عقد منتدى طرابلس مؤتمراً صحفياً في مقرّه في مدينة طرابلس، وسط متطوّعين من الماكينة الإنتخابيّة، وكوادر منتديات الشمال ومنسّقي منتدى طرابلس و المناصرين، حيث تمّ إعلان تبنّي المنتديات ترشيح المحامي صالح المقدّم عن المقعد السنّي في دائرة الشمال الثانية المتحالف مع لائحة “إنقاذ وطن”.
استُهلّ المؤتمر الصحفي بالنشيد الوطني اللبناني و من ثمّ الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الهجرة القسرية من أبناء الشمال الّذين قضوا غرقاً منذ أيّام في فاجعة هزت الرأي العام اللبناني.
ثم استُكمل المؤتمر بكلمة منسق منتدى طرابلس الأستاذ أحمد حلواني حيث جاء فيها:
“بعد المخاض الذي يمر به وطننا لبنان والمنطقة باثرها وما سينتج من متغيرات وتحولات سياسية في سياق ترتيب نظام إقليمي جديد. كان من الضروري انشاء حركة سياسية رؤيوية في طرحها وواقعية في مسارها وقراءتها للأحداث. من هنا كان تأسيس المنتدى السياسي الأقتصادي الأجتماعي ( حركة المنتديات) الذي رسم لنفسه مشروعا متكاملا يسعى لتطبيقه مع من يشبهه وطنيا ويتشارك معه في الرؤية والأهداف.
كنا كمجموعات منظمة في كل المحافظات اللبنانية وبكل اعتزاز أحد المحركين لثورة 17 تشرين التي واجهت منظومة الفساد والميليشيات ضمن حراك سلمي لم يسلم من بطش السلطة وأدواتها. حيث تحملت المنتديات النصيب الاكبر من حملات الافتراء والتشويه المتعمّد والتنمر الاعلامي ضد كوادرها، دون السماح لنا بالدفاع عن انفسنا وإعطائنا حق الرد على تلك الافتراءات اليومية الممنهجة والمدفوعة الأجر, ومع ذلك لم ندّعِ يوما تمثيلنا للثورة التي اردناها تشاركية بعكس ما قام به المستثمرون اليوم في المواسم الأنتخابية، و رأينا كيف تزاحم المتسلقون على ثورة 17 تشرين لحجز مقاعد لهم في اللوائح دون أن يكون لهم وزنًا إنتخابياً أو برنامجًا واضحًا وجديًا للإصلاح والإنقاذ.
لذلك آثرت المنتديات في كل المحافظات على ألا تكون جزئاً من الخلافات و السجالات التي رافقت تشكيل اللوائح من المجتمع المدني و الثوري و التغييري, فقررت الانسحاب من السباق الإنتخابي مع لوائح لا تتطابق مع رؤيتنا و لا تتماشى مع خطابنا قولاً و فعلاً.
لكننا مع ذلك لا نستطيع و نحن ننادى بالمواطنة و بأثر الصوت الإنتخابي إلا أن نكون جزءا ً من الثورة الديموقراطية العقابية، فقررنا كمنتدى طرابلس وما يمثله ضمن منتديات لبنان من تأثير في الشارع الوطني و الطرابلسي الى تبني ترشيح المحامي صالح المقدم داعين كافة المنتسبين والمناصرين للتصويت له بكثافة، فهو
إبن البيت الطرابلسي و الحقوقي الشرس الذي لم يتوان في الدفاع عن موقوفي ثورة 17 تشرين في محاكم طرابلس و بيروت و الذي التزم بمبادئ المنتدى و مشروعها الوطني,
لن أطيل الكلام عن صالح فأفعاله هذا الشّاب و سيرته تتكلم عنه و نحن أصحاب الشعار القائل:
إختاروا المشروع و لا تختاروا الأشخاص فربما يكونوا زائفين”.
و قد استكمل الحديث المرشّح صالح المقدم و الّذي بدوره قد ألقى كلمة جاء فيها:
“١٥ أيار هي الفرصة الأخيرة لتحرير لبنان من طبقة سياسية طائفية مذهبية امتهنت إذلال الناس و أحكمت خناقها على مدخرات البلد و مارست أبشع أنواع الفساد و سرقة المال العام.
من مراتب حزب الله القابض على الدولة بمؤسساتها و أجهزتها، من سيادته الاستكبارية الخارجة عن الدستور و القانون، من منظومة السلاح و الفساد و الزبائنية و المحسوبيات؛ الانتخابات هي استفتاء بين نهجين: بين من يريد الدولة و الشرعية و احترام القانون و بناء المؤسسات و العيش بكرامة، و بين من يريد الدويلة و الميليشيا و التبعية و الإرتهان و جرّ لبنان إلى مكان لا يشبهه، هي استفتاء بين رفض المساومات و منطق التسويات و بين بدعة الديمقراطية التوافقية و التعطيل و الهيمنة.
يعيش لبنان خطر الزوال بتركيبته الحالية أي العيش المشترك و الحرية و دولة القانون و الدستور و السيادة و ذلك بسبب سياسة المحور الذي يعمل على مشروع الغاء الصيغة. لكن قد يجهل حزب الله عن قصد او عن غير قصد، ان أهل السنة و اهل طرابلس لن يكونوا يوماً مناصرين لمشاريع الدويلة و أعمال حزب الله الميليشياوية و مشاركته بحروب المنطقة و تبعيّته لإيران و تطبيقه لمشروعها في المنطقة. فأهلنا مؤمنون و مقتنعون بالعيش المشترك، و بنهائية الكيان اللبناني و بالمواطنة الكاملة و بالشرعية الوطنية الدستورية و الديمقراطية، و الشرعية العربية و الشرعية الدولية و هي الشرعيات الّتي تأسّس عليها لبنان و اجتاز بها سائر الأزمات.
محاولات الحزب للدخول الى الساحة الطرابلسية لم تعد خافية على أحد؛ فهو يطمح الى تحقيق خروقات واسعة ضمن الساحة الطرابلسيّة باجتياحها سياسياً و خاصةً بعد المقاطعات التي تمّ المنادات بها للأسف من بعض الجهات.
إلّا ان اهل طرابلس هذه المرة لن يخونوا و لن يرضخوا لمحاولات الحزب؛ فقد دفع اهالي طرابلس ثمن تنازلات بعض الزعماء و تموضعهم غير المنسجم مع تطلعاتهم و تطلعات هذه المدينة، و لن يقبلوا من الآن و صاعداً ان يتحملوا وزر سياسات البعض الخاطئة و التي سلّمت لبنان لحزب الله و لِما يُسمّى “محور الممانعة” و نقول لهم: نحن هويّة طرابلس العربية الأصيلة”.
و بالتالي يُعلن المنتدى السياسي الإقتصادي الإجتماعي في طرابلس المحامي صالح المقدم مرشحاً رسمياً للمنتديات و حامل لبرنامجها الثلاثي الأضلاع: في السياسة والاقتصاد والاجتماع.
