محليمقالات خاصة

هل سيعرض لبنان للبيع في سوق النخاسة العالمي بكل ما فيه من النفط إلى الفساد؟

الافتتاحية بقلم مصطفى عبيد،

انتهت القمة الأميركية – الخليجية التي اقيمت في جدة والتي كانت ابرز أهدافها الطاقة والامن الغذائي والسلام في المنطقة،انتهت القمة بحضور عربي لافت حيث تواجدت أغلب الدول العربية باستثناء لبنان الذي غاب كلياً عن القمة.

وأبرز أسباب هذا الغياب هو تعنت القادة اللبنانيين بفسادهم ونفاقهم وكذبهم الذي تخطى حدوده البرية والبحرية ليصل الى المحافل العربية والدولية، فظن من يمسكون بخناق البلد عند وقوفهم وتخاطبهم مع العالم أنهم يخاطبون أغنامهم وأنهم قد يستطيعون الضحك عليهم بشعارات رنانة وتجييش طائفي أو بالكلام المعسول والمنمق و “تمسيح الجوخ” للملك أو للرئيس.

والملفت خلال القمة هي التصريحات التي صدرت من الجانبين الاماراتي والسعودي حول العلاقة مع ايران، فقد أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن يد المملكة ممدودة لإيران ان هي أبدت رغبة في الحوار والسلام، فيما صرح مصدر اماراتي أن الامارات لن تتدخل في أي صراع ضد ايران وانها داعمة للسلام والحوار في المنطقة، هذه التصريحات من كلا الجانبين السعودي والاماراتي هي رسالة للطرف الايراني تعلنا فيها الرغبة في الحوار والسلام والتفاهم.

وهنا تبرز رسالة واضحة للبنان أيضاً،فالعالم العربي والدولي قد سئم مشاكل لبنان وسياسة التجييش الطائفي المذهبي، ولم يعد هنالك رغبة أو نية بالوقوف بجانبه أو التدخل في صراعاته المفتعلة ان لم يقم لبنان باصلاح بنيته واقتصاده وتعديل سياساته الداخلية والخارجية، بعد أن كانت نتائج الثورة مخيبة للآمال في ظل عدم تمكنها من تغيير أي شيء سوى اصدار أغاني للرقص فقط، ثم أتت نتائج الانتخابات النيابية حاملةً خيبات أكثر سببها المواطن اللبناني الذي كانت تعتبره الدول العربية هو الوحيد القادر على التغيير.

وبينما سيد الأنفاق يخرج ليتوعد بخطابات لا تتعدى حدود التجييش الطائفي وضخ الدماء من جديد في مسرحية التصدي للعدو الاسرائيلي والتحرير وفصل جديد يحمل عنوان كاريش لنا بينما اسرائيل تمتص ثرواته بكل هدوء وهي مطمئنة البال، فكلام السيد لم يعد يمر سوى على أتباعه والجميع أصبح يعلم أن الحزب هو صمام أمان اسرائيل وليس شوكة في الخاصرة.

وصهر العهد الممتلئ بالفساد والشبهات المعاقب دولياً والمكروه محلياً لا يزال يلقي بالوعود الفارغة بتأمين الكهرباء والتخلص من الفساد ومحاسبة الفاسدين، وهو لا يستطيع أن يؤمن ساعة تغذية اضافية للكهرباء ولا فتح ملفات الفساد في وزارة الطاقة حيث أبطال الفساد فيها هو وأتباعه.

فإن كان الكلام في لبنان لا يسمن ولا يغني من جوع، تأتي هذه الدعوة العربية الصريحة لإيران بالتفاهم والجلوس على طاولة الحوار للاتفاق على سياسات الشرق الأوسط الجديدة بالتعاون مع الوسيط الأمريكي الذي يبحث عن تأمين السلام لإسرائيل وتثبيت العيش المشترك في المنطقة، هذه الدعوة الجديدة تؤكد أن العالم لم يعد يكترث للبنان ولا لمواطنيه المستسلمين للعبودية والذل والخنوع، فهل سيتم التفاوض على لبنان كورقة مساومة على طاولة الحوار الدولية، وهل سيعرض لبنان للبيع في سوق النخاسة العالمي بكل ما فيه من النفط إلى الفساد ليكون ولاية ايرانية فاسدة؟

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى