مقالات خاصة

هل يُختصر واجب نواب الضنية بمجالس عزاء ومباركات ولجان صلح؟

كتب مصطفى عبيد

الاستحقاق الانتخابي يقترب موعده شيئاً فشيئاً، وما هي الا أيام قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة تفصلنا عن الموعد المنتظر، وبعد أن كانت الشكوك تحوم حول امكانية حصول الانتخابات، الا أن المرشحين باتوا يصدقون امكانية حصول هذا الاستحقاق.

وفي دائرة الشمال الثانية التي تضم كلاً من الضنية وطرابلس والمنية تدور حرب ضروس بين مرشحي كل منطقة على حدى، فحرب الضنية لا تقل حدةً وخطورةً عن حرب طرابلس أو حرب المنية، فالمرشحون الكثر هذه المرة لا يدخرون لا هم ولا أتباعهم أي نوع من الأسلحة الفتنوية التي تعتمد على بث السموم العائلية والمناطقية لتسجيل نقطة زائدة ضد بقية الخصوم، وما يسمى بالاستحقاق الديمقراطي لم يعرف الديمقراطية بعد في الضنية، وما لا يتجرأ المرشح على قوله يدعه لأتباعه وهو يضحك من خلف الستار.

مرشحو الضنية هذه السنة كثر، فقانون الترشح لم يكتب مؤهلات خاصة لاستحقاق من المفترض أنه يحتاج لمرشحين متميزين قادرين على انتشال البلد بكل مناطقه من هذا الانهيار ولم يسحب الصلاحية من مرشحين كانوا في كنف الحزب الحاكم تحت شعار السلاح وما خلونا ولكن لم يتمكنوا من تقديم أي شيء للمنطقة!

وإن حاولنا التعمق أكثر في المرشحين محاولين اختيار من يملك الأفضلية ليحظى بثقتنا نجد من المرشحين من استحق الترشح والتحدث عن مصير قرية ومنطقة وبلد بالوراثة، فمهنة العائلة لا يجب أن تدفن ومن ورث المهنة قد تعلم ممن سبقه مهنة صف الكلام بطريقة منمقة يبيع فيها أحلاماً وردية لن تبصر النور فهذا الشبل من ذاك الأسد وان كنت رأيت من السابقين شيئاً فستراه من المرشحين الحاليين، فكلما أتى مرشح سار على درب من سبقه قولاً وفعلاً.

وهنالك من يحاول أن يروج لنفسه بصفات العدل والعدالة والحق والثورة وهو نفسه الذي طرد موظفيه طرداً تعسفياً لم يراعي فيه عماله وموظفيه فمنع عنهم أموالهم وحقهم، ومن المؤكد أن ما فعله بموظفيه لن يتوانى عن فعله بناخبيه.

ومن المرشحين من امتهن خوض اللعبة الانتخابية والقاء الخطابات المحلية والعزف على وتر مصالح المنطقة وهو النائب جهاد الصمد الذي يخوض اللعبة بصفته لاعباً متمرساً بين مرشحين مبتدئين أو ورثة، ففضل عدم الاجابة على أسئلة صنفها على أنها للمبتدئين وهو الزعيم المعروف والذي لا يمكن أن تسأله شيئاً فالتاريخ يشهد على الانجازات التي أعمانا بها هو و ومناصروه.

ولكن أين الانجازات؟ منطقة مليئة بالحفر والمطبات، غارقة في العتمة، باتت أكوام النفايات نقاط استراتيجية هندسية في شوارعها؟

عن أي انجازات يتحدثون؟ عن سنوات من الزعامة والتنافس والتناحر ظنناها لتحقيق الأفضل للضنية، واعمارها وتوظيف أبنائها وتعليم أطفالها، فما وجدنا منها سوى لجان صلح ومجالس عزاء!

واللافت في تصريح سابق للنائب الصمد يطلب فيه من مناصريه ضبط النفس وصون اللسان قائلاً أنه لا يجب الخوض في قذارة اللعبة الانتخابية ففي السادس عشر من أيار ستعود الحياة لطبيعتها وستعود لتلتقي العائلات من جديد في مجالس العزاء والأفراح والصلح.

هل هذه هي وظيفة النائب في الضنية؟ تقديم واجب العزاء والمباركة بالأفراح وترؤس لجان الصلح؟ أليس النائب ممثل الشعب ليحصل لهم على حقوقهم ويؤمن العيش الكريم والعمل الكريم ويوفر لهم حقوقهم من مشاريع اعمار وكهرباء وطرقات وفرص عمل وتعليم؟

والأخطر من كل هذا هي التبعية العمياء من المناصرين التي وصلت لحد التعظيم فهو بنظرهم النائب المعصوم، يا أهل السنّة أما قال عمر رضي الله عنه للناس ان أخطأت قوموني؟ أم نوابنا القدماء ومرشحونا الجدد معصومون عن الخطأ؟ وأنصارهم مستعدون لتصفية الناس أو تهديدهم أو التعدي عليهم ان تم انتقاد زعيمهم لمواقفه وانجازاته؟

ها هي الحرب الانتخابية تحتدم في الضنية بين نائب سابق بالانجازات ومرشحون بالوراثة والخطابة وآخرون يغدقون المال والخدمات بهدف الوصول للكرسي، فهل هنالك من ترشح فعلاً لآجل الضنية؟ وهل هذا هو حق الضنية عليكم أيها المرشحون؟

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى