الإفتتاحية بقلم ج.م
ترتفع وتيرة الأزمات على المواطن اللبناني بشكلٍ خطير، وهو الذي بات ينام على همٍّ ويستيقظ على آخر، فمن الكهرباء الى الماء فالبنزين والتعليم والأكل والمشرب، الى الإستشفاء فالدواء، من طابور ذلٍ الى آخر، دون ان ننسى ألعاب السوق السوداء اليومية التي تلعب بحياتنا وإحتياجاتنا، حتى باتت الأزمات المستجدة من يوميات المواطن اللبناني الذي بات يعيش فعلياً حياة لا تُشبه الحياة…
أزمة تلو الأخرى، آخرها كان مفاجأة الأمس بتهديد واضح من رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي باتجاه لبنان، وذلك عشية وصول الوسيط الأميركي آموس هولشتاين إلى بيروت لمحاولة إعادة إحياء المفاوضات غير المباشرة بين البلدين، حول الحدود البحرية بعد التوتر الذي شهدته الأيام الماضية.
وقال كوخافي في تصريحات مساء أمس، إن جيشه يتعامل مع ست جبهات قتال على ستة أبعاد وفي مواجهة عدد كبير من التهديدات المتنوعة، ولكن أخطرها تهديد نووي، مضيفاً “بلورنا آلاف الأهداف التي سيتم تدميرها. كل الأهداف موجودة في خطة هجوم لاستهداف مقرات القيادة والقذائف الصاروخية والراجمات. كل ذلك سيتم ضربه في لبنان”، لكنه أوضح بأنهم سيقومو بإنذار السكان وسيسمحون لهم بمغادرة تلك المناطق لأن قوة الهجوم ستكون بشكل لم تشهده من قبل”.
في غضون ذلك، طالبت قوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل) القوات المسلحة اللبنانية بحمايتها إثر تعرض جنودها لاعتداء في جنوب لبنان على يد مدنيين، وقال الناطق باسم «يونيفيل» أندريا تيننتي، إن الهجمات «هي مصدر قلق بالغ»، داعياً القوات المسلحة اللبنانية إلى «ضمان سلامة وأمن وحرية حركة قوات يونيفيل..
فإلى الإسرائيلي نقول:” لم يعد هناك من شيء في هذا الوطن يستحق الحرب، فالمواطن اللبناني يرزخ اصلا منذ مدة تحت وطأة حروب إقتصادية اجتماعية صحية نقدية والعديد العديد غيرها، حتى بات صلباً كالصخر، لا تُؤثر به هكذا تهديدات، لا بل ان أردتم يُمكن له ان يساعدكم ليدلكم على أماكنَ تستحق فعلاً ان يتم ضربها والتخلص منها :” كقصر بعبدا ومجلس النواب والسراي الكبير وعين التينة و….، دون ان ننسى من هم تحت الأرض، فربما حينها تُسهم هذه الحرب العادية بإراحة اللبناني من حروبه المتعددة التي خجل حتى العدو من أن يُسهم بها..
