بعد كلّ البروباغاندا التي أطلقها التيار الوطني الحر منذ ثماني سنوات حول أحقيّة وصول الممثّل الاوّل للمسيحيين إلى سدّة رئاسة الجمهورية، وبعد مفاخرته بإنجازه هذا الحقّ وتثبيته كأحد حقوق المسيحيين مع انتخاب الرئيس عون عام ٢٠١٦، وبعد أن بدأ منذ فترة مع قرب نهاية ولاية الاخير بإعادة تكرار الكلام عن تمسّكه بهذا المبدأ الراسخ، أطلق النائب جبران باسيل موقفاً مفاجئاً بقوله خلال لقاء صحفي أنّه على استعداد للذهاب إلى خيار الرئيس التوافقي مع عدم تمكّنه من الاتيان بالممثل الاقوى للمسيحيين.موقف باسيل الذي تضعه الاوساط السياسية في خانة رفضه وصول خصمه المباشر رئيس “القوات” سمير جعجع صاحب أكبر تمثيل مسيحي وفق الانتخابات النيابية الاخيرة، قد دحض كلّ الشعارات التي خاض على أساسها “الوطني الحر” معاركه السياسية، الاعلامية والانتخابية، ليتبيّن أنّ المبدأ الذي يحكم حملاته ومشاريعه في الشأن العام هو ما يتلاءم مع مواقعه في السلطة لا موقع المسيحيين في الدولة، حيث تسقط حقوقهم يوم تسقط فرص وصوله.
