Facebookمحلي

باسيل للسنّة في لبنان: لن نقبل بأن يستقوي عليكم أي طرف خارجي أو مكون لبناني

أشار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل خلال افطار رمضاني أقامه في البترون على شرف رجال دين وفاعليات سياسية وقضائية واجتماعية: “إننا لسنا أصحاب مشروع طائفي بل إننا كنا وسنبقى أصحاب مشروع وطني يؤمن بالدولة العلمانية ولا يقبل أن يتعرض أي مُكّوِن للظلم لأننا عانينا وآسَيْنا من الظلم ورفضناه ونرفضه، إننا لا نقبل أن يُصيب أي مُكّون لبناني ما قد أصابنا عام 1992 من مقاطعة للانتخابات وَلّدِت إحباطاً استمّر لدى البعض حتى عام 2005، وهذا أمر لا نقبل أبداً أن يُصيب أي مُكّون لبناني، بل إننا نقول له إننا الى جانبك ولا يُمكن لأحد أن يستفرد بأحد في هذا البلد، كل من يشعر بأنه مستفرد أو أنّ هناك محاولة لعزله سيجد التيار الوطني الحر الى جانبه”.

وتابع: “نقول لأهلنا السُّنة في لبنان، اننا لن نقبل بأن يستقوي عليكم أي طرف خارجي أو مكون لبناني، نحن من الاساس لم نقبل بأن تتعرضوا للغدر أو للخيانة من أي طرف داخلي أو خارجي وقفنا الى جانبكم بمراحل كثيرة وهذا أقل واجبنا، ونأمل أن لا تحتاجوا لمرة أخرى أن نقف الى جانبكم، لكن بالطبع ستجدوننا الى جانبكم.

ونقول أيضاً لأهلنا الشيعة في لبنان، اننا لن نقبل أبداً بأن يعزلكم أي طرف في الخارج أو أي تجمّع لمكوّنات لبنانية في الداخل، اننا من الاساس لم نقبل بعزلكم عام 2005 ولا بضربكم عام 2006، وقفنا أيضاً الى جانبكم وهذا واجبنا الدائم، ونقول للإثنين الطائفتين السنية والشيعية الكريمتين، لا تقبلوا أن يكون هناك تكرار لمسألة إقصائنا، لأننا في النهاية لا نقوى إلا ببعضنا، كل خارج يستعملنا لهدف ولأجندة ولغاية تزول وتنتهي ورقة استعمالنا، أما نحن كلبنانيين فلا يستعمل أحدنا الآخر”.

أضاف: “نحن اخترنا ان نعيش سوياً، والذي لا يختار هذا الأمر، فبلاد الله واسعة أمامه، وخيارنا أن يبقى هذا الوطن بتنوعه وهذا هو غناه الأساسي وهذا هو نضالنا الأساسي، التحدي الذي هو أمامنا هو في كيفية إدارة إختلافاتنا لأنها موجودة وطبيعية بحكم مذاهبنا وطوائفنا واعتقاداتنا السياسية، ومعتقداتنا الفكرية ومناطقنا وعائلاتنا كوننا بلد التنوع ولا أحد يعتقد أنه إذا عاش فيه مكون مسيحي لوحده او المسلم بمفرده سيجد الإنسجام الكامل، فطبيعة بلدنا الجبلية والجغرافية وتضاريسه تدلان على تنوعنا، وهذه هي ميزته وجماله وهذه هي القدرة على أن نستفيد من هذا الغنى ونعيش سوياً لذلك في كل مرة نلتقي فيها في هذه المناسبة الرمضانية تكون مناسبة تجديد لهذه العلاقة علاقة الثقة والمحبة وإصرارنا على ان نعيش سوياً. ونكمل الطريق سوياً مهما كانت التحديّات كبيرة نعدِ بعضنا بأن نتخطّاها ونتابع سوياً لنبني لبنان سوياً مهما ضربته الأزمات التي نأسف لأن بعضها مفتعل وبعضها نتيجة أخطاء داخلية وسياسات اقتصادية ومالية التي أوصلتنا الى هذه الكارثة لكن بقدرتنا وبتضامننا، يمكننا تحقيق الاصلاح لهذا البلد ونتخطى هذه الازمة والأهم بوقوفنا جبناً الى جنب مهما صعبت الأزمات سنتخطاها سوياً”.

وأردف باسيل: “ينزعج البعض منا لأن لدينا قدرة لبناء علاقة على قاعدة شراكة وطنية لا تحمل الغش ولا الكذب ولا فَرض بالقوة ولا إغراء ولا ترغيب ولا ترهيب، بل هي تقوم على علاقة طبيعية لذلك نجد أن رفاقنا في التيار الوطني الحر من كل الشمال الذين دعيناهم وكنا نأمل أن ندعو الجميع وهم منتسبون للتيار من كافة الطوائف وموجودين في طرابلس والمنية والضنية وعكار، وفي القرى السنية والشيعية في البترون والكورة وزغرتا، هذه هي طبيعتنا ووجودنا الطبيعي غير مفتعل، وليس موجود بواقع خدمة أو بواقع مساعدة مالية أو تخويف من وضع، لأن هذه هي حالتنا الطبيعية التي نتمنّى أن تَتمدّد أكثر فأكثر وتَستوعب الجميع لنكون نحن بالفِعل حَقيقةً تياراً وطنياً حراً يَسع كافة اللبنانيين والعكس، ونَعيش هذه الحالة الطبيعية بإستمرار.

اليوم هذا الإفطار ليس سوى تعبيراً عن هذه الحالة الطبيعية التي نجد فيها نحن في التيار أننا نأخذ من قيم المسيحية فِعل المحبة والعَطاء ومن الإسلام نأخذ قيم التسامح والغفران والرحمة ولذلك فإن مشروعنا هو مشروع بناء الدولة المدنية التي تساوى فيها الجميع على قاعدة المساواة بالواجب وبالحقوق، وان المتضررين هذا الامر هم الذين يشغلوا مكنات الحقد وتشويه الصورة والحقيقة”.

وتوجه الى الحضور قائلاً: “لقد غبنا عن بعضنا بشكل قصري في السنوات الثلاث الاخيرة بسب جائحة كورونا بعد أن كان هذا اللقاء الرمضاني على افطار تقليداً سنوياً نحب ان نحافظ عليه دائماً ونلتقي خلاله كأهل وأحباء، وبالأمس كانت ليلة ” الَقدَرْ” المبارك وهي ترمز الى قدسية الوحي. وإن رمضان هو شهر الرحمة والغفران. يصوم فيه الانسان ليس فقط عن الطعام، بل عليه ان يصوم عن الكذب والنميمة والأذى والتحريض؛ ونأمل في هذا الشهر ان يتعلموا دروس رمضان، وتتوقف مكنات الكذب والأذى ليكون هذا الشهر الفضيل للمؤمنين هو شهر التوبة ونعيش فيه بسلام مع بعضنا البعض.

رمضان هو فرصة ليلتقي فيه الإنسان بالروح، هو فرصة للتوبة وهو شهر يُعلّم الصبر، وهو شهر الاستجابة الالهية لكل محتاج وما أكثرهم في بلدنا، لذلك نجد الناس في هذا الشهر تزيد اللهفة تجاه بعضها البعض ويزيد اهتمامها ببعضها البعض، ونجد أن لبنان، على الرغم من الأزمة الحادة التي يمر بها اقتصادياً، الإستجابة والعفوية والمساعدة بين الناس هي سيدة الموقف”.

وقال: “صحيح ان زورق الموت في طرابلس مؤشر خطير للحرمان والى درجة الذل الذي وصل اليه بعض مواطنينا، ولكن هو أيضاً تدل على أزمة النزوح التي نبّهنا منها منذ العام 2011 كم أن مخاطرها كبيرة على بلدنا وكيف أنها اليوم قد جمعت اللبناني والسوري برحلة الموت والهجرة من بلدانهم من مشرق يُفترض أن يُعمّه السلام، وأن يشع نور لكل العالم تحوّل الى تصدير الحرمان والقهر، يُصدّر طاقات ممكن أن تكون كبيرة في أرضها ليستفيد منها الغير.

هذه الدلالة على أزمة النزوح ونحن قد نبّهنا منها المجتمع الدولي سابقاً وبأنه سيصل الى مرحلة يَتعب منها وهذا ما حصل فقد حدثت أزمة أوكرانيا، والنازحين منها هم بالملايين والأولوية والمساعدات تحولت بإتجاههم.

إن هذا ما يجعلنا على يقين وبهذا الشهر بالتحديد كم أننا بحاجة للعودة الى أنفسنا كونه شهر العودة الى الذات.

نفهم أن الدين هو دعوة للمحبة بين الناس مهما كانت أدياننا السماوية، هي بالنهاية تلتقي على الخير وعلى جمع الناس في رَحاب الله، وأذكر هنا الحديث النَبوي الشريف أتى فيه:” لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تأمنوا حتى تحابوا”. وهذا هو جوهر ديننا المسيحي والإسلامي نحن في البترون وفي الشمال، قد ترّبينا على محبة بعضنا البعض وعلى إحترام بعضنا البعض ونحن في التيار الوطني أهل سلام وسِلم، ونفهم هذا الامر بين بعضنا البعض كلبنانيين ونراه أيضاً تجاه الغير في مشرقنا، حيث هناك ارتداد كبير لفكرنا ولثقافتنا المشرقية على قاعدة أن الأقربين هم الأولى بالمعروف، لذلك، نجد أن هذا اللقاء هو أمر طبيعي بتربيتنا، وإننا بمدينة لم تعرف سوى الإنفتاح الدائم، فذراعيها مفتوحة لإستقبال الآخر”.

وإذ لفت الى أن “هذه المدينة أبت أن تُنزع عنها الصفات الجميلة وأبَت أن يتفجّر جامعها عندما حاولت ذلك الميليشيا ورفضت أن تُمد اليد الى أهلها السّنة والشيعة في راشكيده ورأس نحاش، وسارع أهلها بشكل طبيعي وعفوي الى حماية بعضهم البعض”، قال: “إن العديد من المُسلمين في البترون إسمهم ” إسطفان” لأن لدينا شفيع المدينة هو القديس إسطفانوس”.

وروى أنه عندما كان مرشحاً للإنتخابات عام 1998 لم يَكن يَعلم من هو المسيحي ومن هو المُسلم في مدينته، وقال: “إن رئيس بلديتنا في البترون كان شخصاً مسلماً وكذلك مختارنا لوقت طويل، ولم يكن أحد يُميز ذلك، لأن مدينتنا لم تعرف البعض ولم تطرد أحداً بل على العكس إستقبلت الجميع، لذلك نجد أن الجميع يحب هذه المدينة لذلك يتوافدون اليها وهي ترحب بالجميع”.

وختم: “لذلك، نحن سنحافظ على هذا التقليد الذي نعيش فيه الوحدة بين بعضنا، ومهما حاولوا ان يصوّروا أن هناك مشكلة مع الطائفة السنيّة، لأنهم يريدون ان يفصلونا عن بعضنا البعض، لأنهم عندما يجدون أثنين التقوا سوياً يريدون فصلهم عن بعضهم البعض. ولن يستطيعوا أن يُغيّروا هذا الواقع يمكنهم أن يَغشوا الناس لفترة من الوقت لكنهم لا يستطيعوا أن يفرضوا أمراً واقعاً كل الوقت وكذلك هو الأمر مع الطائفة الشيعية الكريمة حيث سنعيش سوياً في هذا البلد مهما قست الظروف علينا وسنحمي بعضنا البعض”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى