مقالات

من هو العميل 004 ؟ .. وما كان دوره في افشال انقلاب عام ٩٦ على صدام  حسين ..

بقلم الخبير د. محمد سلطان

العميل 004

انه وبكل بساطة المواطن المصري عزت عبد الرزاق عفيفي الموظف في سفارة مصر في العراق ..

عفيفي الذي جندته المخابرات المصرية والاميركية لمساعدتهم على نقل اجهزة اتصال واجهزة تشويش واموال كان الهدف منها اسقاط نظام صدام حسين عام ١٩٩٦ عبر انقلاب يقوده لواء عراقي من آل الشهواني لحل حزب البعث والجيش وانشاء جيش العراق الحر ..هذا المواطن المصري اطلقت عليه المخابرات العراقية اسم المؤتمن 004 بحسب ما كشف لاحقا احمد الجلبي وسرب عددا من الوثائق حول هذه الحادثة ..

وفي الوقائع التي اوردها تقرير اعلامي عبر  قناة الجزيرة عن الحادثة .. فإنه  في مطلع العام 1996 وصل ضابطان من المخابرات المصرية إلى السفارة المصرية ببغداد، للمساعدة في تنظيم عملية انقلاب عسكري ضد رئيس النظام العراقي صدام حسين و استدعى الضابطان موظفاً في السفارة يُدعى “محمد عبد الرزاق عفيفي” وكان عمله يقتصر على إيصال البريد السرّي من السفارة المصرية في بغداد إلى السفارة المصرية في عمّان عن طريق البَر، ومنها جوًا إلى القاهرة. حيث ان العراق كان يعاني من حظر جويّ فرضه مجلس الأمن الدولي.

طلب الضابطان من “عفيفي” السفر إلى عمّان لمقابلة شخص عراقي يُدعى “محمد عبد الله الشهواني”. وهو لواء مظلّي عراقي كان قد غادر العراق، وتعاون مع الاستخبارات الأمريكية للإطاحة بصدام حسين.

وبالفعل وصل “عفيفي” إلى عمَّان والتقى الشهواني في أحد فنادقها القريبة من السفارة المصرية هناك. قال له الشهواني : ( نحن نعكف على تدبير محاولة انقلاب ضد صدام حسين، وقد رشَّحَتكَ المخابرات المصرية للتعاون معنا. مهمتك هي نقل الأموال والأجهزة والمعدات بسيارتك الدبلوماسية إلى بغداد. إن قمتَ بخيانتنا فستُلاحَق من قبل المخابرات الأمريكية وتُقتَل. أما إن تعاونتَ معنا فستحصل على مبلغ قدره مليون دولار، وسنفتح لك مطعمًا فخمًا في مصر ) ..

كانت الخطة الانقلابية تتضمن كسب المزيد من الضباط والطيارين إلى صفوفهم، وجمع المعلومات عن القطعات العسكرية، ثم التأثير على الاتصالات الحكومية، وتفجير سكك الحديد، والتشويش على القصر الجمهوري، قبل الانقضاض على صدام حسينو كان العقل المدبِّر لهذه المحاولة فريق رفيع المستوى من الاستخبارات الأمريكية يعمل من الأردن يعمل بحكم قرب أراضيها من الأراضي العراقية. كما اشترك جهاز المخابرات المصرية في العملية. إضافة إلى ضباط عراقيين داخل العراق وخارجه، وعلى رأسهم اللواء “الشهواني”.

المخابرات العراقية كانت قد جندت “عفيفي” قبلهم بوقت طويل، للعمل معها .

وبالفعل عاد “عفيفي” إلى العراق بسيارة السفارة الدبلوماسية، ومعه حقيبة تحتوي على أجهزة فنية حديثة. وما أن وصل إلى بغداد حتى سلّمها للمخابرات العراقية وأفصح لها عن كل شيء. فأمرته بمسايرتهم والعمل معهم .

استمر الساعي المصري في نقل الأموال والمعدات التي تضمّنت: أجهزة اتصالات عبر الأقمار الصناعية، وجهازين من نوع GPS أمريكي الصنع، وأجهزة تشويش ضد البث الإذاعي والتلفزيوني، وثلاثة أجهزة تشويش ضد الاتصالات اللاسلكية، وجهاز تصوير نقطوي.

وفي كل مرة، كانت المخابرات العراقية تصور الأجهزة وتفحصها وتحدد نوعيتها ومواصفاتها. ثم إطلاقها والسماح بوصولها إلى العناصر التي تعتزم تنفيذ الانقلاب وكان الهدف من ذلك متابعة أبعادها، وتحديد دائرة استخدامها، ومعرفة المتعاملين بها. وبالفعل تم تحديد الأشخاص و معظمهم ضمن دائرة أبناء وأقارب وأصدقاء “الشهواني”. وتم وضعهم جميعًا تحت المراقبة السرية الدقيقة، لتشخيص اتصالاتهم وعلاقاتهم.

وبعد أن اكتملت الصورة لدى المخابرات العراقية، تحرَّكت وألقت القبض على أفراد الشبكة في وقتٍ واحد و بلغ عدد الموقوفين 61 شخصًا، بينهم ثلاثة من أولاد “الشهواني” و24 ضابطاً، بضمنهم خمسة طيارين.

ومن خلال سير التحقيقات اتضح ما يلي:

– وجود تنظيم انقلابي عسكري

– مدني يقوده اللواء الركن المتقاعد محمد عبد الله الشهواني بدعم وتمويل من المخابرات الأمريكية ومن عمّان، تحت مسمّى “جيش العراق الحر”.

– وجود 3 خطوط تنظيمية، تتوزع في العاصمة بغداد، وفي محافظة ميسان جنوبي البلاد. ولكل خط أجهزة اتصالات خاصة به عبر الأقمار الصناعية.

وفي 5 أيلول 1996، تشكَّلت محكمة خاصة في بغداد، وحكمت على أغلبهم بالإعدام شنقًا من ضمنهم أولاد “الشهواني”، وعلى آخرين بالسجن لفترات مختلفة. فيما أُطلِق سراح عدد من المتهمين لعدم كفاية الأدلة.فشل الانقلاب وبقي صدام حسين في الحكم الى حين غزو العراق واعتقاله لاحقا واعدامه صبيحة عيد الاضحى.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى