات الإنهيار”.

وأشار إلى أن “الجهات المساعدة للأخوة السوريين تسعى لتخفيض حصة الفرد من المياه، ما يؤدي إلى انعكاسات سلبية على البيئة والمجتمع نسعى لحلها”.

ودعا إلى “الإسراع في تشكيل الحكومة في لبنان، لأن رهانات البعض على الشغور الرئاسي، ستقود البلاد إلى توترات قد لا تحمد عقباها، وستعزز الإنقسامات التي بدأت تتخذ مناحي طائفية ومذهبية ما يضع البلد على كف عفريت، فهل يدرك المسؤولون خطورة أفعالهم؟”.

وقال: “تضاف إلى الكارثة الوطنية التي نشهدها، قضايا أمنية وقضائية، ومشاكل اجتماعية واقتصادية تهم بلدتنا عرسال، وجب معالجتها بمقتضيات الحكمة والعقل، وهذا يتطلب تسريع المحاكمات ليعاقب كل حسب جرمه”.

وختم: “لأننا نثق بحكمتكم يا سيادة اللواء، ونثمن جهودكم ومبادراتكم، وسعيكم الدؤوب في حماية وطننا، وخدمة مجتمعنا، نتمنى عليكم العمل على فتح معبر بين عرسال والوسط السوري، لما له من فائدة على منطقة البقاع الشمالي، صحية، تعليمية واقتصادية”.

وقدم الحجيري ورئيس البلدية باسل الحجيري درعا تقديرية الى ابراهيم باسم أهالي البلدة.

واختتم ابراهيم يومه البقاعي برعايته حفل تكريم “ثانوية الزهراء” لطلابها الناجحين في الشهادتين الثانوية والمتوسطة، في صالة “التل” ببلدة السفري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى