كتب المحامي طلال ندّه لقلم سياسي
برز على سطح الكلام السياسي في قضاء الضنية مؤخراً مباركات و تبريكات و تهليلات بإسم استمرارية البيوتات السياسية و انتقال الارث السياسي من الجد الى الحفيد مرورا بالأب وسط ارتياح من المرحبين و كأننا انفصلنا عن الواقع السياسي و المعيشي للمنطقة و بتنا نعيش في كنف نظام للبيعة حتى نساق مكروهين لمبايعة الزعيم ابن الزعيم …
لكل المزايدين و الفرحين بانجاز انتقال الزعامة لا بد من الاشارة الى وجوب التنبيه الملح الى أننا أولاً القضاء لسنا معروضين في سوق للنخاسة أو سلعة بيد فلان و علتان حتى يتم توريثنا مع مجمل المقتنيات و الأملاك …
لسنا قاصرين و لا معدومي الأهلية حتى ينادى بفلان علينا زعيماً ونصفق له دون حولّ منا و لا قوة
لم نعد تلك المنطقة النائية التي تحاصرها الثلوج فتنقطع عما يجري حولها حتى يقرر عنا ونُبلّغ القرار لنصفق بترحيب و اعجاب ..لم يتعذب أولاد القضاء و لم يتعلم ابناؤه و لم تجتهد بناته ليأتي زعيم هنا و آخر هناك يأخذون منا بيعتنا. وكأن الزمان توقف عندهم و لم تنجب الضنية غير أولادهم، مع كامل الاحترام لأشخاص الشباب الذين من الممكن أن يكونوا خيرَ من يمثل القضاء ان ارتضى ذلك أهل القضاء، وليس بمنطق التوريث و التبعية العمياء التي خرجت من نفوسنا و لن نقبل ان يعيدوها من باب حب الولد و نصيحة الى كتاب المقالات المستبشرين بالتوريث أن يتحلوا بالموضوعية و الأمانة فمن يرفض حكم بشار الأسد لأنه وريث و يرفض حكم جبران باسيل لأنه صهر و يُنادي بالكفاءة لا يمكنه أن يكون شاهد زورٍ ومروج لمبادئ أبعد ما تكون عن الحرية..
فإما أن تكون حراً أو لا تكون …
