مقالات خاصة

اللعبة إنكشفت والجيش أولاً واخيراً ..!

بقلم ج.م

في خطوةٍ جريئة… فاجأ الجيش اللبناني بخطته الأمنية الجميع من خلال مداهماته التي إنطلقت يوم الجمعة في حي الشروانة في بعلبك، بحثاً عن تجار المخدرات وأولئك الذين يشكلون عصابات خطف وسرقة والمتهمين بجرائم قتل طالت مدنيين وعسكريين، بعد أن جاء القرار بالقضاء على مظاهر التفلّت والإجرام..

بثباتٍ وإصرار ودون تراجع ينفذ الجيش مهمته الإنتحارية، في منطقةِ يرفض اهلها و “نائبها” الإعتراف بهيية الدولة، تلك الهيبة التي أصبحت على المحكّ بعد تسارع وتطور الأحداث في المنطقة أخيراً واهتزاز أمنها، فالمعروف أن حي الشروانة يضم عائلات عديدة أبرزها جعفر وزعيتر، وهو يشكّل حاضنة لعددٍ كبير من المطلوبين،بالرغم من تعرضه عشرات المرات لعمليات دهم أسفرت عن توقيف البعض وقد تخللها سقوط شهداء للمؤسسة العسكرية كان آخرهم الرقيب زين العابدين شمص الذي شيع في بلدته بوداي عصر يوم السبت الفائت..

وفي هذا الإطار، أشارت بعض مصادر الى أن العملية الامنية مستمرة حتى تحقيق هدفها، وإلقاء القبض على المطلوب علي زعيتر الملقب بـ”أبو سلة”، بينما تضاربت المعلومات حول إصابته وفراره من المنطقة أثناء مطاردته، فيما نفت مصادر أمنية المعلومات التي تحدثت عن تمكنه من الهرب من الحي، مشيرة إلى انتشار رسالة صوتية منسوبة له تفيد أنه استطاع الهرب من الطوق الذي فرضه الجيش على مكان اختبائه، لكنها “غير صحيحة”.

فمن هو أبو سلة؟
علي منذر زعيتر المعروف بـ”أبو سلة” نظرا لبيعه المخدرات لزبائنه عبر سلة ينزلها من شرفة منزله في الفنار، والذي انتقل من الفنار الى حي آل زعيتر في الشراونة منذ 5 سنوات. وهو يعد من أكبر تجار المخدرات في لبنان ومن اخطر المطلوبين، وقد تعرض لما يزيد عن 10 عمليات دهم من قبل الجيش خلال السنوات الاخيرة تمكن من الفرار منها كلها بعد الاشتباك مع القوة المداهمة.

مايحصل في الشروانة يفترض بألا يكون غريباً، فأقل مايُمكن ان تفعله الدولة هو القاء القبض على المجرمين، وبسط سيطرتها وهيبتها على الشروانة ولو متأخرة، لكن المفاجأة كانت من النائب غازي زعيتر الذي يعرقل مهمة الجيش ” وهو بالمناسبة من الكتلة النيابية للرئيس نبيه بري “، فقد فرَّ عدد من المطلوبين من منطقة الكَيال اثناء تنفيذ الجيش لعملية الدهم في المنطقة نتيجة إصرار النائب زعيتر على دخول منزله الكائن في الكيال ما إضطر الجيش لوقف تنفيذ المداهمة جزئيا منعا لسقوط مدنيين ضحايا، فيما كشفت بعض المصادر أنّ النائب زعيتر أوعز لسيدات وأطفال بلدة جِبعا باغلاق الطرق منعاً لتقدم عملية ملاحقة المطلوبين في البلدة . والمعروف ان المطلوب الأخطر “ابو سلة” ، هو من عائلة زعيتر أي من عائلة النائب غازي زعيتر الذي بأدائه كأنه يحمي أبو سلة ، وأكثر من ذلك عرقَل مهمة الذي كان على وشك توقيفه..

دون أن نغفل عن الفيديو الذي إنتشر للقيادي في الحزب محمد يزبك، يهدد فيه ويمهل الجيش اللبناني ساعةً للإنسحاب من الشروانة، إضافةً الى زيارة أبناء عشيرة آل زعيتر اليه شاكين الجيش ومحتجين على بعض التدابير التي تتعرض لها البلدات خلال دهم بعض منازل غير المعنيين بالمطلوبين والأحداث بحثاً عن المطلوبين …

أحداثٌ معروفة مسبقاً تظهر اليوم للرأي العام، وتُثبت بأن بعض المسؤولين هو حماةً للمجرمين، وبأن السلاح المتفلّت كان وسيظل مشكلة لبنان الكبرى، وأنه من الضروري اليوم دعم الجيش والوقوف وراء قراره بعدم التراجع والمضي في خطته حتى تنفيذها بالشكل المطلوب، فلو حصلت هذه الأفعال في طرابلس عاصمة الشمال لكانوا ألبسوها ثوب داعش، ولكان الإعلام إنصب ليلاً نهاراً مهاجماً للمدينة وأهلها، لكنها البقاع والشروانة ومعروف على من تُحسب هذه المناطق ولماذا؟؟؟

هذه الحال تدفعنا اليوم للعديد من التساؤلات أهمها:” هل سيُحاسب مجلس النواب الجديد النائب زعيتر الذي يحاول جاهداً وبكل الطرق حماية المجرمين، وهل سيسأل الرئيس بري عضو كتلته النيابية عن هذه الأفعال التي تدخل ضمن التستر والإشتراك في الجريمة، وهل كُتب علينا أن يكون حماة المجرمين دوماً من يحكموننا ويتحكمون بمصيرنا؟؟؟
فلا ياعزيزي انت وهو وذاك وأولئك… لن نسكت فهذا الجيش وجيشنا اللبناني خط أحمر وإن لم تتم محاسبتكم و أمثالكم اليوم في مجلس النواب، فإنّ الشعب اللبناني سيُحاسب… وسيخرج الجيش منتصراً من هذه المعركة قاتلاً أو مقتولاً، فلم يعد من المقبول أن يتحكم بعض المجرمين بوطننا وأن يحكم السلاح المتفلّت بعض المناطق ويُحرّم دخول الجيش وفرض هيبته وسلطته عليها…

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى