مقالات خاصة

وداعاً للوجوه القديمة … و يا مرحباً بوجوه الثورة …

الإفتتاحية بقلم غادة طالب

حملت نتائج الإستحقاق الأخير العديد من المفاجأت و الخروقات التي لم تكن بالحسبان  ، فكان ١٥ أيار يوم إسقاط العديد من الوجوه القديمة و البيوت السياسية العريقة التي حجزت مقعدها النيابي لسنوات عديدة و إنتقلت من الأباء إلى الأبناء ك فتفت ، مرعبي ، كرامي ، أرسلان  …
فرغم الإمتعاض الشعبي و حالة المقاطعة و يأس الشارع اللبناني بحصول أي تغيير ، بإنتخابات تتم بقانون مفصل على مقاس السلطة القديمة و لمصلحتها، و الذي ترجم بإنخفاض كبير في نسبة الإقتراع من قبل المقيمين و التي لم تتجاوز ال ٣٧٪ ، إلا أن رياح التغيير استطاعت أن تتغلغل داخل المجلس و تدخل الثوّار إلى حَرَمه و بالقوة و لكن هذه المرة بقوة القانون ، لينتقلوا من أرض الشارع إلى مقاعد المجلس و يصبح ثوار الأمس نواب اليوم ، فتعيد بذلك روح ١٧ تشرين و الأمل بحصول التغيير داخل مجلس و من نواب لم يتحملوا مسؤوليتهم النيابية كم يجب …
أما المفاجئة الأبرز و الأهم فكانت في دائرة الشمال الثانية -طرابلس التي على الرغم من التوتر الذي خلقته نتيجة إنخفاض نسبة الإقتراع و المقاطعة الكبيرة و تأخر صدور النتائج التي كانت صادمة بشكل فعلي ، إلا أنها أظهرت مدى رفض الناس للطبقة القديمة بإدخال وجوه جديدة و نواب جدد و بإنتفاضتها التي ترجمت بفوز مرشح لائحة إنتفض الدكتور رامي فنج الذي أزاح عرش كرامي من المجلس و إنتقل من لائحة الثوار إلى لائحة النواب ..
إنتخابات ١٥ أيار ٢٠٢٢ رغم خجل أجواءها إلا أنها إستطاعت أن تهزّ السلطة و تجعلها تستشعر بخطر إزاحتهم من المجلس ، فمن لم يسقط إستطاع حجز مقعده بصعوبة و ” زمط بريشه ” .
ختاماً ولادة المجلس الجديد و دخول العديد من الوجوه المستقلة و المناضلة إليه أعادت الأمل بالتغيير و لو البسيط و إمكانية إنتشالنا من القعر الذي نعيش فيه ، لتكون بذلك المسؤولية كبيرة على عاتقهم . فهل سيكونوا حِمل هذه الثقة ؟ أم أن هذا الأمل سيقتل من جديد و تقتل مقاعد المجلس روح الثورة ؟

غادة طالب

اسرة التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى