مواقف باسيل أزعجت الضاحية!
فيما لا حركة او مواقف “علنية” لحزب الله من ملف التشكيل منذ الاحد الماضي، حين اطلق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل النار على وساطة رئيس مجلس النواب نبيه بري، داعيا حزبَ الله الى الاضطلاع بالمباشر بالاتصالات، مفوّضا “صديقَه” الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حَسْمَ الخلاف الحاصل حكوميا و”مسيحيا”، بين الفريق الرئاسي من جهة وفريق الرئيس المكلف سعد الحريري من جهة ثانية، قائلا “أأتمن السيد حسن على الحقوق. هوّي بيعرف انّو نحنا مستهدفين، وكل شي عم يصير هوّي للنيل منا. يا سيّد حسن، انا اعرف انّك لا تخذل الحق. انا جبران باسيل، من دون ما كون عم حمّلك اي عبء، أقبل بما تقبل به انتَ لنفسك. هذا آخر كلام لي بالحكومة”… كُسر هذا الجمود مساء امس من خلال لقاء عُقِد أمس بين باسيل ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا، خُصّص وفق المعلومات، للاستفسار عمّا يريده باسيل، والبحث في حل كل الخلافات القائمة، والدفع في اتجاه التهدئة، ولا سيّما بين بعبدا وعين التنية بعدَ انفجار السجالات في ما بينهما.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، من المستبعد ان تؤدي الاتصالات المتجددة الى اي خرق في الجدار الحكومي “الا اذا”. وهذه الخلاصة غير المشجّعة مبنية على اكثر من معطًى: فحزب الله قرّر التواصل مع باسيل لعدم كسر الجرّة معه والفريق الرئاسي، الا ان مواقفَ رئيس التيار الاخيرة أزعجت الضاحية وأحرجتها، وقد رأت فيها محاولة من قبله لدق اسفين بين ركنَي الثنائي الشيعي، ولرمي كرة النار الحكومية وطابة التعطيل في ملعب الحزب.
اللقاء اذا، يحصل من باب “رفع العتب” اذا جاز القول، لا اكثر، تتابع المصادر. فمن حيث المضمون، يتمسّك حزب الله بمبادرة الرئيس بري، التي كان نصرالله أعلن في العلن وعلى الملأ، دعمَه لها. وهو على اساس بنودها، سيفاوض باسيل. فيكون بذلك، ارضى حليفيه، مع ميله طبعا لصالح رئيس حركة امل، في الكباش الحاصل بين الاخير والعهد.
هذا يعني، تتابع المصادر، ان طرح ان تكون الحكومة من 24 وزيرا سيبقى قائما، تماما كما اقتراح بري ان يتم الاتفاق بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري، على الوزيرين المسيحيين، برعاية بكركي أو جهات محايدة (…)، بينما أعلن رئيس التيار الوطني الحر الاحد، جهارا، رفضه كلّ هذه الشروط، معتبرا ان الثلاث ثمانيات هي مثالثة مقنّعة، بعد ان كان اعلن في الايام الماضية، رفضه اي دور للرئيس المكلّف في تسمية الوزيرين المسيحيين.
هذه المعطيات كلّها، تنبئ اذا بأن جولة الاتصالات الجديدة، آيلة الى السقوط، وسيكون مصيرها كسابقاتها، الا اذا قرر الحزب، الانتقال الى ضفّة باسيل تماما، ما يعني ليس فقط نسف مبادرة بري من جذورها، بل رفع الغطاء عن الحريري رئيسا مكلّفا، وقد بات القاصي والداني يعرف ان مطلب العهد الاول هو التخلّص من سيّد بيت الوسط، وكلّ الباقي تفاصيل.. غير ان الضاحية ليست في هذا الوارد اقلّه حتى الساعة. ووفق المصادر، الحزب يريد حكومة اليوم قبل الغد خوفا من انفجار اجتماعي وشيك، الا ان وصول رئيس محافظ متشدد الى السلطة في ايران، قد يدفعه الى التريث والتغيير في حساباته هذه، لان طهران قد تحتاج ورقةَ لبنان للتفاوض عليها مع الادارة الاميركية…