إقتصادمحلي

المرتضى: الإنجازات الوطنية الكبيرة ينبغي أن تتحول إلى ثقافة عامة

لفت وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى الى ان “الثقافة هي الإطار الحضاري الذي يحدد لكل شعب معالم هويته بين الأمم، وعملنا المقاوم المبني على الإيمان بالله تعالى وبحقنا الوطني والقومي، هو واحد من أهم مكونات هويتنا الوطنية، وعلينا أن نرفده دائما بالمواهب والفنون والإبداعات، ليبقى متوهج الحضور في تفاصيل حياتنا. فإننا بالكلمة واللحن والعزف والصوت، نسترجع كل أفراح التحرير كأننا نعيشها اليوم.”

وأضاف المرتضى خلال رعايته الأمسية الثقافية لكشافة الأمام المهدي: “25 أيار من العام 2000 كانت له موسيقاه التي لم تعزفها آلات، ولا دقت بها صنوج، لكنها كانت أروع ما لحنته الكرامة الوطنية من سمفونيات: إنها هدير الدبابات الصهيونية هاربة من أصوات المقاومين، وصليل الأبواب الحديدية في معتقل الخيام متكسرة تحت مطارق الأهلين، وزغاريد النسوة الجنوبيات، وهن ينثرن الورد والأرز والفرح على قامات العائدين، وحفيف نسائم جبل عامل وهي تزف إلى الوطن كله أخبار هروب المحتلين. موسيقى ما برحت ملء المسامع والضمائر إلى اليوم، نطرب لتذكرها طربنا لمشاهدة صور الذعر الساطع في عيون الجنود، وهم يلوذون بمخابئهم في الآليات والخنادق. موسيقى على صخبها ليست بذات نشاز، لأنها دخلت القلوب عذبة رقراقة، حتى ليصح القول إنها سمفونية الكرامة العربية الأولى”.

وردا على من يسأل كيف تكون الموسيقى شهادة انتصار؟ قال المرتضى: “هذا أجيبه بأن الإنجازات الوطنية الكبرى، وعلى رأسها التحرير، ينبغي أن تتحول إلى ثقافة عامة يتذوقها المواطنون ويعيشون في رحابها. فالثقافة هي الإطارالحضاري الذي يحدد لكل شعب معالم هويته بين الأمم، وعملنا المقاوم المبني على الإيمان بالله تعالى وبحقنا الوطني والقومي، هو واحد من أهم مكونات هويتنا الوطنية. وعلينا أن نرفده دائما بالمواهب والفنون والإبداعات، ليبقى متوهج الحضور في تفاصيل حياتنا. فإننا بالكلمة واللحن والعزف والصوت، نسترجع كل أفراح التحرير كأننا نعيشها اليوم.”

وأردف: “المقاومة يا أحبتي صنوف شتى. منا من يقاوم بالعلم ومنا من يقاوم ببذل الجهد أو المال، ومنا من يقاوم بالقتال، ومنا من يقاوم بالموهبة. والجامع بين هذه الصنوف هو الصمود والثقة بالنصر الذي وعد الله تعالى به عباده المؤمنين: “إن فرعون علا في الأرض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين، ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون. صدق الله العظيم.”

ودعا الى التمسك بالوحدة الوطنية وقال: “نحن من هذه الرؤية الإيمانية نثق بنصرنا ونعبر عنه بكل ما أنعم الله علينا من مقدرات. وإذ نقيم هذه الأمسية الموسيقية في أجواء عيد التحرير، فإنما لكي نجعل أيامنا كلها على شكل الخامس والعشرين من شهر أيار، تحررا دائما من الخوف، وتضحية كاملة من أجل لبنان والقيم. وهذا يحتم علينا من ضمن ثقافة المقاومة أن نقاوم الفرقة والتشرذم، ونتمسك بالوحدة الوطنية كشرط لازم وضروري لحماية الإنجاز الحقيقي الأول، عربيا ووطنيا، منذ منتصف القرن العشرين. هذه الوحدة التي طاولتها سهام جارحة من خطابات انتخابية ضالة ومضللة، ما لبثت حين دخلت بالأمس تحت قبة البرلمان، أن انكشفت على حقيقتها، وانحسرت دون فاعلية”.

وختم وزير الثقافة: “لكننا نأمل أن يأتي يوم يؤمن فيه اللبنانيون كلهم بأنهم، كمثلكم، أعضاء فرقة موسيقية واحدة، وعليهم أن ينسجموا في كل حركة ونبرة، لكي يؤدوا اللحن صحيحا والعزف غير مشروخ. بوركت جهودكم، وسدد الله أنامل العازفين وأصوات المنشدين، وإلى اللقاء في أعياد نصر أخرى قادمة بإذن الله.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى