محليمقالات

إلى وزير الاقتصاد… الله يطعمك الحج والناس راجعة

الافتتاحية بقلم مصطفى عبيد،

عادت الطوابير إلى الواجهة بقوة، ولكن هذه المرة ليست نفسها طوابير البنزين والمازوت ولكن طوابير لقمة العيش، مواطنون اصطفوا وبشكل عشوائي وكثيف لساعات أمام الأفران علهم يحصلون على ربطة خبز أو اثنتين، وكالعادة لا يمكن أن تتجمع هذه الطوابير دون مشاكل ومضايقات وتكسير مع وقوع جرحى وقتلى في ظل غياب تام لكل من وزارة الاقتصاد والقوى الأمنية.

والمضحك المبكي في ظل كل ما يحدث وبعد مرور عدة أيام على انتشار الأزمة هو ما قاله وزير الاقتصاد لاحدى المحطات التلفزيونية عن أن سبب أزمة الطحين ورغيف الخبز هو سرقة مادة الطحين وتهريبها، وكأن ما كشفه الوزير كان خافياً على اللبنانيين وحيرهم وسلب من عيونهم النوم لدرجة أنهم استعانوا بشخصية الأنمي الشهيرة المحقق كونان ليحل لهم المعضلة ويكشف لهم السر.

المبكي المضحك أن وزراء البيانات لم يشبعوا وعوداً فارغة وتشكيل خلايا أزمات لا تسمن ولا تغني من جوع، وها هو الوزير سلام قد وعد بتشكيل خلية أزمة جديدة لتوزيع الطحين بشكل عادل وملاحقة من يريد اختلاق أزمة خبز في البلد، وكالعادة ستتشكل هذه الخلية في مخيلة اللبنانيين وستعرض نتائجها في أحلامهم ولن نعرف من وماذا ولماذا هذا التلاعب بكرامة المواطن ولقمة عيشه، ومن يبشر الوزير العتيد اللبنانيين بأن الأزمة إلى زوال وأن آلاف الأطنان ستصل إلى لبنان في نهاية أسبوعٍ ما، في نسخٍ تام لمضمون مسرحية تأمين البنزين والمازوت ولكن البطل غي هذا الجزء هو الطحين، والجميع يعلم أن هذه الوعود والحلول الواهية هي مجرد حبوب مهدئة لحين أن يرضخ الشعب لرفع الدعم عن الطحين.

وهنا أتوجه لوزير الاقتصاد بالسؤال، ألم يتم تعيينكم في الوزارات بمسمى وزير ومن منطلق رئيس خلية أزمة ذات جاهزية قصوى لمكافحة الفساد وضبط النظام والقانون كلٌّ في وزارته؟ ألم يكن الأجدر بك وبفريقك المتأهب أن تضعوا سياسات استباقية لتمنعوا حدوث مثل هذه الأزمات وحالات الاحتكار والتهريب التي لم تتوقف في ظل توليكم لرئاسة وزارات مهترئة تستدعي العمل بشراسة لإنعاشها والنهوض بها من جديد وضبط الفساد فيها وتسهيل أمور المواطنين وحفظ كراماتهم من طفال ونساء وكبار في السن؟ هل يجب دائماً قتلى وجرحى وتعديات على أبواب الأفران أو محطات الوقود أو أي مرفق آخر لتهبوا للتفكير ونشر البيانات وتشكيل اللجان؟ ألهذه الدرجة دم المواطن وشرفه وكرامتة رخيص عندكم؟

والسؤال الأهم هو للمواطن، إلى متى ستبقى صامتاً خانعاً لهذا الذل وسلب الكرامة دون أن تنتقض في وجه المسؤولين وأزلامهم الذين يفتعلون كل هذه المشاكل لالهاء الناس عن محاسبتهم على فسادهم وظلمهم وسرقاتهم.

تضحكون دائماً على المواطن المنوم مغناطسياً بالبيانات واللجان ومشاريع القوانين ووعود منع التهريب، في ظل معرفة جميعاً بمن يقوم بالتهريب وعلى عينك يا تاجر بلا حسيب ولا رقيب وانما شياطين خُرس.

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى