سياسة

الراعي من دير الأحمر : نصلي من أجل وطننا وشعبنا لكي يصمد

أعدت مطرانية دير الأحمر وابرشية البلدة، لبطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكاردينال ما بشارة بطرس الراعي، حفل استقبال فني تراثي في باحة كنيسة سيدة البرج الأثرية، بحضور فاعليات روحية ونيابية وبلدية واختيارية واجتماعية.

وبعد افتتاحه “المركز الرسولي” قرب الكنيسة، ترأس البطريرك الراعي القداس الإلهي، يعاونه راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران المطران حنا رحمه، المطران سمعان عطالله، ولفيف من الكهنة.

وحضر القداس النائبان: أنطوان حبشي والدكتور سامر التوم، النائبان السابقان ربيعة كيروز وإميل رحمه، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر جان الفخري، رؤساء بلديات ومخاتير قرى الجوار، وفاعليات سياسية وأمنية واجتماعية.

جوابه عندما قال ليوسف وأمه بعد أن أضاعاه ثلاثة أيام وهو بعمر 12 سنة ووجداه في الهيكل، فقال لهما كلاما شبيها: “علي أن أكون فيما هو لأبي وأن أكون في بيت أبي”، ففتح حياتهما من الأبوة الدموية الجسدية، التبني بالنسبة إلى يوسف، إلى الأبوة الروحية العميقة. وهو ببنوته لله الأب، هذه البنوة للأب الذي جعل كل إنسان إبناً له وإبنة له، هكذا إنطلق يسوع في رسالته العلنية ملتزما بإرادة أبيه السماوي ، ومعلما أن جميع الناس أبناء لله من أي دين ولون كانوا، كل الناس هم أبناء الله، وأخوة بعضهم البعض إذا قبلوا كلمة الله وعاشوها بالأفعال والتصرفات، هذه هي مصدر تلك القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية. لا يمكن أن يعيش الناس في عداوات وكيديات ، إنهم بذلك يرفضون إرادة الله الذي يريدهم إخوة وأخوات لبعضهم البعض”.

واعتبر أن “مريم هي في طليعة الذين سمعوا كلمة الله وحفظوها، حفظتها في قلبها وعملت بموجبها، هذه الكلمة التي سمعتها قبلتها أولا في قلبها، بالإيمان والرجاء والمحبة، فأضحت هذه الكلمة جنينا في حشاها بقوة الروح القدس، وهي بتول. ثم أصبحت مريم بأمومتها وببقائها على سماع كلمة الله وحفظها في القلب والعمل، بموجبها أصبحت تلميذة لإبنها معلم الكلمة، وكانت تقبلها بالطاعة الكاملة حتى الوصول إلى أقدام الصليب، فتحولت أمومتها شيئا فشيئا إلى أمومة روحية لجميع الناس”.

وتابع: “في عرس قانا الجليل راحت تسهر على حاجة العروسين فوجدت أنهما بحاجة إلى خمر، فطلبت من إبنها أن يتدخل. وفي ذروة آلام موته على الصليب، سلمها الأمومة الروحية لجميع البشر الممثلين بشخص يوحنا، عندما قال: “يا امرأة هذا ابنك، يا يوحنا هذه أمك”، يومها بشخص يوحنا كان كل إنسان حاضرا على مدى التاريخ. مريم وسيطة لنا عند ابنها يسوع كما كانت في عرس قانا الجليل، وساطتها من حنان قلبها من أجل أبنائها في حاجاتهم، وساطتها تنبع من فيض استحقاقات يسوع المسيح إبنها، إنها أمنا بالنعمة”.

ورأى أن “مريم صورة الكنيسة والتي هي أم وبتول، الكنيسة أم لأنها تلدنا بالكلمة والمعمودية، وتغذينا وتقدسنا بنعمة الأسرار المقدسة. والكنيسة بتول لأنها ترتبط بالمسيح عريسها بأمانة، مقدمة له ذاتها وطائعة له فهو رأس الكنيسة. أطاعت مريم كلمة الله وأرادتها ثقافة يومية، قبلتها يوم جاءها جبرائيل يحمل إليها الكلمة، فولدت الكلمة مسيحاً في العالم”.

وأردف: “أن الله يريد أن تكون مريم صورة عن كل نفس مؤمنة تلد المسيح في العالم، هكذا يعلم الآباء القديسون ليس فقط مريم، أجل مريم أعطت المسيح إبن الله الكلمة جسدا بشريا، لكن كل إنسان يقبل كلمة الله في الإيمان والرجاء والحب في قلبه هو أيضا يلد المسيح في العالم، ويقول القديس البابا يوحنا بولس الثاني، كل نفس مؤمنة تلد في العالم المسيح بالإيمان والحب لئلا يبقى العالم عاقرا. هذه قيمة كل مؤمن ومؤمنة بأنه يواصل ميلاد يسوع في العالم فلا يكون العالم عاقراً. هذه هي الثقافة التي تعلمنا إياها مريم في عيد ميلادها”.

وختم الراعي: “نناجيها الليلة أمنا يا سيدتنا، سيدة المعونات، سيدة النجاة، يا أم الخلاص، علمينا أن نلجأ إليك في صعابنا وعلمينا أن نقبل منك الكلمة الإلهية بالإيمان والرجاء والمحبة، ونعطي المسيح الكلمة حضوراً في العالم، فلا نحن ولا العالم يكون عاقراً، بل يعطي المسيح كل يوم في المجتمعات. آمين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى