محلي

عقيص: الفشل في الممارسة السياسية يعود لوجود فريق مستقوٍ بسلاحه و”كفى ضحكاً على الناس”

أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص الى أن لبنان بات اليوم تفصيلاً صغيراً مقارنة مع ما يجري في العالم، وسط حديث عن لبنان جديد سيولد خصوصاً بعد الانتخابات الرئاسية سواء حصلت في موعدها الدستوري أم لا، لافتاً الى ولادة عالم جديد يحدد الموازين، بعد الحرب الروسية – الأوكرانية.

ورأى في حديث عبر إذاعة “لبنان الحر”، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن لبنان غير قادر على انتظار ولادة هذا العالم الجديد، نظراً للإنهيار الكبير فيه، سائلاً، “من سيمنع البلد من الإنفجار والسقوط”؟ اضاف، “أستطيع التحدث عن زحلة والسرقات فيها، وبتنا نشعر أكثر وأكثر بعبء الإنهيار الاقتصادي، في وقت لا حكومة لدينا، ومسؤولون يتلهون بمن سيزور من، وتخبط في الملف المالي في الدولة مع بروز سلسلة رتب ورواتب من دون قانون، وهذه العشوائية بادارة الازمة لا تطمئن”.

وشدد عقيص على ضرورة العودة الى مبادرة بكركي والحياد، مع تحييد ملف النفط والترسيم وسحبه من يد حزب الله، لأن لا بد لهذا الملف من أن يكون بيد الدولة اللبنانية حصراً وبعناية الحكومة، مؤكداً أن تغيير موقف “الحزب” الجذري من متابعة الدولة اللبنانية للمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل وبرعاية أميركية – أممية، خطير جداً ويعرض لبنان لنزاع عسكري لا قدرة للدولة والشعب اللبناني على تحملهما، كما يزيد من عزلة البلاد العربية والدولية. وسأل، “أين استفاد الشعب اللبناني من المقاومة”؟ وإذ شدد على أن أحد الأسباب الأساسية لما نعيشه اليوم هو “المقاومة” التي تحولت الى منظومة سلاح وفوضى وتغطية للفساد بتحالف واضح بين الميليشيا والمافيا، لفت الى أن هذا المنطق لم يعد يستقيم وأنه على الدولة التي تفاوض عبر الوسيط الأميركي برعاية الشرعية الدولية أن تؤمن المصلحة اللبنانية.

أضاف، “البيان المنمق اللذي اصدره رئيس الحكومة ووزير الخارجية، بخصوص المُسيرات، أزعج حزب الله الذي لا يستطيع أن يتحمل تلميح السلطة له بأنه يهدد مصالح لبنان، ونحن نصرّ على التسريع في عملية التفاوض لاستخراج النفط بما يؤمن مصالح لبنان، وإهدارنا للوقت والإرباك في الموقف الرسمي سمح لاسرائيل بالبدء بهذه العملية فيما نحن ننتظر، علماً أننا نحتاج أقله الى 9 سنوات كي نرى نتيجة التنقيب اذا بدأنا بالتنقيب اليوم”.

وشدد عقيص على أن مسؤولية أي رئيس جمهورية أو حكومة مستقبليين، وضع ملف استخراج الغاز أولوية وسحب كل الذرائع والمسببات التي تؤدي الى تأخير لبنان عن الاستفادة من هذه الثروة، مبدياً انزعاجه لأن لبنان بات مغيباً عن السياسة الخارجية بعدما صار بنظر العرب رهينة مخطوفة بيد إيران وحزب الله.

وإذ أبدى اسفه لأن كل المحاولات التي قمنا بها منذ 14 آذار حتى اليوم لم يؤدي الى تصغير حجم الدويلة بوجه تكبير وجه الدولة، أكد أن الوضع اليوم أفضل مما كان عليه في السابق لناحية موضوع الحجم السياسي لحزب الله داخل المؤسسات، لأنه لم يعد يملك الاكثرية النيابية بعد 15 أيار على الرغم من عدم تشكيل كتلة متماسكة بوجهه، وتابع، “من الواضح أن هناك أكثرية شعبية ليست مع مشروع إيران وحزب الله في لبنان، لكن المسألة معقدة ومتشعبة وعندما نختار المقاومة السلمية وعدم زعزعة السلم الأهلي والاستقرار، من الطبيعي أن يكون الحصول على النتائج العامة المرجوة أصعب”.

وتوقف عقيص عند الرهان الذي تحدث عن فشل مشروع “محمد بن سلمان”، مذكراً بأن ما يجري اليوم هو تثبيت بن سلمان بنجاح، مشروع السعودية، وسط الاتحام العربي الكبير بالمملكة، وزيارة الرئيس الاميركي الذي كان من اشد معارضي هذه السياسة، الى السعودية، مضيفاً، “سقطت مقولة انتصار مشروع الممانعة”.

ولفت الى أن أهم ما حصل في الانتخابات النيابية الأخيرة إعطاء أحقية كبيرة لخطاب “القوات اللبنانية”، بأنه “أيها اللبنانيون خلاصكم بيدكم”، معتبراً أن تجربة 15 أيار ممتازة بعدما شعر اللبنانينون بأن أصواتهم لم تذهب هدراً. وإذ رفض محاولات التشكيك بقيامة لبنان، ذكّر بأنه مر الكثير على هذا البلد، “وعشنا اغرب مراحل طفولة وشباب لكننا بقينا، اليوم الخروج من البلد اقتصادي وأنا واثق من أن القسم الكبير سيعود الى لبنان عندما تسنح الظروف بذلك”.

ورأى أن حزب الله يدير هجوماً على المناهج التربوية “ونحن مع تغييرها لأنها باتت قديمة إنما نحو الانفتاح والتطور وليس عبر خلق أنماط تقوقع لا تشبه الجو اللبناني”، محذراً من وضع مناهج تربوية لا تشبه الشعب اللبناني وطريقة عيشه.

وشدد عقيص على أن من يحدد مواصفات رئيس الجمهورية هو “الظرف” الذي نعيشه، جازماً بأن الخلف لا يجب أن يشبه السلف أبداً من حيث المواصفات، وتابع، “نستعمل تمثيلنا الشعبي لحسن اختيار الشخصية المناسبة لإدارة هذا الوطن وأي مرشح الى الانتخابات الرئاسية عليه أن يعرض خطته وموقفه من حزب الله، وكيفية تفكيك أواصر الدويلة، إضافة الى مشروعه المتعلق بالنازحين، وملف ترسيم الحدود البحرية واستخراج الغاز. ففي ملف النازحين السوريين الواضح أن المخرج ليس بالتواصل مع نظام الأسد، ومشكلتنا هي داخلية تتعلق باداء السلطات الأمنية والدبلوماسية اللبنانية إضافة الى المجتمع الدولي، ولنسلم جدلاً الا مناطق آمنة، لكن إقامة منطقة آمنة وإعادة النازحين مع إعطائهم ما يحصلون عليه من مساعدات، أما إذا تم التذرع بإسقاط صفة النزوح عن العائدين وإن ضمن المنطقة الآمنة، فكيف تبرر السلطات الأمنية والدبلوماسية حركة خروج النازحين وعودتهم الى لبنان بشكل دوري للحصول على مساعداتهم الأممية”، وإذ جزم بأن لبنان قادر على احراج المجتمع الدولي والأمم المتحدة بهذا الملف، توقف عند حجم العمالة السوري، التي لطالما كان لبنان يعول عليها، لكن ليس بهذه الأعداد، مضيفاً، “منافسة اليد العاملة السورية لتلك اللبنانية باتت تشكل خطراً على لبنان لا سيما مع سحب فرص العمل من أمام اللبنانيين في قطاعات برمتها، وجولة صغيرة في البقاع كفيلة برسم حجم المعاناة”.

وتابع، “قال لي أحد الزملاء الجدد، نحن متوهمون أن حزب الله بغاية القوة لكن الواقع أن خصومه ضعفاء، ونحن لن نسلم معه في شيء، بانتظار اللحظة الإقليمية المناسبة، ومن الضروري توحيد المعارضة وهي الخطوة الأساسية في هذا المسار، أما إذا فشلت المعارضة بأن تكون موحدة في استحقاق رئاسة الجمهورية، يجب مصارحة الناس بذلك والإعتراف بأن حزب الله لا يزال يدير اللعبة”.

ورأى عقيص أن الحلول ليست مقفلة، معتبراً أن وحدة صفنا بيدنا على الرغم من أداء بعض النواب الجدد، “ولننتظر صيرورة الاتصالات داخل صفوف المعارضة، وعلينا أن نقتنع أننا لا نملك ترف الوقت لنقرر، إذ هناك فرصة لأن يكون لدينا رئيساً جديداً يقود البلد من موقعه الحيادي والمنفتح على العمق العربي”.

وأوضح أنه لا يوجد لامركزية إدارية مع مركزية مالية، فاللامركزية تفترض لا مركزية مالية وادارية وضريبية وهذا الأمر لا يشبه التقسيم بشيء، “نحن بلد واحد وشعب واحد بخصوصيات مناطقية تفرض علينا نظاماً لامركزياً يستطيع تأمين الخدمات المطلوبة لكل مكونات الشعب اللبناني، والطائف لم يطبق، والممارسات والتمثيليات والعجائب في الممارسات السياسية خير دليل”.

وجزم عقيص بأن الفشل في الممارسة السياسية يعود لوجود فريق مستقوٍ بسلاحه، و”كفى ضحكاً على الناس”، لأن كسروان – جبيل ستبقى، كما هي اذا طبقت اللامركزية، مشدداً على وجوب تحريك هذا الملف في أقرب وقت ممكن. وذكّر بوجود قانون عمل عليه الوزير السابق زياد بارود يشكل قاعدة كمدخل للحل، مشيراً الى ضرورة إعادة إطلاق النقاش بعد هذه الأزمة نتيجة ترهل النظام المركزي، خاتماً، “الامركزية باتت حاجة ملحة وضرورية”.

وفي الملف الحكومي، أشار الى أن هذا الاسبوع حاسم حكومياً وفي حال مر دون التنشيط الجدي لانتاج حكومة، “سينصب فكرنا نحو الاستحقاق الرئاسي على أن تؤدي هذه الحكومة دورها وإن كانت حكومة تصريف أعمال، على أن تمضي قدماً بمفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي لأن الشعب اللبناني يختنق”، معيداً التذكير بموقف القوات اللبنانية الداعي الى المداورة في الوزارات ومن ضمنها طبعاً وزارة المالية.​

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى