“تشرذم” قوى المعارضة يُفشل هزّ عرش برّي…
الإفتتاحية بقلم غادة طالب
إنتهى الإستحقاق الأول للمجلس الجديد بنهايةٍ معروفةٍ مسبقاً ، كان بالإستطاعة تهديد عدم حصولها لو إتفقت قوى المعارضة و وضعت مرشحاً جديداً بوجه مرشح الثنائي الشيعي الرئيس نبيه بري بدلاً من الورقة البيضاء و الشعارات الملغاة …
ب ٦٥ صوتاً و من الدورة الأولى إستطاع بري أن يضمن منصب رئاسة المجلس لولاية سابعة منذ العام ١٩٩٢ و يسقط منافسه الوحيد الورقة البيضاء .
بالنصف زائد واحد أمَّنَ بري على منصبه و “بالنصف زائد واحد ” أيضاً حاز التيار الوطني الحر على منصب نائب رئيس مجلس النواب بشخص النائب إلياس بو صعب و على مركز أمين السر بشخص النائب ألان عون .
ليكون بذلك قد إستطاع كل من حركة أمل حزب الله والتيار الوطني الحر على الإتفاق و تأمين أصوات خمسة وستين نائباً …
أمرٌ يجعلنا ندرك شكل الإستحقاقات القادمة و عودة تحكم الثنائي و التيار بالقرارات و إمكانية الإتفاق للإيصال أو حتى التعطيل ، في حال بقيت القوى المعارضة في حالة من التشتت و التشرذم و في حال بقي وليد جنبلاط الذي يمثل بيضة القبان في ناحية قوى الثامن من آذار .
الأمر الذي يفرض على نواب 17 تشرين والنواب المستقلون والمعارضة إعادة جدولة حساباتهم و وضع الإستعراضات الشعبوية جانباً و البدء في محاولة إيجاد سبل للإتفاق لخوض المعركتين الحكومية والرئاسية المقبلة ، و التي من الواضح و كما تشير المعطيات أن الأمر في الشأن الحكومي ذاهبٌ إلى حكومة تصريف أعمال طويلة العمر ، خاصةً في ظل الأوضاع الصعبة التي يشهدها لبنان و عدم إحتمال الدخول في دوامة التكليف و التأليف مرة أخرى لأننا لم نعد نملك رفاهية الوقت فحكومة تصريف الأعمال الحالية تطلبت سنة حتى تبصر النور ، و هناك إستحقاقات مهمة تتطلب سرعة في المقاربة أولها المفاوضات مع صندوق النقد و رفض المجتمع الدولي مساعدة لبنان ما لم يكن هناك حكومة تنجز الإصلاحات المطلوبة .
لذلك لكل لا تبقى الدولة في عهدة من أوصل البلد للقعر الحالي و لكي تحاول قوى المعارضة أن تنفذ وعودها و تنقذ البلد ، فإن كل ما عليها هو إيجاد وسيلة لتوحيد صفوفها و الإلتقاء على نقطة إنقاذ لبنان .
لكي لا تحصد نتيجة عدم تفاهمها بالإستحقاق الرئاسي القادم و تكون النتيجة ولاية جديدة لعهد جهنم …