مقالات خاصة

إنتخابات المغتربين…انتفاضةٌ باتجاه التغيير الوطني ام إنتقامٌ من الشعب اللبناني

الإفتتاحية بقلم ج.م

قطعت الانتخابات النيابية الشكّ باليقين، وأسقطت انطلاقتها مقولة تأجيلها وتطييرها وترحيلها، حيث أنجز لبنان بنجاحٍ ملفت إنتخابات المغتربين يومي الجمعة والأحد، في وقت تعيش فيه الدولة أسوأ مراحلها مالياً، ولكنها نجحت في نهاية المطاف في تنظيم انتخابات الخارج، في مشهد بدا معه الحماس اللافت للمغتربين في المشاركة في انتخاب ممثليهم والتأثير في القرار السياسي اللبناني…

وشملت المرحلة الاولى 30,929 ناخباٍ توزعوا على عشر دول عربية وخليجية، لتشمل المرحلة الثانية 16. دولة اوروبية وافريقية واميركية بالاضافة الى اوستراليا، حيث قُدر عدد الناخبين فيها بمئتي الف .

وقد أعلن وزير الخارجية والمغتربين
بأن نسبة الاقتراع في كل الدول حوالي 59%، متخطيةً العام 2018 حيث بلغت 56%، فقد كان عدد المقترعين اكبر من الانتخابات الماضية 30930 مسجلاً صوّت منهم 18225، في المرة الماضية صّت 48000 اليوم هناك 18225 وذلك فقط في عشر دول.

وقد سجلت سوريا اكبر نسبة اقتراع حيث هناك 1018 مسجلا واقترع منهم نحو 84%، لتتبعها طهران 74% ثم قطر 66% يليها الكويت 65% والاردن 60 % والبحرين 66% والسعودية( في الرياض وجدة) 49% وعمان 66% وبغداد 48% ومن ثم مصر 42% في القاهرة والإسكندرية 50%.

بينما سجلت إنتخابات امس الاحد نسب مشاركة متفاوتة توزعت على الشكل الآتي :
أستراليا: بلغ عدد المسجلين 20661 انتخب منهم 11,321 اي ما نسبته 54,83 في المئة في سيدني إقترع 9021 ناخباً أي بنسبة 55 في المئة وسجلت كانبيرا النسبة الادنى للاقتراع مع 40 في المئة فيما سجلت ملبورن نسبة 55 في المئة، ما يشكل مجموعاً عاماً بلغ نسبة 55في المئة في استراليا.
في الامارات العربية المتحدة في دبي اقترع 3289 لغاية الساعة الثالثة والنصف اي ما نسبته 42 في المئة، في ابو ظبي اقترع 2893 اي ما نسبته 56 في المئة وهي نسب كبيرة جدا. وعليه النسبة الاجمالية في الامارات 44,61 في المئة لغاية الساعة.
في أوروبا من أصل سبعين ألف ناخب مسجل على اللوائح اقترع لغاية الآن 14 ألف أي بنسبة 20 في المئة، في فرنسااقترع 4232 لغاية الساعة، في ألمانيا 3480 اقترعوا، بريطانيا وايرلندا الشمالية 1288. اما باقي الدول الاوروبية فلم يتخط الاقتراع فيها الالف مقترع.
اما «نسب الاقتراع في افريقيا فبلغت 21 في المئة».
واستمرت عمليات الاقتراع في الدول الاميركية الى فجر اليوم.

ومن ابرز المخالفات والشكاوى التي سُجلت كان خرق الصمت الانتخابي عشية الانتخابات بمواقف سياسية وترويجية لكل من القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب، لكنها ظلت ضمن السقف المعقول والمقبول، اما باقي الملاحظات فتركزت على امرين اساسيين: غياب اسماء الكثير من الناخبين عن لوائح الشطب حيث تبين انهم لم ينجزوا التسجيل الالكتروني بالكامل وظلت بعض المعلومات ناقصة. وزحمة الناخبين امام مراكز الاقتراع في بعض الدول نتيجة الاقبال الكثيف وضيق بعض مراكز الاقتراع كما حصل في دبي حيث تم تسجيل 19900 ناخب. وخمسة الاف ناخب في ابوظبي. كما سجل امس في دبي حضور عدد من المرشحين الى مركز الاقتراع وتحدثوا الى الناخبين. (هادي ابو الحسن وجورج عقيص ومارك ضو).

يُشار إلى أن الحكومة ستعقد جلستين اخيرتين يومي الخميس في الثاني عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري، قبل ان تدخل حكماً مرحلة تصريف الاعمال مع انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي وتسلم المجلس الجديد مهامه في 22 ايار، بحيث تجري عملية انتخاب رئيس للمجلس ونائب رئيس وهيئة المكتب، قبل ان تبدأ الاستشارات الملزمة لتسمية رئيس حكومة ومن ثم الاستشارات النيابية للرئيس المكلف لتشكيل الحكومة.

وفي قراءةٍ سريعة للمشهد الإنتخابي لاحظنا بأن المغترب اللبناني قد رمى بثقله في صناديق الاقتراع، في محاولة لانتشال الوضع من المأساة التي نعيشها في لبنان، أملاً في التغيير وانتشال البلد من أزمة اقتصادية مستفحلة، تتحمل مسؤوليتها طبقة حاكمة تقليدية متنفذة ومعارضة مرتبكة ومشتتة، والملفت إصطفاف اللبنانيين في طوابير انتظار للإدلاء بأصواتهم، في دولة الإمارات العربية المتحدة، بروح رياضية تنافسية، حتى ان بعضهم توجه مباشرة من المطار للإقتراع، بالرغم من تسجيل إشكالات وبعض الاصوات المرتفعة بين ممثلي التيارات السياسية والحزبية المتنافسة، بمشهدٍ يُشبه عودة الروح إلى ثورة التغيير…

ومهما يكن من أمر، فإن يومي 6 و8 آذار، 2022، سيشهدان على تجدد الرهان اللبناني على اللعبة الديمقراطية، في احداث تغيير باتجاه إعادة بناء دولة تجمع ابناءها تحت علم واحد، وبجيش واحد، وحكومة واحدة ودستور واحد لأرض غير قابلة للانقسام أو التجزئة أو الاشغال من قبل غير اللبنانيين، وشبه كثيرون ما جرى من إقبال كثيق من قبل المغتربين، الذين هاجر قسم كبير منهم بعد احداث 17 ت1 (2019) بانتفاضة إغترابية باتجاه التغيير الوطني…

وفي ردة فعلٍ سريعة للمشاهد والصور والفيديوهات التي تمّ نشرها على مواقع التواصل الإجتماعي، بدا واضحاً للأسف الانقسام بين المغتربين اللبنانيين بين مقترعين لـ “التغيير”، وآخرين اقترعوا لصالح قوى سياسية، وعبروا عن ذلك في تغريدات وتصريحات إعلامية شتّى، أثبتوا من خلالها انّ العقلية المذهبية والطائفية والحزبية ملازمة لللبناني اينما وُجد، وكأن من هٌجِر من هذا البلد بحكم أفعال ساسته وبطشهم، لم يكن أصحاب الأدمغة الذين يعّول الشعب اللبناني عليهم لمساعدته على التغييرء وكأن بعض المغتربين يحاولون بذلك الإنتقام من اللبناني المقيم ورد الجميل لمن كان سبباً في هجرته لوطنه واهله..

اسبوع واحد يفصلنا عن تحديد مصير لبنان واللبنانيين للسنوات الأربع المقبلة، فهل سيغلب الوعي ام العقلية المذهبية الحزبية؟؟
هل سيرد الشعب اللبناني الصاع لمن كان سيباً في تجويعه وهجرته ؟؟
وهل ستكون إنتخابات 2022 انتفاضةً باتجاه التغيير الوطني ام إنتقامٌ من الشعب اللبناني..؟؟.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى