كتب مصباح الساكت
العسكري، مهما كانت رتبته من مجند الى جنرال هو كائن بشري، معرض للخطأ، و إن اخطأ يجب عليه أن يُحاسب ليس شأنه كشأن أي مدني عادي فحسب، بل أكثر لأنه بارتدائه البزة العسكرية فهو يرتضي بارادته أن يحمل امانة سلامة و أمن الناس جميعًا دون استثناء في رقبته !!
إن ما يفرض احترام المؤسسة العسكرية على الأرض و بين الناس، قطعًا ليس السلطة الممنوحة لها بموجب القانون و لا السلاح الذي يحمله عناصرها و لا النجوم و الشارات المعلقة على أكتافهم .. بل ما يفرض احترام الناس للمؤسسة العسكرية هو كيفية تعاملها معهم و كيفية تعاطيها في معالجة الأخطاء التي يقوم بها بعض العناصر
إن ثقافة الأنظمة الشمولية العسكرية التي تقول أن “العسكر لا يخطىء” و إن اخطأ فهو يحاسب حسابًا يسيرًا كونه “عسكري” و علينا السكوت عن خطأه هي ثقافة أكل عليها الدهر و شرب .. ففي عصرنا اليوم، الكل يجب ان يخضع للمسائلة عندما يخطأ !! من أعلى الهرم الى ادناه
كان الأجدى، بقيادة الجيش و بقائد القوة البحرية الذين طالعونا صباح اليوم ببيان مكتوب بقلم من صنع ستينات القرن الماضي أن يطمئنوا من غضب الناس لا أن يشعلوه، و أن يتعهدوا بفتح تحقيق فوري و شفاف مع الضباط و العناصر و الناجين الذين كانوا في الدورية البحرية التي اعترضت طريق المركب المنكوب ليل أمس لتبيان الحقائق كافة طمأنة أهالي طرابلس الحبيبة
كل ما سيصدر عنهم عدى ذلك، سيزيد من غضب الناس و لن يطفأ نار الفتنة التي تطل برأسها الأن .. و لتتذكر قيادة الجيش جيدًا أن الصدق و الشفافية هم – دائمًا- من يكسبون المرء و المؤسسة، أي مؤسسة، احترامهم و لا شيء غير ذلك
