مقالات خاصة

طرابلس وعدت ووفت… كلن يعني كلن

كتب مصطفى عبيد،

في ١٧ تشرين الأول من العام ٢٠١٩ انطلقت ثورة غطت لبنان من شمالها إلى جنوبها، مناطق تم قمعها فلم تستطع أن تكمل طريق الثورة، ومناطق استمرت وناضلت ودفعت دماءً في سبيل اسقاط المنظومة الفاسدة، ولكن المفاجأة كانت في طرابلس فنبض الثورة كانت طرابلس وعصب الثورة كانت عاصمة الشمال وضمير الثورة كانت مدينة العلم والعلماء.


حاولوا اسكاتها فلم يستطيعوا فألصقوا بها تهم الارهاب وبأنها حاضنة للتكفيريين كي يسلبوا منها صفة الوطنية وميزة العيش المشترك، عيّروها بالفقر الذي هم أساسه وسببه والمخططون له، ذكّروها بفقرها ظناً منهم أنهم يمكنهم أن يستغلوا جوعها وعوزها فيشتروا صوتها بأبخس الأثمان.


أرسلوا مسوخهم اليها ليغروا الناس بالمال، شكلوا لوائح مشوهة ووضعوا ألغامهم عند كل مفترق، بذلوا الثمين والرخيص ليسلبوها كرامتها بوهج الدرهم والدينار فأبت كل مغرياتهم ووسخهم وفسادهم ومكرهم.


هب الطرابلسيون يوم الخامس عشر من أيار تلبيةً لنداء الشرف والكرامة والتغيير، كما هبت في السابع عشر من تشرين تلبيةً لنداء الثورة والحرية واسقاط الفاسدين، لم تبخل بصوتها على الوطن بل اقترعت ومارست حقها الديمقراطي فصنعت المعجزات.


أسقطت الفاسدين عن كراسيهم فأصبحوا نواباً سابقين سواءً كانوا مرشحين أم تواروا خلف الستار ودعموا مرشحين جدد، اخترقت حواجز التبعية للزعيم والرئيس وحطمت جدار الخوف والانقياد.


طرابلس الحرة قالت بأعلى صوتها “كلن يعني كلن” فما بقي أحدٌ منهم وأصبحوا سابقين ولا عودة لهم، طرابلس الأبية أبت الا أن تكون قلعة الثورة كما هي قلعة العلم والعلماء وقلعة العيش المشترك وقلعة المسلمين، طرابلس أوصلت طاقماً جديداً وكسرت الأغلال والأصفاد وأعلنتها ثورة فاحتلت بعدلها وديمقراطيتها ووطنيتها المجلس النيابي، وليس بسلاح وارهاب كما فعل البعض ليصلوا الى الكرسي، طرابلس مدينة العلم والعلماء والثورة والتغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى