محليمقالات خاصة

أنقذوا لبنان من نفاياته السياسية…

الافتتاحية بقلم مصطفى عبيد

مع انطلاقة فصل الصيف هرع مسؤولو لبنان ليزفوا لنا خبر موسم سياحي واعد وحجوزات وسيّاح وفريش دولار قادم بوفرة على امتداد أشهر الصيف، ولكن ما غاب عن ذهنهم أن الحجوزات بهذا الحجم لأن لبنان بات البلد الأقل كلفة سياحياً مع انهيار العملة اللبنانية أمام الفريش دولار، وفقدان عملتنا ٩٠٪؜ من قدرتها الشرائية، وما غاب عن ذهنهم أيضاً أن الراغبون بالرحيل المتصارعون للحصول على جواز سفر وتذكرة سفر عددهم أكثر بكثير من القادمين.

أسرعوا ليخبرونا بموسم سياحي واعد ونسوا أن يخبرونا بإنجازاتهم وخطواتهم الاستباقية لحماية هذا البلد من موجة الحرائق التي تستعر فيه كل صيف جراء اهمالهم وتقاعسهم عن ايجاد حلول لهذه الحرائق المتكررة كل صيف لأسباب معروفة من الجميع أهمها مسألة النفايات التي باتت تملأ البلد من شماله لجنوبه.

أما النفايات السياسية حدث ولا حرج، فلبنان البلد الأكثر تلوثاً سياسياً، وبينما البلد ينهار أكثر فأكثر والفساد ينخر عظام البنية التحتية والاقتصادية والسياحية والسياسية والبرلمانية نجد النفايات السياسية من شخصيات وأحزاب غائبة بشكل كلي عن ايجاد الحلول وتقديم التضحيات لانقاذ ما تبقى من هيكل هذا الوطن، وما يتوجب عليهم فعله لتفعيل خطة انقاذية انتقالية يتسولونه من الخارج ليبقوا هم غارقين في مؤامراتهم وفسادهم السياسي والطائفي.

سياسيو لبنان ما زالوا يختلفون على تقسيم الحصص فيه، ومصرّون على تشكيل حكومة محاصصة ليستمروا في فسادهم دون أن يستطيع أحد كشف نفاقهم وخيانتهم وتجاوزاتهم في الوزارات التي استلموها منذ سنين وعقود، في حين أن ما أفرزته الانتخابات النيابية من وجوه وشخصيات وكتل جديدة غارقة في البيانات والشعارات النارية خطابياً الجامدة على أرض الواقع، الجميع يصارعون على الاستحقاق الرئاسي القادم متناسيين أن البلد أمام استحقاقات مصيرية قبل ان ينفجر الوضع بكامله فلا يتبقى بلد ولا كرسي رئاسة ولا رئيس.

والواقع بكل صراحة أن لبنان بلد منهار اقتصادياً واجتماعياً، مشلول ومصاب بسرطان دماغي سياسياً وحكومياً ورئاسياً، ينتظره صيف ممتلأ بالحرائق والانفجارات على جميع المستويات بسبب تقاعس الجميع عن ازالة النفايات السياسية المتواجدة والتي تمعن في تدمير البلد أكثر فأكثر بحجج ونعرات سياسية – طائفية قذرة.

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى