إستحقاقات ثلاث … فهل ستمر جميعها بسلام ؟

الإفتتاحية بقلم غادة طالب
ما الحل ؟!
فعلياً لا حل أو لكي لا نكون متشائمين جداً فلا حل في المنظور القريب …و ربما علينا الاستسلام للواقع المرير، أن نتقبل العتمة و نتعايش معها ، أن نعتاد إرتفاع الأسعار السريع بين الدقيقة و الأخرى ، أن لا نتفاجئ من إنقطاع المحروقات و القمح و غيرهم من المواد ، ان نتأقلم مع أي مرض أو وباء لعدم وجود الدواء او حتى إستطاعتنا على تحمل كلفة المستشفيات ، أن لا نهلع مع هلع الدولار …
و ربما هذا ما نقوم به فعلاً ، فالبلد تخطى مرحلة الإنهيار بأشواطٍ كثيرة …
والسلطة الآن منشغلة بأمورٍ أُخرى و إستحقاقات متعددة أولها هو إنتخاب بري أم لا …
مع أن الأمر من المُسَلَمات و جميعنا نعلم أنه بجميع الأحوال ، رئاسة مجلس النواب بموافقة الأكثرية أو عدمها هي من نصيب نبيه بري منذ العام ١٩٩٢ ، و أنه في مطلق الأحوال لا وجود لأي منافس فعلي له ، و حزب الله وحركة أمل لازالوا يحتفظون بكافة المقاعد المخصصة للطائفة الشيعية ، بالإضافة إلى أن البرلمان الجديد يضم عملياً كتلاً غير متجانسة لا يحظى أي منها بأكثرية مطلقة، فبالمبدأ إن أغلب من يعلن إمتناعه عن إنتخاب بري ، لا يقوم سوى بتسجيل موقف شعبي ليس إلا ، فرئاسة المجلس مهما إعترضوا ستكون من نصيبه و تغيير بري لن يكون إلا بقرارٍ من بري نفسه …
و من إنتخاب بري إلى عملية تكليف رئيس مجلس وزراء جديد، الأمر المستبعد بشكل كبير فبعد الولادة المتعثرة للحكومة الحالية و الصراعات و المناكفات التي إستغرقت قرابة السنة ، و عامل الوقت الذي لا يحمل إعادة السيناريو نفسه من جديد لإقتراب موعد إنتخاب رئيس الجمهورية ، فإن الأمر المرجح هو بقاء الحكومة الحالية بحالة تصريف الأعمال لحين إنتخاب الرئيس الجديد …
لنكون بذلك وصلنا إلى الإستحقاق الأهم و هو إنتهاء ولاية عهد جهنم نهاية تشرين الأول المقبل ، و الذي نتمنى أن تكون نهايته أسهل من عهده و أن لا تمدد بأي شكل من الأشكال …
ختاماً إستحقاقات عدة نمرّ بها هذه السنة و السؤال الأهم هل ستمر جميعها بسلام ؟ و هل سيستطيع الطاقم الجديد إنتشالنا من القعر الذي أوقعنا فيه عهد جهنم أم أن مخلّفاته ستصعب أمر الخروج منه ؟