مقالات خاصة

١٠ أسبابٍ تجعل من الإنتخابات النيابيّة ” فخّاً قاتلاً “

نصر معماري

لعلّ معظم الشعب اللبناني و الجزء الأكبر من قوى التغيير يطالبون منذ اندلاع ثورة ١٧ تشرين بانتخاباتٍ نيابيّةٍ مُبكرة على اعتبارها الوسيلة الأفضل للخروج من الإنهيار الذي تسببت به المنظومة الحاكمة.

إنّ الإنتخابات النيابيّة، مُبكرة أو في وقتها هي بالتحديد ما يريده أركان منظومة فقدت شرعيتها الدوليّة و المحليّة، فعسى للإنتخابات أن تعيد تثبيتهم و تكريسهم على رأس السُّلطة. دائماً ما يلجأ الطُّغاة إلى هذا الأسلوب، فالإنتخابات الرئاسيّة الهزليّة أم ال ٩٥% التي أجراها النظام السوري لنفسه منذ بضعة أسابيع كانت من أجل ذلك. فلنتخيّل الآن كيف سيكون سيناريو الإنتخابات النيابيّة المقبلة تحت إدارة منظومة الفساد في لبنان.

١- سيقرّوها حسب القانون الإنتخابي الحالي المُفصّل على مقاس زعماء الدكاكين الطائفيّة و حيتان المال.
٢- سيلجؤون كعادتهم إلى تفخيخ المجتمع المدني بلوائح و مرشّحين و متسلّقين ليُشتّتوا الأصوات و يُذهبوا رياح التغيير.
٣- سيجنّدون ضُباطهم و عساكرهم و قضاتهم للعمل “كماكينات إنتخابيّة” على قاعدة #حاميها_حراميها فتركيبات إنتخابات ٢٠١٨ ليست ببعيدة عنّا.
٤- سيعمدون إلى تزوير النتائج و التلاعب بالصناديق من خلال لعبة المندوبين، و بعدها لن تنفع الطّعون إلّا إن كانت تصُب في صالح فريق السُّلطة لإعادة تثبيت “الملكلكين” منهم.
٥- سيُسخّرون وسائل الإعلام و سيدسّون الإشاعات لكي يشيطنوا شخصيّات أو مجموعات قد تشكّل خطراً فعليّاُ عليهم؛ صبيان سفارات، تمويل مشبوه إلخ…
٦- سيعملون على استغلال جوع السواد الاعظم من اللبنانيّن لشراء الذمم بثمنٍ بخس (على سعر الصرف الحالي) كونهم يمتلكون أكثر من نصف الثروة في لبنان.
٧- سيسخّرون مقدّرات الدّولة و اي هباةٍ قد تأتي من الخارج “كرشوةٍ إنتخابيّة”، و ها هم الآن قد أوعزوا لمفاتيحهم الإنتخابيّة و زبانيّتهم للشروع بإعداد لوائح بأسماء العائلات لمهيداً لتجيير رزمة الدّعم المالي الآتية من البنك الدولي “لحاشيتهم”.
٨- سيُطلقون العنان و بشراسة لشبّيحتهم ليبثّوا الرعب و يهدّدوا المرشّحين و الناشطين فقد يصل بهم الحال إلى “التصفية الجسديّة”، فلا حسيب عليهم و لا رقيب.
٩- سيلعبون على الوتر الطّائفي و الشّحن المذهبي من خلال من “يُسبّح بحمدهم” من رجال الدّين كما سيبنوا المتاريس الوهميّة من اجل كسب قلوب صغار العقول و الجُّهّال.
١٠- سيتبنّوا خطاب الثورة حتّى نشعر انهم “ملكيّين أكثر من الملك” كما أنّهم سيدفعون بوجوهٍ جديدة و سيعيدوا هيكلة أحزابهم و سيقوموا بعمليّة #rebranding “تجعل الحليم حيران” من أجل تضليل الرأي العام.

هم ماكِرون نعم… فالذهاب إلى انتخاباتٍ نيابيّة تحت إدارة هؤلاء ووفق شروطهم، هو أشبه بالتماس الضحيّة للعدل عند جلّادها. والنتيجة بأفضل حالاتها ستكون تغيير بنسبة ٢٥% فقط من المقاعد النيابيّة لصالح قوى التغيير و هذا ما سيُعيدنا إلى نقطة الصّفر…

لذلك لا يجب أن نقع في الفخ و ليسقط الهيكل على رأس من استباح البلاد و عاث فيها فساداً و فرّط بمقدّراتها، فأساساً لم يعُد لدى الشّعب ما يخسره أو يخاف عليه!

نصر معماري

عضو مؤسس للمنتدى السياسي الإقتصادي الإجتماعي . تولّى منصب منسّق المنتدى في الشّمال الذي كان له دوراً بارزاً ضمن فعاليّات ثورة ١٧ تشرين. مؤسس مركز DAR للبحوث و التنمية الذي ينفّذ العديد من البرامج التنمويّة بالشراكة مع أبرز المنظّمات الحكوميّة . تقلّد العديد من شهادات التقدير و الأوسمة، أبرزها من َمنظمة أطباء بلا حدود السويسريّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى