محلي

عودة : نشجب كل الحملات التي تدعو المثليين للإستسلام لشغفهم

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس, وفي عظة اليوم الأحد قال: “نسمع في هذه الأيام عن لقاءات تروج للمثلية, ولأننا نتكلم عن الرسل واصطيادهم البشر من بحر الخطيئة والإنحراف نقول إننا، مع احترامنا لحرية الإنسان، نحن نؤمن أن الله محبة”.
وأضاف, “يعلن الكتاب المقدس بوضوح أن الذكر هو المكمل الوحيد للأنثى في الحب، والزواج، والاتحاد المبارك من أجل المشاركة في فعل الخلق عبر الإنجاب، والأنثى وحدها مكملة للذكر”.

وتابع, “لكن البعض يسعون في مجتمعاتنا إلى التسويق لمفاهيم منحرفة لحرية الفرد ولحقوق الإنسان, جماعات تستورد قناعات وقيما خاطئة عما يسمونه “حرية عيش المثلية الجنسية” وسواها من الاتجاهات المريضة، إلى تغيير الجنس، بحيث يستعبد كيان الإنسان وحياته بمجملها لمنطق الشهوة المنحرفة والخطيئة, هذه النزعات غير الإنسانية تجرد الإنسان من كرامته وقيمته كشخص مخلوق على صورة الله ومثاله”.
وتابع, “السلوك المثلي في الكتاب المقدس لا يباركه الله بل يحظره بوضوح”.
وأشار إلى أنَّ, “”البنية الجسدية، فيزيولوجيا، للذكر والأنثى تتكامل, “ذكرا وأنثى خلقهما”, هذا خير تعبير عن القصد الإلهي في الخليقة, وكل ترتيب آخر هو سقوط وانحراف, ولا يمكن تحديد هوية الشخص من خلال رغباته الجنسية أو شغفه الجسدي”.

وشدّد على أنَّ, “المطلوب هو توجيه تلك الرغبات وتنظيمها في الأطر الأخلاقية والروحية التي يمكن من خلالها تحقيق مقاصد الله, من هنا يؤكد الرسول بولس أن الإتحاد الزوجي هو صورة للعلاقة بين المسيح والكنيسة”.
ولفت إلى أنَّ, “الحب في إيماننا فلا يفهم إلا على مثال محبة المسيح غير الأنانية للبشرية, الحب البشري الحقيقي هو حب يفرغ ذاته، يضحي بنفسه من أجل الآخر, الحب الحقيقي تضحية بالذات، لا استهلاك للشهوة, أي نوع من النشاط الجنسي لا يقوم على بذل الذات والتخلي عن الأنانية هو نجس ويصبح حتما متمحورا حول الذات، وبالتالي هو غير نقي”.

وقال: “إذا أراد المرء أن يعيش حياته في المسيح، عليه أن يتوافق مع مشيئة الله في كل شيء, وكما أن الإنسان المؤمن مدعو للتغلب على العواطف، أو الميل نحو النشاط الجنسي خارج الزواج، كذلك الإنسان المثلي الجنس مدعو للتغلب على الميل الذي لديه، وعلى كل شغف نحو نشاط جنسي خارج الأطر الأخلاقية لزواج الرجل من المرأة, قد يكون الصراع صعبا، ولكن بنعمة الله كل شيء ممكن”.
وزاد عودة, “غالبا ما يكون الصليب الذي يجب أن نحمله هو الجهاد من أجل التغلب على العواطف الجامحة, من المهم أن يكون لدى الأشخاص الإيمان والإلتزام الروحي لفعل مشيئة الله، وبذل كل ما في وسعهم لمحاربة كل شهوة ضارة مستعينين بالصوم، والصلاة، والإرشاد الروحي، وأسرار الكنيسة المقدسة”.

وختم بالقول: “على الإنسان أن يتغلب على ميوله لكي يشترك في طريق الخلاص, ونحن نشجب كل الحملات والندوات والأنشطة التي تدعو المثليين جنسيا للاستسلام لشغفهم, إن آباء الكنيسة واضحون بشأن مخاطر تعريض المرء نفسه لأجواء تدفعه إلى الخطيئة, لأنه عندما تسود الشهوة لا العقل، يقع الإنسان في حلقة مفرغة خبيثة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى