مقالات خاصة

بين قانا و كاريش هل سيخرج لبنان “من المولد بلا حمص” ؟

الإفتتاحية بقلم غادة طالب

حقل قانا … حقل كاريش
الخط 23 … الخط29
هما الموالان اللذان يطربان أذاننا في الآونة الأخيرة ، و الموالان اللذان تحاول بهما السلطة أن تنسينا الأزمات التي يمرّ بها لبنان .
و بدلاً من المفاوضة على إسم رئيس الحكومة الجديد أو المفاوضة على كيفية تأمين الكهرباء بدلاً من العتمة التي أغرقتنا بها ، تنشغل بالتفاوض على تنازلٍ جديدٍ لحقوقنا ، فتفاوض المبعوث الأميركي المجند السابق لجيش العدو الإسرائيلي آموس هوكشتاين  على حقلٍ لا تعلم إن كان يحوي نفطاً أم غازاً أم حتى سمكاً ، حاملةً شعار رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل  “لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا”.
فتدخل بعملية تبادلٍ غير عادلة من خلال إعطاء العدو الإسرائيلي حقل كاريش ، الحقل المكتشف بالكامل والمثبت جراء التنقيب على إحتوائه الغاز و النفط الجاهز للإستخراج، مقابل حقل قانا الذي تقتصر فيه  التكهنات بوجود الغاز على الدراسات والمسوحات الزلزالية التي أجراها لبنان .
فتتمسك بحقلٍ محتمل و من الممكن أن يكون وهمياً و توهمنا بإعتباره إنجازاً مهماً ،و تتنازل لمصلحة العدو عن الخط 29 و حقل كاريش الذي يبدأ فيه الإنتاج بعد نحو شهرين تقريباً  …
معتبرةً التفاوض على الحقل المفترض إنتصاراً لها و إستزكاءاً على العدو متناسية أو محاولة التناسي أن من تقوم بالتفاوض معه هو جندي إسرائيلي سابق و من المؤكد أنه لن يتفاوض إلا على ما يصب أولاً و آخراً في مصلحة إسرائيل حتى و لو لم يكن ذلك بشكل علني .
و بحال تغاضينا عن تنازل السلطة عن حقل كاريش رغم أنه أمر لا يمكن التغاضي عنه ،و تفائلنا و إعتبرنا أن حقل قانا يحتوي على كميات كبيرة من الغاز فإن إستخراجها أولاً يحتاج إلى وقت طويل ، ثانياً ما الذي سيمنع إسرائيل حينها من المطالبة بحصة فيه ، ثالثاً و الأهم إسرائيل لن تعرض لنا على طبق من فضة حقل يمكنها الإستفادة منه كونه في مياهنا الإقليمية ، فمنذ متى تأبه إسرائيل بالحدود ؟
و أخيراً بين قانا و كاريش هل سيخرج لبنان “من المولد بلا حمص” ؟

غادة طالب

اسرة التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى