محلي

الحلبي: خشيتنا على القطاع التعليمي من الخراب الكامل والتعطيل وغياب الدولة

أكد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي أن “لا شيء يفوق مقدار الفرح الذي يغمر قلوبنا بنجاح أبنائنا وبناتنا الأحباء، وتفوق العديد منهم في الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة، فقد سجلت منطقة الشوف الأبية تاريخا من حب العلم في كل مراحله، وأصبحت مثالا يحتذى به في مواردها البشرية المتميزة. واليوم هو يوم الإحتفال، وقد شاء رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط أن نتشارك مع أهلنا الأحباء في الشوف هذه الفرحة الغامرة وأن نقول لجميع المواطنين أننا ندرك اليوم بوضوح إصرار معالي الأستاذ وليد جنبلاط، وتكراره في كل مناسبة، العناية بالمدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية لأنهما الملاذ والأساس والمرتكز، ونعمل مع المخلصين على كل المستويات لكي لا تدفع المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية ثمن الأزمة المتمادية التي تصيب البلاد بكل مرافقها”.

وأضاف: “لن نستسلم للأزمات طالما يوجد في البلاد وفي الدول الشقيقة والصديقة من يقف إلى جانب التربية في لبنان وينجيها من عاتيات الظروف. وان المدارس الرسمية وإداراتها، وأساتذتها وتلامذتها وأهاليهم، قد عانوا من انعكاس الأزمات، وتأثرت المدارس بالإضرابات والتعطيل، كما عانت من النقص الكبير في المحروقات والكهرباء والنقل المدرسي ولوازم التشغيل، غير أننا نجحنا في تأمين بعض الحوافز من الجهات المانحة والدول الصديقة، فأنهينا عاما دراسيا في فترة استثنائية وظروف غير مسبوقة، وأنجزنا الامتحانات الرسمية وأصدرنا نتائجها”.

كلام الحلبي جاء خلال الاحتفال التكريمي السنوي الأول للتلامذة الناجحين في الشهادة المتوسطة للعام الدراسي 2021-2022، وذلك في دار آلـ البعيني في مزرعة الشوف، برعاية رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط ممثلا بالنائب أكرم شهيب، وبحضور شخصيات وفاعليات.

وتوجه بالتحية إلى المعلمين بجميع مسمياتهم “على التضحية التي قدموها، وعلى المعاناة التي تكبدوها في تأمين عام دراسي إلى حد مكننا من إجراء الامتحانات الرسمية وإعادة الاعتبار إلى الشهادة الرسمية”، كما بارك للتلامذة الناجحين وشكر الأهالي الذين صبروا حتى بلوغ هذه الغاية.

وتابع الحلبي: “عدت بالأمس مع رئيس الجامعة اللبنانية من زيارة إلى دولة قطر الشقيقة، ونأمل أن لا تبخل علينا، هذه الدولة الصديقة، وهي وعدتنا بالدعم لكي نتابع العام الدراسي والجامعي، وهي صاحبة الأيادي البيضاء في الوقوف إلى جانب لبنان في أحلك الظروف، ونحن ننتظر الاستجابة إلى طلبنا ونتطلع بأمل كبير لتحقيق هذه الغاية”.

وخاطب التلامذة المكرمين: “أنتم الأحلى والأغلى، ومجرد النظر إليكم يعيد الأمل بالوطن، ويعيد البسمة إلى الشفاه ويعطينا الفرح، أهنئكم من عميق القلب، وأفرح مع أهاليكم، ومعلميكم، ومديري مدارسكم فقد خضنا معا التحديات بكل مسؤولية وسجلنا أرقاما مشرفة للمدارس الرسمية في كل الشهادات، فيحق لكم الافتخار بالنتائج، ويحق لنا أن نقول أن المدرسة الرسمية لا تزال بخير، وإذا كانت الشهادة المتوسطة موضوع نقاش تربوي حول أهمية بقائها أو استبدالها بوسيلة جديدة للتقييم، فإننا نعتبرها مؤشرا مهما في نهاية مرحلة التعليم الأساسي، وبالتالي فإن البديل عنها يأتي في سياق ورشة تطوير المناهج ليكون التقييم مدروسا ودقيقا ومنسقا مع النظام التربوي وقياس المهارات والكفايات المطلوبة في كل مرحلة وصف دراسي”.

وأوضح الحلبي أن “خشيتنا على العام الدراسي وعلى المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية لا تنحصر فقط بالتعليم الرسمي والجامعة الوطنية، بل تتعداها إلى التعليم المهني والتقني الرسمي والخاص والى المدارس والجامعات الخاصة، فالجميع في أزمة، والكل يحتاج إلى العناية والدعم لتقطيع المرحلة، لكن كل ما يحدث يثبت لنا أن لا بديل عن الدولة المنيعة المتماسكة، الراعية لمواطنيها ومؤسساتها، وعن المرحلة التي نمر بها، وهي مرحلة الخراب الكامل والتعطيل الشامل والغياب التام للدولة، فإننا من موقعنا وحرصنا مع المخلصين نبذل كل ما في وسعنا للمحافظة على التعليم والتربية وفاعلية النظام التربوي، كما نجتهد لتطوير المناهج من خلال إنجاز الإطار الوطني لمناهج التعليم العام ما قبل الجامعي، وتحديث آلية التقييم والإمتحانات الرسمية، بالتعاون مع الجميع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى