قنصل لبنان في تركيا يتخطى حدود وظيفته
ظروف معيشية واقتصادية واجتماعية وأمنية سيئة يعيشها لبنان أرخت بظلالها على كل شيء في الداخل والخارج، ثم قست مرة أخرى بحلول الزائر الفتاك -“كورونا”- ليحول المأساة إلى دراما تراجيدية مبكية، لم يسلم منها شيء، ليتحول المشهد إلى نكسات أمنية متتالية، بدأت بكارثة المرفأ، الذي تطايرت شرارته كحوادث متفرقة على مساحة الكيان المهدد بالسقوط الوشيك .تبعات ما يحدث في لبنان حمله اللبنانيون على كواهلهم أينما حلوا .. سواءً في أرض الوطن، او في عالم الانتشار الذي اصطُلِح على تسميته “بالغربة”، تنوء أحمالهم، وتنقسم مشاعرهم وتتوزع، ما بين الغربة والوطن بفعل الداخل وعلى كل المستويات، تحولت الغربة من مِنحَةٍ يتمناها كل لبناني إلى مِحنَةٍ تحمل في ثناياها مشاكل كثيرة ومآسي متعددة، يبحثون فيها عن العون والمساعدة وعن كلمة طيبة ، تواسيهم وتضمد جراحاتهم وبما أن الشيئ بالشيئ يُذكر فالمغترب اللبناني يعيش في بلادٍ يحتاج فيها الى بريق أمل يُسكِن لوعة غربته ويكون منارةً يستنير بها بعد أن عمت حكايا بلاده المظلمة آفاق الدنيا .وما أجمل أن تجد ممثِل بلادك لا يتبع لفريق سياسي فييسر أمر منسوبيه ويعرقِل الآخرين ، وما أجمل أن تراه متعامِلاً بحرفية الديبلوماسي مع أي سياسي لبناني زائر طالباً لمشورته لا بل ولمساعدته في إنتقاء الأبواب التي يجب أن تُطرق لمصلحة لبنان لا لمصلحة السياسي وحزبه ،وهنا قِمة الإحترافية في لعب دور الديبلوماسي الذكي الذي يلعب بأناقة وصدق على أوتار السياسيين المُختلِفة دون أن يُتَهَم بأنه المايسترو لأحدهم .وماأرقى أن ترى وطناً لك متمثلاً برجل والقنديل المنير الذي تستطيع عبره السير دون أن تتعثر ، لا بل والمَدد اللازِم الحاضِر عند الحاجة ، والدليل الصدوق لتبقى في غُربتك معززاً مكرماً لا تحيدُ عن دربك الفرصة اليوم لا تُفَوَت للإستفادة مِن قنصل يرعى فعلياً شؤون رعاياه ، يختلط بهم ، يتعارف معهم ، ويقدِم المُستطاع لا بل يحاول بعلاقاته الإستنجاد ليتخطى المستطاع المُقَدَم مِن دولة مشلولة لا حول لها ولا قوة على أرضها وناكِرةُ لحقوق مواطنيها ، فيأخذ دور الحاضنة لرعاياه .اليوم لدى المغترب اللبناني في تركيا فرصة ذهبية تتجلى بوجود مُحِبٍ لتوحيد الأعضاء المُشتتة ليُكَوِنَ جسداً لبنانياً متحداً يُعتَدُ به بعيداً عن خلافات السياسة الهجينة والمُسَيرة لصالح دول القرار في الوطن الأم .إنجازاتٌ كثيرة سمِعتُ بها وكان السباق لها عن سابقيه فلما لا نقتنص فرصة وجود موَحِد تواقٍ لفرضِ قوةٍ ووجود جالية بلاده إلتزاماً ،إتحاداً وإحتراماً أمام الدولة التركية أُسوة بأكبر الجاليات المنظمة والتي تحظى بإحترام وإهتمام الدولة .الا يستحق رجل بمقام وطن في الغربة الإلتفاف حوله لإمدادِه بالقوة التي سيستفيد منها عبر منصبه الرسمي كل واحد منا بحاجة لها ريثما يُستأصل الورم السياسي الموجود في بلد ما زال حتى الآن على الخارطة وإسمه لبنان ؟ الإلتفاف واجب ، ومنحه السلطة التوحيدية واجب لمصلحتنا فلنمارس حقنا بخلق قوة ووجود لم يستطع حكامنا في الوطن الأم منحنا إياها .وإلا سنكون في وطننا مهانين وفي الغربة مشتتين .في إتحادنا قوة فلنحصل عليها ولنبني وطناً فالوطن هو الذي يعطيك ولا يأخذ منك والى أن يعود لبنان وطن حافظ على وطنك الحالي الذي تحتضنك أرضه نعم تخطى حدود وظيفته فقد تحول مازن كبارة الى ( رجُلٌ بمقام وطن ) وعنه أتكلم .