مقالات خاصة

شكراً منتخب الأرز.. صنعتم لنا الوطن الذي نحلم به.. وأثبتم بأن في لبنان أبطال وليس فقط فاسدين وسارقين لأموال الشعب

الإفتتاحية بقلم ج.م

أنهى المنتخب اللبناني مسيرته ضمن منافسات بطولة كأس آسيا المنعقدة في أندونيسيا، باحتلاله الوصافة بعد خسارته أمام المنتخب الأسترالي بفارق سلةٍ واحدة، في خسارةٍ مشرفة تُوّج فيها البطل وائل عرقجي بلقب أفضل لاعب في بطولة آسيا لكرة السلة 2022.

خسرنا في المباراة النهائية أمام منتخبٍ عملاق، يملك دولة ووطن وساسة أمنوا له جميع المستلزمات اللوجستية والنفسية والمادية المطلوبة للفوز، في وقتٍ جاء فيه منتخب الأرز من بلدٍ غارقٍ في قعر جهنم، ولعب بإمكانياتٍ محدودة، حتى انّ التذاكر كانت تُؤمن بصعوبة، في ظلّ إنهيارٍ كامل للدولة ومؤسساتها، لكنه تسلّح بالايمان وبالمسؤولية الوطنية وحمل آمال شعبٍ يرفض واقعه ويرفض ان يستسلم، ولا زال يحلم بلبنان الأمل والحياة الحب والإنتصار..

وشكّل منتخب لبنان بارقة أمل طوال منافسات البطولة للجماهير اللبنانية المتعطشة للإنجازات والفرح، بلد الخمسة ملايين لبناني، أقصى بلد المليار ومئتي ألف هندي، وهزم التنين الصيني المدعوم بمليار نسمة، كما أبعد منتخب الأردن المتمرس في بطولات آسيا، وهو وإن لم يوفق في رفع كأس البطولة وإكمال هذا الانجاز غير المسبوق بالحصول على لقب وصيف بطل أسيا بكرة السلة، إلا أنه خطف قلوب العالم والعرب واللبنانيين، بآداء جماعي رائع قلّ نظيره.

المضحك المبكي في الموضوع، التهاني التي إنهالت عقب كلّ فوزٍ للمنتخب من سياسي لبنان الذين إعتبروا بأن منتخب الأرز صورةً للبنان الحقيقي، وراحوا يختارون عباراتهم بحنكةٍ مدافعين عن الوطنية والأمل، وتناسوا الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان ومنتخبه بسببهم، وتناسوا أيضاً الشعب اللبناني الذي تابع المبارابات على شاشات الهواتف نظراً لإنقطاع الكهرباء الدائم، فعجزوا حتى عن تأمين حضور المباراة النهائية للشعب اللبناني، بالرغم من تمنيات وزير الرياضة وغيره ولكن… لا حياة لمن تُنادي..

شكرا منتخب الأرز.. شكراً على بقعة الضوء والحياة وسط الموت الذي يحيطنا وظلام السلطة الدامس..

شكراً منتخب الأرز..  شكراً لأنكم أعطيتم دروساً للسياسين والحزبيين بالانتماء والدفاع عن وطننا الحبيب..

شكرا منتخب الأرز.. شكراً لأنكم جعلتم العالم يدرك بأنه في لبنان ابطال حقيقيين، وليس فقط فاسدين وسارقين وظالمين..

شكراً منتخب الأرز.. فقد فزتم بأعظم بطولة و أهم إنجاز، وإستطعتم توحيد اللبنانيين على قلب واحد ينبض فقط لأجل لبنان..

شكراً منتخب الأرز … صنعتم لنا وطناً كنا نحلم به منذ سنوات..

شكراً ابطالنا… اعدتم لنا شعور الفخر بإنتمائنا اللبناني وأثلجتم قلوبنا وأخرجتمونا لأيامٍ من جهنم التي اغرقنا بها ساسة لبنان الى لبنان الحلم والأمل والغد الذي بدأ معكم ولن ينتهي…

ختاماً، وللتنويه عندما طلبت استراليا الإنضمام الى الاتحاد الاسيوي خوفاً من مواجهة منتخبات اميركا   وعدم تمكنها من الوصول الى بطولة العالم  وبعد رفض الفيبا مراتٍ عدة ، عادَ ورضخ بإنضمامها.. فمهما كانت النتيجة أنتم بنظرنا أبطال آسيا وابطال قلوبنا ..

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى