محلي

وزير البيئة يكشف سبب عدم التدخل لإطفاء الحريق في المرفأ !

بعد أكثر من أسبوعين على الحريق المستمر في ما تبقى من صوامع الحبوب بمرفأ بيروت اللبناني، وبعد تحذيرات من جهات هندسية عدة، يبدو أن ما كان يخشاه كثيرون سيحدث، فقد تنهار بقايا المبنى في أي لحظة.

ومساء الاثنين، أعلنت وزارتا البيئة والصحة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان، عن إرشادات وقائية مرتبطة باحتمال انهيار أجزاء من الصوامع، وذلك للحفاظ على السلامة العامة وتجنب أية مشاكل صحية محتملة ناتجة عن الغبار.

ونبّهت من أنه “في حال حصول أي انهيار أو سقوط أجزاء من الصوامع، سينبعث غبار مكون من مخلفات البناء وبعض الفطريات من الحبوب المتعفنة وسيتشتت في الهواء”.

وزير البيئة يتحدث عن “إشارات غير مطمئنة”

وقال وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “الوقاية والاحتراس ضروريان في حال حدوث أي انهيار جزئي للصوامع”.

وأضاف: “ارتفاع الحرارة من جراء احتراق الحبوب، ورش المياه في عملية الإطفاء، التي لم ينصح بها الخبراء، تسببت في ارتفاع رطوبة الحبوب المتخمرة، مما أدى إلى تفاقم الوضع”.

وأشار إلى أن “الخبراء الذين يتابعون الوضع في الصوامع ومحيطها حذروا من الاقتراب من المكان الموضوع تحت المراقبة الفنية بواسطة حساسات (Sensors) تم تركيبها بعد الانفجار”.

وأوضح ناصر ياسين “أن هذه الأجهزة الموجودة في المكان أعطت إشارات غير مطمئنة في الأيام والساعات القليلة الماضية، حيث زادت وتيرة الانحناء بشكل متسارع قياسا مع الفترة الماضية”.

وتابع: “من باب الشفافية وحق الناس بالحصول على المعلومات، وحفاظاً على السلامة العامة وتجنباً لأية مشاكل صحية ناتجة عن تنشّق الغبار، أعلنت كل من وزارتي البيئة والصحة عن إرشادات وإجراءات وقائية مرتبطة باحتمال انهيار أجزاء من صوامع مرفأ بيروت”.

وشدد على أنه “لا داعي للقلق. الحذر أفضل الوسائل الضرورية للسلامة العامة ولحماية الصحة والبيئة على أمل أن نكون في غنى عن أية مخاطر”.

وأبرز ياسين أن البيان وجه إلى سكان المناطق المحاذية للصوامع حيث من المرجح أن تتأثر المنطقة الأقرب من موقع الحادث (شعاع 500 متر) وتقع داخل حدود المرفأ بكميات غبار كثيفة في الهواء ويجب إخلاؤها فوراً إذا حصل أي انهيار”.

الوضع هندسيا

من جهته، قال نائب عميد كلية الهندسة في جامعة بيروت العربية، الدكتور يحيى تمساح، لـ”سكاي نيوز عربية”: “ما حدث أو سيحدث كان متوقعا وكنا قد حذرنا منه سابقا”.

وأضاف: “يبقى الخطر وارداً لأن الحريق استمر لفترة أسبوعين تقريباً وترك تأثيراً سلبياً أضعف أساسات المنشأة.

واستغرب تمساح ترك الحريق مشتعلاً طيلة هذه الفترة، مرجحاً أن يكون ذلك لمحاولة لمنع حصول أي تحرك في المكان مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للانفجار”.

وتابع:” لا يمكننا التكهن بإمكانية انهيار جزئي قبل معرفة مقدار الضرر وتقييمه، وهذا لم يحصل”، موضحا “سبق وتحدثت عن خطورة استمرار الحريق دون جدوى، وكان على من هم في موقع المسؤولية إدراك خطورة الوضع وما حصل الآن أو ما قد يحصل”.

وكشف: “ساهم الحريق بإضعاف أساسات الصوامع ومن شأنه الإسراع في الانهيارات الجزئية التي يمكن أن تحصل”.

حذر في المناطق المجاورة

وأكد البيان الصادر عن وزارتي البيئة والصحة أنه “حسب آراء الخبراء، ليس هناك أدلة علمية على وجود مادة الأسبتسوس أو أية مواد سامة أخرى”.

وأوضح أنه من المتوقع أن تتأثر المناطق المجاورة التي تتضمن أحياء الكرنتينا، الجعيتاوي، مار متر، وسط بيروت، بكميات محدودة من الغبار. وسيترسّب الغبار المتطاير خلال فترة لا تزيد عن 24 ساعة.

ونصح البيان بإغلاق النوافذ والأبواب الخارجية خلال الـ24 ساعة الأولى بعد الحادث أثناء تطاير الغبار خصوصا في المناطق الموجودة داخل شعاع 1500 متر، كما طالب باستخدام كمامة عالية الفعالية (KN95) .

ومنذ 3 أسابيع، يستمر الحريق مشتعلا ببطء في صوامع القمح التي دمرها انفجار مرفأ بيروت، وسط اعتراض من أهالي ضحايا الانفجار على فكرة هدم الصوامع، لأنهم يعتبرون العملية طمساً لمعالم الجريمة.

المصدر
سكاي نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى