مقالات

أفكار جهنّمية

كتب عماد موسى في “نداء الوطن”: 

بهدف تجاوز حال الإحباط الجماعي، تنظّم لجنة مهرجانات جهنّم الدولية، إحتفالات شعبية في المدن والبلدات والدساكر اللبنانية من الأحد إلى الجمعة، على أن يُقام إحتفالٌ مركزي في قصر الشعب يوم السبت تحييه الفرقة الفيلهارمونية التابعة للحرس القديم. الأماكن محدودة، ويحصل كل مشارك على قنينة بنزين جامبو كـ cadeau de retour.

وفي مسعى لوقف التضخم الجهنمي على صعيد العملة الوطنية، عقد مجلس قيادة الثورة اجتماعاً طارئاً واتخذ قراراً قضى باعتماد المقايضة في التبادل التجاري، مثلاً أجرة الراكب بالفان من طرابلس إلى بيروت 3 موزات وبالفان 4 موزات وبالسرفيس 6 موزات وبالتاكسي قرط موز… ولحق على تقشير موز ورمي القشر من النوافذ وتسطير محاضر ضبط بسعادين الجمهورية.

وفي المقايضة يمكنك بسهولة إيجاد من يعطيك علبتي حليب مقابل لابتوب. وعلامَ النق؟ وفي الصيدلية لا حاجة لرزم المال، تسأل الصيدلي شو بتحب عالغدا. زوجتك تطبخ، وتحصل بالمقابل على إبر الأنسولين. وربّ سائل وكيف تتم المقايضة بين الصيدلي وصاحب مستودع الأدوية؟ الأمر بسيط: بالبونات. بون خبز. بون قشقوان. بون مياه معدنية. بون 5 سطيلات لبن. وإذا كبرت الفاتورة يرسل الصيدلي للتاجر بقرة مع ثورها وعجلها وعلفها. حسناً وكيف يدفع المستورد لصاحب شركة الأدوية الألمانية، يصطحب بقرة إلى المصرف ويرهنها مقابل حفنة من الدولارات سيضخّها السيّاح في السوق.

يراهن مجلس قيادة الثورة على حركة سياحية ناشطة هذا الصيف الذي بدأت تباشيره في يوم ميلاد كيم جونغ أون باسيل في الواحد والعشرين من الشهر الجاري كنهر ابراهيم. سيفد السيّاح إلى المملكة الجهنمية ذات السيادة بعشرات الآلاف ومئات الآلاف، ويستقبل كل حامل دولار استقبال الأبطال. وكي نغري السائح بصرف دولاراته هنا سنغسل دماغه بفكرة جهنمية أنه سيعيش كما عاش الأجداد بالقلة خبز الصاج كل يوم مع بيضتين بلديتين وراس بندورة جبلية و8 حبات زيتون على الإفطار. برغل ببندورة ظهراً. وسلطة بندورة مع بصل. وسهرة على قنديل الكاز. وسيؤمن لكل سائح ومصطاف خدمة توصيل مجانية. بشرط أن يطلب مشترياته قبل 24 ساعة، بسبب الضغط القوي على خطوط المكارية. لن يرى سيارة إلّا من المطار ذهاباً وإياباً.

ولن يتحمل بعض الأهالي الأقساط الباهظة. وحالياً تدرس لجنة التربية النيابية تعديلات على “الهوية التربوية” وثمة مخططات لزرع أشجار سنديان في كل لبنان، على أن تتم الدراسة تحت السنديانة طوال أيام السنة. في جهنم فصل واحد. وبدلاً من سلسلة الرتب والرواتب السيئة الذكر سيشكل الشنكليش الراتب الأساسي للمدرّسين والماسكارا والصابون أساس راتب المدرّسات. والموز بدل تنقلات.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى