سياسة

الراعي بحث مع زواره في التطورات الأخيرة

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، النائب فريد هيكل الخازن، الذي قال بعد اللقاء: “لقد قمنا برفقة وفد من العائلة الخازنية بزيارة الصرح البطريركي والتقينا بسيده، فأكدنا له وقوفنا الدائم بجانب بكركي وبجانب الثوابت الوطنية التي ينادي بها دائما صاحب الغبطة. كما أكدنا عددا من النقاط الأساسية التي تتضمنها هذه الثوابت، ومنها مسألة سيادة لبنان واستقلاله والحرص على النظام الديموقراطي فيه وعلى الحريات العامة والخاصة وعلى بقائه حاملا راية الحياد بسياسته الخارجية، أي تحييده عن الصراعات الدولية والإقليمية”.

أضاف: “كما نوهنا بعودة السفراء العرب إلى لبنان لأن الجميع يعلم أن لبنان من دون علاقته مع إخوته العرب يكون وضعه غير سليم ولا يمكنه النهوض من دون أن يحمي هذه العلاقة مع الدول العربية. لقد تحدثنا عن مسألة السيادة، ومن بينها السلاح. إن الاستراتيجية الدفاعية يجب أن يكون لها جدول زمني يهدف إلى حصر السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية”.

وتابع: “إن مقاومة اسرائيل هي حق، لكن يجب أن تتم من خلال الجيش والقوى الأمنية. ولذلك، يجب دعم الجيش كي يتمكن من مواجهة المخاطر الإسرائيلية، وهذا يجب الا يبقى حبرا على ورق. لقد تطرقنا إلى مبادرة جمع القادة المسيحيين والموارنة التي تهدف إلى جمع كل القوى السياسية اللبنانية والوطنية في ما بعد، فلبنان بلد التفاهم والتوافق، هذا البلد من دون التفاهم والتوافق داخل طوائفه وضمن القوى السياسية المسيحية وغيرها لن يمكنه النهوض. سنبحث الموضوع بعد الإنتخابات النيابية التي نتمنى أن تمر بكل سلاسة وهدوء من دون أي إشكالات ومن دون أي عوائق أو عرقلات. ونتمنى بعد الإنتخابات أن ينتقل البلد إلى محطة أفضل ومجلس نواب أفضل فيه تغيير بالأشخاص والآداء”.

وختم: “على الناخب اللبناني معرفة من يختار، عليه أن يختار من جربهم من الأشخاص الذين لديهم تاريخ حريص على البلد وباستطاعتهم تولي مهمات عامة سواء في مجلس النواب أو في مجلس الوزراء أو في أي موقع آخر. ونحن إذا طبقنا الطائف، كما كان يطالب البطريرك صفير، عندها نرى إن كان يصلح للبلد أو لا، وإنما أقول إن الطائف لا يزال الضمانة الأساسية لوحدة لبنان واستقلاله”.

معوض
ثم استقبل الراعي رئيس “حركة الاستقلال” النائب المستقيل ميشال معوض، الذي قال بعد اللقاء: “زيارتي اليوم لغبطة البطريرك هي زيارة معايدة بمناسبة عيد الفصح المجيد الذي يذكرنا أنه مهما كانت الظلمات، يبقى هذا العيد عيد الأمل والرجاء، ونحن متمسكون بهذا الأمل وبالنضال كي نستعيد هذا الأمل”.

أضاف: “زيارتي كانت مناسبة أيضا للبحث مع غبطته في ظروف البلد، في ظل المعركة الانتخابية المقبلة، وكانت فرصة للتأكيد أن هذه المعركة الانتخابية ليس معركة بين أشخاص، رغم أننا نعرف أن في كل منطقة هناك لوائح تتنافس، لكنها ليست معركة تنافسية، لأننا في مرحلة حساسة بالنسبة للبنان يعيش فيها أزمة اقتصادية وأزمة هوية وكيان، فهذه المعركة هي معركة خيارات”.

وتابع: “اللبنانيون لا يختارون اليوم بين أشخاص، بل يختارون كيف يريدون مستقبلهم، فإذا كانوا يريدونه بلدا سيدا منفتحا على العالم وعلى محيطه العربي والدولي، أو بلدا تتحكم فيه ميليشيا، وهذا الخيار سيؤثر على كل لبناني. اللبنانييون اليوم يجوعون ويعانون من الفقر والذل، وجزء أساسي من الأسباب هو ربط لبنان بالمحور وعزل لبنان من ميحطه. عليهم أن يختاروا أي هوية للبنان يريدون، لبنان التعددي المنفتح الحديث، أم لبنان معرض الكتاب – الذي شهدناه أخيرا وما يفرض عليهم -أم طريق المطار التي نشعر بها أننا لسنا في لبنان؟”.

أضاف: “إنها معركة استرجاع أموالنا، فكل يوم يمر تتبخر فيه هذه الأموال، وأذكر اللبنانيين بأنه منذ سنتين ومع انفجار الأزمة، كان حجم الخسارة حوالى 50 مليار دولار وكان احتياطي مصرف لبنان 32 مليار دولار. اليوم، بعد سنتين من استحكام هذه المنظومة بإدارة البلد، أصبحت الخسارات أكثر من 70 مليار دولار واحتياطي مصرف لبنان أقل من 11 مليار دولار، مما يعني أن كل يوم يمر مع سياسة مالية مماثلة، أموالنا تتبخر”.

وتابع: “إنه خيار بين استعادة علاقتنا بالانتشار وبين محاولة منعهم من الانتخاب. واليوم، كانت هناك فرصة لأقول لغبطته عن الاجراءات المعيبة التي تؤخذ لمحاربة إقبال اللبنانيين والانتشار اللبناني من الاقتراع، من خلال الضياع الحاصل في موضوع مراكز الاقتراع، ونحن نتوقع المزيد من العرقلات”.

وختم معوض: “أتوجه من هذا الصرح الى المغتربين لأقول إن دوركم هو دور مقاوم، سيحاولون إحباطكم، لكن عليكم أن تقترعوا. بين قرار الهجرة والفقر وبين استعادة كرامتنا وطبقتنا الوسطى وقدرتنا على الاقتصاد وجامعاتنا ومستشفياتنا وحقنا في النجاحات التي يحققها اللبناني أينما حل، وتحرير لبنان المخطوف من ميليشيا فاسدة تخطف البلد والدولة، حان الوقت لبناء دولة فؤاد شهاب، وليس دولة المحاصصة”.

وردا على سؤال عما اذا كان الصوت الاغترابي بخطر لأنه صوت تغييري، اجاب معوض: “بالتأكيد، ليس فقط الصوت الاغترابي، الخطة هي إحباط اللبنانيين، فكل يوم نسمع مقولات مثل أن الانتخابات لن تُحدث أي تغيير وما الجدوى من الانتخاب، وسنرى الوجوه نفسها، وهذه خطة ممنهجة لإحباط اللبنانيين، ولكن على اللبنانيين أن يقولوا لا وأن يتجهوا للإدلاء بأصواتهم للتغيير ولاسترجاع البلد، فالانتخابات هي أساس التغيير. صحيح أنها وحدها لن تُحدث الفرق ولكنها محطة أساسية في مسيرة التغيير، وبالتأكيد ان صوت الاغتراب هو صوت الضمانة، وليس فقط بأصواتهم بل بكمية الأموال التي يرسلها الاغتراب اللبناني للبنان، والا كان اللبنانييون جاعوا وافتقروا أكثر، وبالتالي الاغتراب هو شريك أساسي بإعادة بناء لبنان”.

وعن كونه نائبا مستقيلا من برلمان لم يلب حدا أدنى من طموح اللبنانيين، وإمكان إحداث فرق في حال أعيد انتخابه مرة جديدة، قال معوض: “نحن حاولنا أن نكون قوة اصلاحية من الداخل في البرلمان وأن ننسق مع القوى الموجودة آنذاك لمحاولة إحداث تغيير، لذا أريد أن أقول للبنانيين إسألوا مجرب وما تسألوا حكيم، ونحن جربنا وتأكدنا أن مشكلتنا مع هذه المنظومة ليست مشكلة شخصية،

وأدركنا أن هناك استحالة في التعاون مع هذه المنظومة لإحداث التغيير، لذا المطلوب هو تغيير جذري على مستوى السيادة والبنية السيادية للبلد التي نريد أن نُسقط منها سلطة 7 أيار المبنية على “الفيتو”، فعندما يختلفون يعطلون الدولة وعندما يتفقون ينهبونها ويحاصصونها. المطلوب تغيير جذري على مستوى إعادة بناء الاقتصاد على مستوى الاقتصاد الحر والعدالة الاجتماعية، المطلوب استعادة ثقة اللبنانيين بمستقبلهم وهذا أمر مستحيل مع هذه المنظومة. ما أعد به هو أمر واحد، نضالنا مستمر وسنجمع كل القوى السيادية التغيرية في داخل المجلس أو بقدر المستطاع، كي نخلق جهوزية داخلية ونكمل المعركة، لأن المعركة تتطلب شبك الأيادي، فلا أحد يستطيع التغيير وحده. التحدي هو كيف يمكننا الوصول الى ما نريد، والحل هو بوحدة القوى الموجودة خارج المنظومة، وكنا تمنينا أن نوحد اللوائح ولم نستطع لسوء الحظ، المطلوب التوحيد بعد الانتخابات”.

وعن السبب الذي منع توحيد القوى السيادية، أجاب معوض: “هنا ليس المكان ولا الزمان لأجيب بالتفصيل، ولكن ما أستطيع قوله أنني من الأشخاص الذي سعوا بكل قواهم للوصول الى هذه الوحدة لأنني مقتنع أنه لا تستطيع أي قوى منفردة أن تحدث التغيير، وأننا أمام تحدٍ كبير بأن نستطيع إسقاط المنظومة، وهو أمر صعب لأن هذه المنظومة تستعمل السلاح والقتل، وهي منظومة فاسدة، وبالتالي لا بد من التوحيد”.

مخزومي
بعدها، استقبل الراعي النائب فؤاد مخزومي الذي قال بعد اللقاء: “زيارتي لهذا الصرح اليوم هي للمباركة لصاحب الغبطة بعيد الفصح المجيد، متمنين قيامة لبنان. خمسة وعشرون يوما يفصلوننا عن مفترق طرق، وعن اتخاذ قرار باستعادة لبنان من السيطرة الايرانية وسيطرة حزب الله والمنظومة الفاسدة التي تحاول أخذنا الى بلد لا نستطيع التأقلم فيه، بل نريد إعادته الى نظامنا الليبرالي واقتصادنا المنفتح والتعايش الموجود فيه.”

وتابع:” حزب الله يأخذنا الى مكان نحن نرفضه، شعبنا يجب أن يأخذ قراره إما بإستعادة لبنان كما كان أو بالاستسلام. نستطيع اليوم تغيير هذا الواقع واسترجاع لبنان من خاطفيه، فاليوم نرى أن هناك محاولة تسكير وإعطاء براءة ذمة لكل العمليات المالية التي حصلت قبل العام 2022، ومحاولة تمرير الكابيتال كونترول الذي سيقضي على أموالنا ويمنعنا من استرجاعهم. هذا نموذج مما نمر به اليوم، لأن حزب الله يريد أن يأخذنا نحو نظام تهريب ونظام حدود مفتوحة، ونظام كابتاغون وعمليات إجرامية، وليس هذا لبنان الذي نريده، ويمكننا إحداث التغيير، وما يؤكد ما أقوله هو عودة السفراء العرب ونية المجتمع الدولي بمساعدة لبنان”.

واضاف: “حزب الله يحلم بأن ينسى العالم لبنان، ولكننا نطمئنه بأن العالم سيبقى مع لبنان، فعودة السفير السعودي وسفراء العرب تقول أن الدول العربية تقف الى جانب لبنان، ولكن يجب أن نبرهن أننا بدورنا سنقف مع أنفسنا وسيكون لدينا تمثيل بالمجلس النيابي الذي يسيطر عليه حزب الله من خلال الأكثرية الموجودة بداخله، ونحن اليوم نستطيع التغيير”.

وختم مخزومي:” أتمنى على الجميع النزول في 15 أيار والإدلاء بأصواتهم لأنه حق لكم، والتقاعص عن المشاركة سيعطي حزب الله الأكثرية، وعلى أمل أن نقول في 16 أيار لجميع اللبنانيين، أن النصر للبنانيين وأن لبنان عاد للبنان، وكل عام وأنتم بخير”.

جوزيف بوفاضل
وظهرا التقى الراعي المحامي والمحلل السياسي جوزيف بو فاضل الذي قال: “لقد بحثنا في عدد من المواضيع المحلية ولا سيما الإنتخابات النيابية وخطورة تطيير انتخابات المغتربين او الإنتخابات بشكل عام لأن هناك فريقا لا يريد ان تتم الإنتخابات كي لا يخسرها. في المقابل هناك من يريد ان يعود او ان يدخل الى مجلس النواب ليفي بوعود اصلاحية كانت تطرح من خارج القبة البرلمانية. فاختراع الدائرة 16 ما هي الا لفصل المنتشرين عن اهلهم وبلداتهم وهموم العائلة الواحدة وان يصبوا اهتمامهم على ستة نواب لا يقدمون ولا يؤخرون في الحياة السياسية وان يصبح همهم تحويل الأموال الى اهلهم في الوطن وهذا امر مرفوض ومعيب. ولطالما البلد طائفي يجب الحفاظ على حقوق المسيحيين فيه بشكل موضوعي وواقعي وليس بالخطابات”.

وختم: “ان الحل الوحيد للازمة يكون بتغيير المنظومة الفاسدة وبما طرحه غبطة البطريرك من حياد لبنان الى مؤتمر دولي يعيد التفاف الدول الصديقة حوله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى