مقالات خاصة

بدك تكون رئيس… عمرك بين ال ٨٠ وال ١٠٠… لبنان ناطرك

الافتتاحية بقلم مصطفى عبيد

في ظل الغياب المستفز والمخيب للآمال من قبل المرجعيتين الاسلامية والمسيحية والتزامها الصمت الكامل بما بتعلق بالاستحقاق الرئاسي القادم الذي سيحدد مصير لبنان ومستقبله، وفي ظل عدم فرضهما لسلطتهما على هذا الملف الحساس يتبارى السياسيون في لبنان لعقد اجتماعات سخيفة تحت عنوان مواصفات الرئيس المقبل، وكأن فيهم من يحمل هذه المواصفات.

نرى مجموعات صغيرة تذكرنا بأيام المدرسة، ولكن هذه المرة يجتمع تلامذة المجلس النيابي لوضع الأفكار المناسبة لمشروع وطني يتعاملون معه ب “ولدنة” بينما هو استحقاق مصيري سيحدد مسار لبنان بين الغوص أكثر في جهنم أو محاولة الخروج منها ولملمة انجازات العهد القوي.

في كل يوم ترى اجتماعات حزبية وحوارات اعلامية وعناوين صحافية، اليكم مواصفات الرئيس القادم… هذه هي المواصفات المطلوبة في الرئيس القادم… اجتماع سري بين أم حسين وأبو عبدو لوضع الصفات الواجب توفرها في الرئيس القادم… وكل منهم يريدونه بمواصفاتهم الخاصة بمعزل عمّا يحتاجه لبنان، الصبايا يريدونه جذاب والشباب يريدونه “أبو عضل” ومنفتح، الرجال يريدونه قوي، والنساء يريدونه حنون أكثر على الكوتا النسائية، والموظفون والفقراء والأغنياء وكل الفئات لديها ما تتمناه من مواصفات في الرئيس العتيد القادم.

وبالعودة للسياسيين فبالتأكيد يريدونه لصاً فاسداً مثلهم، أما ما يصدر عنهم من البيانات التي تحمل في طياتها رئيساً وطنياً قيادياً نزيهاً غير تابع لأي دولة خارجية اقتصادي ديبلوماسي…… فهذا كله “صف حكي”.

الجميع يجهل حجم المصيبة التي نحن فيها، والجميع ينهش في قيمة المنصب السياسية والدولية، فيتحدثون بقلة احترام عن منصب من المفروض أن يكون وجه لبنان وواجهته السياسية نحو العالم بغض النظر عن الأشخاص الذين تولوا هذا المنصب فمارسوا عدلهم أو ظلمهم أو استبدادهم وتبعيتهم.

لم يتبقى أحد في لبنان لم يحدد مواصفات الرئيس ولم يتبقى سوى أن تخرج ال “lbc” أو ال “mtv” أو حتى “المنار” وال “otv” بفكرة برنامج فيظهر لك إعلان على التلفاز يقول لك: عمرك بين ال ٨٠ وال١٠٠ سنة، عبالك تكون رئيس، اتصل فينا واشترك معنا ببرنامج president academy وكون ضمن الnominee، لبنان ناطرك، اشترك واربح قيادة وطن بنص جهنم”.

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى