مقالات خاصة

هل يزول لبنان قبل انتهاء العهد القوي؟

الافتتاحية بقلم مصطفى عبيد

مع مرور الأيام وقرب انتهاء ولاية العهد القوي يغرق بلدنا أكثر فأكثر ويهوي سريعاً في جحيمٍ وُعدنا بها من العهد وأولياؤه، والحال اليوم في بلدنا أصبح حال اللامنطق بكل مجرياته وأحداثه وتفاصيله وحتى فساده، لم يعد بامكانك تفسير أي شيء فلا علم الاقتصاد ولا الفيزياء ولا الفلسفة ولا حتى الدين يحتوي قواعد يمكن اسقاطها على واقعنا كي نفهم، وتأويل ما يجري غير موجود سوى في كتب الفسق والفجور والتجبر والوقاحة التي يدرس وينهل منها حكامنا وساستنا.

بعد انتهاء الانتخابات واحتفالات النصر الوقحة التي أقامها جميع الأطراف لمناسبة حيازتهم الأكثرية، وبعد أن ثقبوا أذاننا بأن الثورة قد اخترقت المجلس وأصبح لها مقاعد في البرلمان العتيد، وبعد كل هذه الشعارات استيقظ البلد يوماً ليجد سيد الأحكام في لبنان يطير، وبدأ الدولار يحلق عالياً دون أي تفسير منطقي لما يحصل، وما تم إشاعته من أسبابٍ سياسية كانت مجرد كذب، فالدولار وسعر صرفه وصعوده ونزوله هو بيد أقطاب الحكم شركاء الفساد، وما كان يحدث فعلاً هو بكل بساطة لعبة عض الأصابع وإغراق البلد في سبيل تهيئة المناخ المناسب واتمام الصفقة المناسبة لعقد جلسة انتخاب رئيس المجلس العتيد.

وكالعادة في لبنان مع كل ارتفاع يهرع المتمولون اللبنانيون ومن يظنون أنفسهم أذكياء وتجار وصائدو الفرص ليقتاتوا على ما تبقى من الجيفة كالضباع، فالدولار وكما أشيع لم يعد هنالك سقف له، ولكن ما إن تمت الصفقة وارتفع الدخان الأبيض في عين التينة حتى. تهاوى الدولار بسرعة لم يكن احد يتوقعها فخسر الكثيرون رؤوس أموالهم ومكاسبهم، كل هذا بدون منطق ولا علم َلا حتى اجتهاد يتيح لنا تفسير ما حصل.

وفي ظل كل ما حصل في الأيام الأخيرة التي مضت، لم نسمع للتغيريين ولا الثوار أي إدانة أو مواجهة، وبينما الناس تموت جوعاً انشغل هؤلاء بأسخن الملفات وأهمها “الزواج المدني” فبدأت التحقيقات والاستطلاعات والتقارير والخطابات المؤيدة والرافضة وكأن كل هذه الانتخابات بشعاراتها الثورية لم تتعدى “الزنار” صعوداً، بينما اتخذ المعارضون قراراً مفصلياً في وجه سيد المجلس فقرروا مجابهته بالورقة البيضاء التي لا معنى لها سوى رمزيتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

وها نحن أمام ثلاثة أيام رخاء وبحبوحة ورفاهية بينما تمر جلسة انتخاب رئيس المجلس وريثما ينتهي مفعول تعميم حاكم مصرف لبنان لنعود بعدها إلى دوامة الخوف والترقب لحين عقد مزيد من الصفقات على حساب المواطن، وطالما أن الشعب قد ترك مصيره لحكام فاسدين متجبرين يسرقون أمواله وثوار تغيريين همهم الوحيد عش الزوجية فلن يبقى وطن ولا دولة، وان لم ينتفض فقراء الوطن بكل غضبهم وألمهم ومعاناتهم بوجه حكامهم وممثليهم أصحاب الورقة البيضاء فقد ينتهي لبنان قبل انتهاء العهد القوي.

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى