محلي

عامر جلول: الإسلام ليس نظام ثيوقراطي

كتب الكاتب السياسي عامر جلول عبر صفحته على فيسبوك:

ملاحظة: كل الآراء مرحبًا بها ولو كانت نقد فهي تثري النقاش ولكن ضمن الآداب والاخلاقيات المطلوبة.

كتبت البارحة بوست قائلاً فيه أن الإسلام هو مدني منذ ١٤٠٠ عام، وصار هناك جدال على الصفحة، ومن هذا المنطلق أريد أن أوضح الأمور بالرغم أن الاراء وكثرتها تعني التفكر والتفكير وهذا شيء جيد من أجل تحقيق جدلية فكرية مجتمعية.

عودةً للموضوع ولتفسير القضية، إن الإسلام ليس نظام ثيوقراطي مثل أوروبا في العصور الوسطى حيث كانت الكنيسة تحكم بإسم الله وكان الحاكم لا يُحاسب ويستمد شرعيته من الله مباشرةً.

أما في الدولة المدنية فهي تقوم على البيعة والتعاقد عقد اجتماعي وتحقيق المساواة بين المواطنين ولا يفرق في واجباته بين مواطن وآخر، وهذا تمامًا ما يحصل في الإسلام الذي ينص على إلغاء مفهوم الكهنوت ومبدأ عصمة الحاكم، ولكن المرجعية هو الشرع.

حتى الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ بيعته في بيعة العقبة الثانية كرجل دولة وقائد سياسي، أما في بيعة العقبة الأولى فكانت بيعته بيعة عقائدية دينية، وعندما هاجر إلى المدينة وضع كحاكمٍ للدولة الجديدة الذي تم مبايعته واختياره أول عقد اجتماعي وهي وثيقة المدينة التي تنظم العلاقة بين الحاكم والمواطنين وبين المواطنين أنفسهم.

حتى سيدنا أبو بكر قال في خطبته قائلا :” اقيلوني” فهذا يوضح أن الحاكم ليس معصوم و يُحاسب من الشعب.

أما في قضية الزواج، فإن الزواج أيضًا في وجهٍ من وجوهه هو مدني لأنه عقد بين طرفين لا يحتاج إلى رجل دين مثلا، كما أنه يحق للمرأة أن تشترط في العقد أي أمرٍ تريد لا يخالف الشريعة، ولكن بالنسبة للميراث والحضانة وغيرها من التفاصيل فهي حسب الشريعة الإسلامية.

ولكن بالنسبة للزواج المدني الذي يُطرح اليوم هو زواج يخالف الإسلام والشريعة، ولكن يحق لأي إنسان أن يطرحه كوننا في بلد ديمقراطي وينص فيه الدستور على حرية الرأي والتعبير، ولكننا أيضًا من هذا المنطلق يحق لنا أن نرفضه وان نسقطه في البرلمان، ولكن للأسف لا أدري لماذا نبحث عن الاختلافات ولا نبحث عن المشتركات ونحن في وطنٍ غارقٍ في الازمات وهو يحتاج منّا إلى قوانين واصلاحات تنعشه اقتصاديا ولا تدخلنا في قضايا جدلية لا وقت للبحث فيها.

المصدر
فيسبوك/عامر جلول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى