مقالات

المجلس أمام تحديات صعبة

في ظل توزّع القوى في مجلس النواب وعدم حصول اي طرف على اكثرية متحكّمة او مقررة فيه، يقف المجلس امام تحديات صعبة:

التحدي الأول، هو انّ كل الاطراف الممثلة في المجلس النيابي الجديد وعلى وجه الخصوص الأطراف التي تقدّم نفسها تغييرية او سيادية، تدخل من اليوم الاول للولاية المجلسية الى غرفة الامتحان؛ امتحان شعاراتها وعناوينها ووعودها وطروحاتها، والاهم امتحان صدقيتها في تغليب مصلحة لبنان على كل الحسابات او المصالح الشخصية.

التحدي الثاني، تنظيم الخلافات السياسية، وجعل الانتخابات النيابية محطة فاصلة بين مرحلة اشتباكية صارخة، ومرحلة جديدة يخرج فيها الجميع من خلف المتاريس. والتظلل بمظلة وحيدة هي مصلحة البلد.

التحدي الثالث، كيفية ترويض التناقضات المجلسية، وبناء مساحات مشتركة وصياغة تفاهمات في ما بينها حول القضايا والملفات التي يمكن ان يقاربها المجلس، خصوصاً ان الولاية المجلسية الجديدة حبلى بملفات كبرى ضاغطة، لا سيما منها الموازنة العامة، وقانون الكابيتال كونترول، وبرنامج التعاون مع صندوق النقد الدولي، الى جانب ملف الكهرباء وتشعباته، وغيره من الملفات والمواضيع الاصلاحية التي تضع قطار الازمة على سكة العلاج والانفراج.

التحدي الرابع، هو التحدّي الحكومي، حيث تعكس اجواء مختلف القوى السياسية، صعوبة للمرّة الأولى في تاريخ تشكيل الحكومات، في الاختيار المسبق او التزكية المسبقة للشخصيّة التي ستكلف تشكيل الحكومة، على الرغم من وجود بعض الاسماء في نادي المرشحين كالرئيس نجيب ميقاتي، وكذلك اسم السفير نواف سلام والمرشح السابق لرئاسة الحكومة سمير الخطيب، وآخرين قدّموا أنفسهم لرئاسة الحكومة مثل النائب عبد الرحمن البزري.

امّا التحدّي الخامس فهو التحدّي الرئاسي، حيث يشكل استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية بعد اشهر قليلة، المحطة الاساس، لا بل الامتحان الصعب للمجلس الحالي، في ظل الانقسامات التي تحكمه حول هذا الاستحقاق، وعدم قدرة اي طرف ان يميل بميزان الانتخابات في اتجاهه. ومن هنا فإنّ القراءات المسبقة لهذا الاستحقاق تحيطه بتوقعات سلبية، تضع هذا الإستحقاق على حافة احتمالات شتى ومداخلات يتداخل فيها البُعد الداخلي مع الخارجي.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى