مقالات خاصة

الريفي قالها واعتذر… ولكن أين الطرابلسي أباً عن جد؟

الافتتاحية بقلم مصطفى عبيد

انتهت اليوم رحلة الغواصة التي وصلت منذ بضعة أيام بهدف استخراج رفات شهداء زورق الموت وتكريمهم بتشييعهم ودفنهم بما يليق بحجم المصيبة، كما استخراج المركب لفضح الحقائق وإماطة اللثام عن أسرار المركب وكشف المستور.

الغواصة التي انتظرها أهالي الضحايا لعدة أشهر علّها تطفئ نارهم وتثلج صدورهم، لم تستطع سوى أن تنكأ الجراح التي لم تندمل بعد، وتنتج فيلماً وثائقياً وتكتب تقريراً، وكأي مصيبة أو جريمة في لبنان سيبقى زورق الموت جريمة دفينة في عمق التصريحات وتغمرها رمال التكهنات بلا خاتمة بمركبٍ غارق في عمق البحر، ومجرمٍ طليق، وحادثة سوف تنسج حولها الروايات، ومادة انتخابية تستغل للحصول على الأصوات.

وها قد أعلنها اليوم اللواء ريفي بكل وضوح، الغواصة لن تستطيع تأدية عملها كونها غير قادرة وغير مجهزة لهذا النوع من المهمات، خرج اليوم ريفي ليعتذر من أهالي الشهداء ويطالب الدولة بالقيام بما يتوجب عليها تجاه ضحايا المركب، ريفي الذي كان قد حاول هو وبعض المبادرات الفردية لحل هذا الملف ووضع خاتمة له اصطدم بعجز الغواصة وافتقارها للتقنيات والتجهيزات فألقى بياناً أشبه بما قاله المتنبي:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

المعتاد في مثل هذه المصائب هو صمت الدولة وغيابها الكلي وعدم اهتمامها بالموضوع وبشكل خاص لأن الضحية طرابلس والطرابلسيين، وكأنها غير مسؤولة عن مساعدة الضحايا وأهاليهم، والمستغرب هو غياب رئيس الحكومة الذي هو ابن طرابلس، والذي في زمنٍ ليس ببعيد كان يستجدي أصوات أهلها، ها هو اليوم غير آبه بما يصيب أهلها وبما يعانوه، ربما قرر النجيب معاقبة طرابلس وتربيتها كما يحاول عدوه باسيل ورجاله المنتشرون في مؤسسات الدولة ان يخضعوا أبناء طرابلس بشل بلديتها وسيطرة محافظ غير مرغوب به على المدينة وتسيب الزعران والشبيحة لافقار المدينة أكثر وإذلال أهلها.

الطرابلسي أباً عن جد، أغنى رجل في طرابلس ولبنان آثر الجلوس جانباً وأن لا يتدخل لحل أوجاع وآلام أهل مدينته، وبدل أن يأتي بغواصة متطورة لمثل هذه الأعمال مستغلاً أمواله وعلاقاته الدولية وصفته الرسمية، ربما قرر معاقبة طرابلس وثوار طرابلس على ما عاناه خلال الثورة فتخلى عنهم وتركهم لمصيرهم بزورق موتٍ بين رئيس وعدهم بجهنم وصاحب تيار عنصري طائفي حاقد ومافيا التجار وعصابات تهريب البشر.

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى