محليمقالات

ميقاتي – باسيل حتمية الخصومة ومعجزة المصالحة

جان الفغالي- “نداء الوطن”

 
مَن يتابع «عكاظ الهجاء» بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، يخرج باستنتاج أن التعايش بات مستحيلاً بين الرئيس الذي سيعود «مكلَّفًا»، وبين «رئيس الجمهورية الظل».

بلغ الأمر برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن قال في حق الرئيس نجيب ميقاتي أنه يفضل بطاقة الائتمان على بطاقة الهوية، ليردّ عليه الرئيس ميقاتي عبر موقعه الالكتروني ويقول تحت عنوان «باسيل يضع المسمار الأخير في نعش العهد»: «بوجه مبتسم يخفي الخبث والحقد على أصحاب القامات، حاول التنصل من مسؤوليته المباشرة عن فشل إدارته للكهرباء، مطلقاً التهم والأضاليل، متناسياً أن من عايشوا «مرحلة بواخر توليد الطاقة»، وتابعوا خزعبلاته في الملف، لا يزالون أحياء، ويتردد صوته في آذانهم (وفي المحاضر المسجلة لجلسات الحكومة) وهو يستشرس على طاولة السراي الحكومي، دفاعاً عن البواخر بحجة أنها لفترة أشهر محدودة، لتمضي السنوات وتُستنزف الخزينة العامة قبل أن ترحل «بواخر جبران» وأسرارها المجهولة المعروفة معها، ويدفع اللبنانيون حتى الآن الأثمان الباهظة بسبب فشله في إدارة القطاع».

باسيل يخوِّن ميقاتي.

ميقاتي يحمِّل باسيل مسؤولية الانهيار النقدي بسبب ملف الكهرباء.

هنا الرئيس ميقاتي يفترض فيه أن يبقّ البحصة، فالتلميح في موضوع البواخر يجب أن يعقبه التصريح عن كل شيء لأن «الساكت عن الحق شيطان أخرس».

في الأمثال العربية: «عندما يختلف السارقان تظهر السرقة». بالإمكان تعديل هذا المثل ليصبح: «حين يختلف سياسيان من وزن ميقاتي باسيل، تظهر الصفقات. ليدلي باسيل بما يعرفه عن تسويات أقامها ميقاتي مع الخارج، وليدلي ميقاتي بما يعرفه عن صفقات البواخر، ألا يستحق الرأي العام اللبناني أن يعرف مَن تسبّب بهذا الانهيار المريع؟

لكن الفضيحة الكبرى أن يعود الرجلان في حكومة واحدة رئيسها ميقاتي والتيار مشارك فيها، عندها ماذا سيقول باسيل؟ هل يكرّر معزوفة «قطار واحد بنوافذ كثيرة»؟ وهي المعزوفة التي برّر فيها وجود مرشحي التيار مع مرشحي حركة أمل.

هل نستخلص أن ما يجري بين ميقاتي وباسيل «مسرحية ممجوجة»؟ أم أن الخلافات بين الرجليْن لم يعد بالإمكان حلها؟

لنتذكَّر، باسيل لا يريد إلا سعد الحريري رئيساً للحكومة، معه بدأ العهد، بعد «شهر عسل الليالي الباريسية» الذي سبق الانتخابات الرئاسية عام 2016. ومعه يريد أن ينهي العهد، لكن سعد الحريري أصبح في مكان آخر، وعلى باسيل أن يصدِّق أن صديقه الذي قال في انتخابات 2018: «الأصوات التفضيلية في البترون لصديقي جبران»، لم يعد قادراً على تجيير أي شيء، فالعصر عصر الميقاتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى